17/05/2024

ارتبط نشوء الحضارات على مدى التاريخ ارتباطا وثيقا ومباشرا بالمياه وبالتالي فان أي خلل في هذه النظام سوف يؤدي بالتأكيد القضاء على تلك الحضارات ، ومن هذا المنطلق فان نظام ولاية الفقيه وسعيا منه لتغير النسيح السكاني لأبنا شعبنا العربي الاهوازي وإجبارهم على النزوح من أراضيهم عمد الى إقامة العديد من السدود على الأنهر المتدفقة باتجاه المدن الاهوازية حتى أصبحت اليوم مشكلة شحة المياه من أهم المشاكل التي يعاني منها مواطنينا،وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك اليوم أكثر من مليون نخلة في مدينة الفلاحية مهددة بالفناء، وذلك نتيجة اقامة مثل هذه السدود والتي كانت فيما مضى تغذي نهر الجراحي بالمياه وهذا ما أكده متصدي قائمقامية مدينة الفلاحية السيد اوميد صابريبور وذلك في حديث أدلى به لوكالة إنباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية .

كما تحدث أميد صابريبور خلال الاجتماع المنعقد حول دراسة مشكلة المياه وري نخيل الفلاحية ، حيث طالب إدارة الموارد المائية في اقليم الاهواز بوجوب تلبية الاحتياجات المائية الزراعية لمدينة الفلاحية وبشكل دائم وذلك حتى الانتهاء من إنشاء القنوات الدائمة التي تروى من خلالها مزارع النخيل في هذه المدينة” ،مضيفا “إن على الجهات المسؤولة إعطاء اهتماما خاصا بمثل هذه الأمور” .

كما تحدث صابريبورعن المشاكل التي يواجها أصحاب مزارع النخيل في مدينة الفلاحية وقال: ” يجب على المسؤولين تامين المياه اللازمة لإرواء مزارع نخيل مدينة الفلاحية من قبل شبكة الري ريثما يتم الانتهاء من الأعمال الفنية لشبكات الري الجديدة وهذا امرأ ضروريا للغاية، وان وجود أي معارضة ضد انجاز هذا المشروع أو إيجاد بديل لمنشآت القنوات لتامين الحصة المائية لنخيل ” شادكان “الفلاحية يعتبر أمر غير مقبولا وسوف نواجهه من خلال المراجع القانونية ”

إن الغالبية العظمى من سكان مدينة الفلاحية وما حولها والتي تضم ما يقارب 231 قرية، يعتمد سكانها في استمرار حياتهم على الإنتاج الزراعي ، من هنا فأن خلل في حصة المياه المخصصة لها سوف ينعكس سلبا على النسيج السