كاظم مجدم وصالح الحميد- يبدو ان عقلية الخطاب الشمولي الاقصائي مازالت تسيطر على عمل و سلوك بعض المجموعات الأهوازية . فبعد اثارة قضية ادعاء التمثيل الشرعي للشعب العربي الاهوازي وصل الامر ببعض الجهات في منظمة حزم أن تصدق نفسها بانها فعلا المتحدثة الرسمية باسم الشعب الى درجة أن ّمسؤول العلاقات الخارجية في المنظمة السيد “صلاح مزرعة” يوجه رسالة الى شخصيتين دوليتين كالسيدة كاترين أشتون مسوولة السياسية الخارجية للاتحاد الاروبي والسيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي حول عدم التزام منظمته مسبقا بنتائج المفاوضات الجارية بين ايران ومجموعة 5+1 في جنيف و المتعلقة بالمفاوضات حول البرنامج النووي.
هذه الرسالة والمواقف اللامسؤولة التي اتخدت من خلالها والتأكيد على قضية وحدانية الشرعية في تمثيل الشعب العربي الاهوازي ومواقف أخرى من هذه الجهات داخل منظمة حزم تعتبر مغايرة نظريا وعمليا للواقع الذي تعيشه الحركة السياسية الأهوازية على الصعيدين الخارجي والداخلي ، كما انها تنم عن عدم انسجام الخطاب و تباين الاستراتيجيات والسلوك بين مختلف الأطراف المكونة لمنظمة حزم نفسها، حيث تمثلت بمواقف مجموعة ” الشرعية ” حول كتابة مقالات المدح والثناء لبعض فصائل حزم تارة و تبادل الاتهامات بتلقي اموال مشبوهة تارة أخرى، مما يبين أن هذه المجموعات تعيش حالة من الصراع و التباين في المواقف والسلوك مما يدعوا للتريث لدى كل متابع في أنْ لا يطلق احكاما كلية على منظمة حزم ، انما يجب الوقوف عند مسأله مجموعة ” الشرعية ” التي تنم مواقفها عن حالة تباين في المواقف والسلوك يصل الى حد الشرخ السياسي و التنظيمي مع التيار الاساسي في حزم.
وما يعزز هذا التباين و الشرخ في المواقف داخل منظمة حزم هو وجود تنظيمات لها نشاط واضح – بغض النظر عن اختلافنا او اتفاقنا حول طبيعة هذا النشاط – و وجود تسميات لتنظيمات أخرى لا وجود لها على ارض الواقع الّا وجود تواقيعها تحت البيانات الكثيرة التي تصدر خاصة في الآونة الأخيرة؛ لذا سنركز هنا على الجهات المذكورة داخل حزم و التي تحاول خلق البلبلة من خلال اثارة قضية الشرعية وسيكون لنا تحليلا نقديا في المستقبل حول ماهية وممارسات منظمة حزم بشكل عام وذلك لتنوير الرأي العام الأهوازي.
وفي العودة إلى الرسالة آنفة الذكر نجد و بعد مقدمة مقتضبة (وردت في نص الرسالة مفردة “مغتضبة” بشكل خاطئ) نرى بان مرسلها سرعان ما يرتكب خطأ انشائيا، فيبدأ بعد المقدمة مباشرة ببنود تبدأ من أولا إلى سابعا ولا نعرف لماذا جاءت هذه البنود السبعة ولتوضيح ماذا؟! و يتطرق في البند الاول لقضية الشرعية وادعاء تمثيل الشعب العربي الاهوازي – والمتمثلة في منظمة حزم دون سواها – هذه المنظمة التي لم يمر على تأسيسها الا اربع سنوات ، في حين ان أي منظمة او ائتلاف او مجلس وطني او جبهة لكي تصبح ممثلا شرعيا للشعب يجب ان تمتلك على الأقل احدى المقومات الأساسية التي تخوّلها حق الادعاء بتمثيل الشعب وهي :
1- الوجود على الأرض و الإمساك بزمام الأمور وإدارة شؤون البلاد .
2- الرجوع إلى الشعب والاحتكام لصناديق الاقتراع .
3- الاعتراف الدولي بهذه المنظمة على إنها الممثل الشرعي للشعب الاهوازي ، كما هو الحال لمنظمة التحرير الفلسطينية و جبهة البوليساريو والائتلاف الوطني السوري على سبيل المثال.
و بما انه لحد الآن لا توجد أي جهة سياسية أهوازية تمتلك القدرة على اثبات انها الممثل الشرعي والقانوني للقضية لتتحدث باسم الشعب فان طرح قضية الشرعية في ظل الظروف الحالية تضع القوى السياسية في مأزق التمثيل القانوني والسياسي، لشعب يعرف المجتمع الدولي انه يقبع تحت نير نظام ديكتاتوري لا يسمح له باختيار ممثليه السياسيين وانشاء الاحزاب والمنظمات التي من شأنها ان تمثله شرعيا وقانونيا وتحدد مصالحه وسياساته و مواقفه تجاه مختلف القضايا .
ففي الوضع الذي نحن فيه وعدم تمكن أي جهة سياسية ادعاء تمثيل الشعب فان من يدعي التمثيل الشرعي يريد من وراء ذلك اقصاء الاخرين ووضعهم خارج دائرة الشرعية. وهذا ما يفتح الباب للصراعات الداخلية و استنزاف الطاقات و الوقت والجهد و كما هو واضح ان هدف هذه المجموعة خلق البلبلة لانها لا تستطيع الاستمرار بدون اثارة الخلافات و اثبتت التجارب الماضية انها تعيش على الصراعات الداخلية و ركوب كل موجة آتية و الظهور بمظهر الأب الشرعي للقضية بمنطق احتكاري استعلائي اقصائي . وان هذه اللعبة المكشوفة تكررت عدة مرات باشكال مختلفة من قبل هذه الجهات المتمترسة هذه المرة خلف منظمة حزم، فتعمل هذه المجموعة الصغيرة تارة من خلال هجمات تخوين الاخرين و تارة من خلال وضع ثوابت وطنية للشعب العربي الاهوازي ( ما انزل الله بها من سلطان ) و تضع الاطراف السياسية الأخرى خارج الدائرة الوطنية، وهذه المرة من خلال اثارة قضية الشرعية وادعاء تمثيل الشعب ويبدو ان هذه المهاترات لن تنتهي طالما هناك جهات واشخاص مستمرون في اثارة الخلافات والجدالات لاثبات حضورهم ووجودهم بعد ان فشلت مشاريعهم الطوباوية السابقة وكلامنا في هذه المقالة موجه لاولئك الاشخاص والجهات وليس للناشطين الذين لم يدّعوا التمثيل الشرعي للشعب.
ومن خلال تتبعنا لقراءة الرسالة يظهر لنا مايلي :
1- في أول تناقض في فحوى الرسالة يتبين لنا عجز كاتبها عن تقديم أي تحليل موضوعي عما يريد ايصاله من خطاب ، حيث انه لا يستطيع أن يشرح قضية صراع الشعوب مع النظام الايراني الديكتاتوري ، فيقول بداية بانه ” ليس هناك شعب إيراني” ثم يقول أن “ايران احتلت الشعوب الأخرى ” … الخ ، فالتساؤل الذي يطرح هنا من الذي احتل الشعوب الأخرى ؟! والصحيح هو أن اليوم هناك نظام إيراني قمعي ديكتاتوري شوفيني يفرض سلطته بالنار والحديد ويسلب مقدرات وحريات الشعوب القاطنة في هذه الجغرافية الايرانية. ومن خلال التدقيق والمراجعة لنص الرسالة: يتبين من قول الكاتب : “ليس هناك مفردة باسم “الشعب الإيراني” بل هناك “شعوب” تسكن في خارطة ما يسمى “بإيران”، احتلت أراضيها بشكل او بأخر من قبل ايران وأسقطت سيادتها وانتهكت حقوقها الإنسانية والتاريخية”. فأي قارئ أو حتى متلقي الرسالة لن يفهموا ما المقصود من هذه العبارة ولن يستطيعوا حل هذا اللغز؟! هل هناك شعب إيراني احتل الشعوب الأخرى؟ ام ليس هناك شعب إيراني؟ وما هي ايران أساسا؟
2- ذكر في الرسالة بان الشيخ خزعل مات في زنزانته والصحيح ان الشيخ كان تحت الاقامة الجبرية في منزل خصص له وليس في زنزانة في سجن وحسب الوثائق أنه اغتيل و لم يمت موتا طبيعيا .
3- يتحدث مسؤول العلاقات الخارجية في حزم على انها الجهة المعنية مباشرة بقضية المفاوضات الايرانية – الغربية حول المسالة النووية والتساؤلات المطروحة هنا كيف “لحزم” أن تكون معنية مباشرة بالملف النووي و المفاوضات الإيرانية – الغربية؟ ولماذا هم معنيين مباشرة وليس الشعب العربي الاهوازي؟!! ومن الذي خوّلهم كي يكونوا المعنيين بالملف النووي؟ وما هو موقف حزم من المناقشات والتوافقات الجارية؟ فكما هو معروف أن الغرب يريد من ايران أن تثبت الطابع السلمي لبرنامجها النووي كي لا تتمكن من صنع قنبلة نووية و ذلك مقابل رفع العقوبات و الكف عن التهديد باسقاط النظام و هذه النقطة الاخيرة قد أكد عليها الرئيس أوباما في كلمته الأخيرة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة . اذن هل حزم ضد المفاوضات ام ضد التوافق على برنامج سلمي ام ضد إعطاء ضمانات لإيران ام ماذا؟ هذا مالم يوضح في الرسالة التي كان المراد منها تحديد موقف حزم تجاه المفاوضات الجارية بين الغرب و ايران.
4- كيف لحزم ان تخاطب الولايات المتحدة والغرب وتطلب منهم الالتفات للقضية الاهوازية ومساندتها بينما هي في موقعها الرئيسي (عربستان) تنشر يوميا أخبار ومقالات الجماعات الإرهابية المتطرفة المعادية للولايات المتحدة والغرب وتضع علم القاعدة في واجهة موقع عربستان وتروج للسلفية الجهادية وللخطاب المعادي للديمقراطية وحتى أنها لم تصدر بيانا واحدا لإدانة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها البلدان الأوربية او الولايات المتحدة من قبل هذه الجماعات. والأكثر من ذلك أن هذه الجهات في حزم تتهم الجهات الاهوازية التي تريد بناء علاقات مع الولايات المتحدة والغرب بالعمالة والخيانة!
5- ما الفائدة من نشر هذه الرسالة وبلغة عربية ركيكة مليئة بالاخطاء الاملائية والانشائية وعلى مواقع أهوازية و بمنطق يخلو من أي تحليل موضوعي لابعاد الملف النووي الايراني وطبيعة المفاوضات الايرانية- الغربية سوى انها تبين مدى التخبط وعدم امتلاك الرؤية السياسية الواضحة تجاه القضايا الساخنة؟ اليس من الواضح ان مخاطب هذه الرسالة هم الاطراف الاهوازية و ليس المجتمع الدولي؟
ثم من المفترض ان تنشر هكذا رسالة في احدى الجرائد الدولية المعتبرة وباللغة الانجليزية اولا وارسالها الى عناوين المسؤولين المعنيين وتسلم وصل استلام ثانيا، أو أنْ تسلم الرسالة يدويا بيد المسؤولين أو مسؤولي مكاتبهم ومن ثم نشر ترجمتها العربية الصحيحة.
بالطبع هذه الرسالة وبهذه الطريقة غير الاعتيادية لن تصل الى السيدة اشتون والسيد كيري وكما هو واضح بان نص الرسالة وطريقة نشرها يبينان بان كاتبها ليس لديه ادنى معرفة باصول المراسلات الدبلوماسية .
6- من الواضح بان خطاب الرسالة موجه للاطراف الاهوازية ولذلك يتم التركيز على ان هذه المجموعة تريد ان تدعي بأنها الممثل الشرعي للشعب الاهوازي وفي ذيل البيان يتم الاشارة بان “من هي حزم؟” وهذا التأكيد على “من هي حزم؟” تحت كل بيان يصدر يؤكد بان هذه هذه المجموعة تعرف قبل غيرها بان هذه المنظمة الوليدة مازالت لم تأخذ مكانتها من التعريف والشهرة والمقبولية فمابالك ان تدعي تمثيل الشعب.
ثم ان اغلب الفصائل الموقعة تحت البيانات ماهي الا أسماء وهمية او تنظيمات من اشخاص بعدد أصابع اليد الواحدة لا نشاط لهم سوى التوقيع على البيانات، وهناك فصيل وهمي تحت مسمى المقاومة الشعبية لتحرير الاحواز لم يكن الا شخص واحد وهو هاشم شعباني الناشط المحكوم بالاعدام والقابع في سجن كارون الذي تم توريطه واقحامه في حزم زورا وبهتانا وهو الذي وجه رسالة الى منظمات حقوق الانسان نشرت على المواقع الاهوازية ومنها موقع عربستان يؤكد خلالها بان هذا التنظيم لم يكن سوى شخص واحد وهو هاشم شعباني وقد انشأ تنظيما الكترونيا وهميا بعيد الانتفاضة النيسانية أراد من خلاله ان يوصل صوت شعبه ومعاناتهم بتلك الطريقة ويؤكد رفاق هاشم شعباني فحوى الرسالة و هم خرجوا من السجن حديثا ويعيشون في المنفى حاليا. وبالامكان فضح الكثير حول هذه القضية بالمستقبل والكشف عن كيفية المتاجرة و التلاعب بمصير المناضلين في الداخل. ويمكن مراجعة وقراءة رسالة هاشم عبر الروابط التالية:
http://www.arabistan.org/newsdetails.aspx?elmnt=5442#.UmJEXVDIa3g
http://www.ahwazstudies.org/Article.aspx?aid=529
7 – من النقاط المثيرة للاستغراب والضحك في نفس الوقت، كتابة الرسالة باسم مستعار! (صلاح ابوشريف الاحوازي) لشخصيتين دوليتين مرموقتين وكأنه صديقهم الشخصي أو ندا لهم او نظيرهم السياسي والانكى من ذلك أن الرسالة موجهة من قبل مسئول العلاقات الخارجية وليس حتى من قبل رئيس المنظمة على الأقل! ويبقى المرء حائرا لا يدري ماذا يعلق على هذا التصرف الفظ! فمن المعروف ان التوقيع تحت الرسائل الرسمية لا يتم باسم مستعار وهذا مخالف للاعراف الدبلوماسية حيث ان هناك بروتوكولات واعراف يتم الالتزام بها في توجيه الرسائل السياسية الى مسؤولي الدول او تلك الرسائل التي تتبادل بين النظراء السياسيين. وفي هكذا مناسبات عادة يتم توجيه رسائل مناشدة جماعية الى رئيس دولة او مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى ويتم جمع التواقيع بأسماء صريحة ومن قبل شخصيات مرموقة ومعروفة وتنشر في جرائد او مواقع مشهورة كي تأخذ مجراها الطبيعي وتترك تاثيرا على صانعي القرار. لكن يبدو ان السيد صلاح تصور نفسه وزير خارجية كونه مسؤول العلاقات الخارجية وبطريقة عجيبة يوجه نفس الرسالة لوزير خارجية اعظم دولة في العالم (الولايات المتحدة الامريكية) و مسؤولة السياسة الخارجية في اكبر تكتل وتجمع سياسي اقتصادي امني في العالم ( الاتحاد الاروبي) ولم يكلف نفسه بان يوجه لكل شخصية رسالة خاصة به و هذا العمل يعتبر اهانة لكلا الشخصيتين المذكورتين.
8- في هكذا مواضيع دقيقة وحساسة تخص جميع الاحزاب و القوى المدنية و السياسية و الرأي العام الاهوازي كان من المفترض ان توجه الرسالة بشكل جماعي من قبل المجموعات الاهوازية كافة او حتى بالتوافق مع منظمات ساير الشعوب المضطهدة في خارطة ايران و تكون على شكل مناشدة تتم خلالها مطالبة الولايات المتحدة والغرب بعدم اختزال المفاوضات بالقضية النووية وعدم تجاهل قضايا الشعوب و الحريات و انتهاكات حقوق الانسان و حقوق الشعوب في تقرير مصيرها و يتم التركيز على عدم مصداقية هذا النظام في شعاراته نظرا لتجاربه و تصرفاته وسياساته المعادية للحرية و الديمقراطية و حقوق الشعوب و التأكيد على انه لا يسعى الى برنامج نووي سلمي بل يحاول جاهدا امتلاك القنبلة النووية من شأنها أن تهدد السلم و الأمن الدوليين .
وبما اننا ليس لدينا الخيار ولا التاثير الحاسم في طبيعة هذه المفاوضات فمن المفترض ان نطالب دول 5+1 بان تمارس الضغط على النظام الايراني من اجل ايقاف انتهاكات حقوق الانسان واجباره على الالتزام بتعهداته الدولية تجاه حقوق الشعوب في منحهم الحقوق الاساسية و التنمية الاقتصادية والحياة الكريمة وحق المشاركة السياسية و حرية انشاء الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني و غيرها من المطالب الواقعية التي يمكن طرحها ضمن واقع العلاقات الغربية- الايرانية المستجدة.
لاشك أن الساحة الأهوازية تنشط فيها مجموعات ذات توجهات مختلفة و هذا طبيعي جدا ولكن بما أن صفوف هذه المجموعات لم تتوحد بعد تحت مظلة واحدة بحيث تمكّنها من ادعاء تمثل الشعب، فمن حق جميع التكتلات والنشطاء أيضا الإرتباط بالجهات الدولية و الاقليمية لايصال صوت القضية و تبيين معاناة الشعب او طرح مواقفها و آراءها حيال مختلف القضايا، لكن بإسماءهم كمجموعات أو أفراد وليس باسم الشعب بعيدا عن عقلية الاحتكار و الإقصاء و التهميش لباقي المجموعات، حتى نصل إلى ما نصبو اليه من وحدة وإتفاق حول الخطوط العامة و المطالب الاساسية في احقاق حقوق شعبنا و على رأسها حقه في تقرير مصيره، ولن يحدث ذلك بالتأكيد ما دام هنالك من يؤجج ويثير الخلافات و يعمل على اشاعة ثقافة التخوين و الغاء الآخر باستمرار.
في الختام ندعو العقلاء في منظمة حزم أنْ يضعوا حدا لهذه المواقف غير المسؤولة كما ندعو الأطراف الاهوازية الأخرى عدم الوقوع في فخ الصراع العقيم حول الشرعية او سائر المواضيع التي تثيرها بين الفينة والأخرى هذه المجموعة الصغيرة لخلق الفتنة والتناحر .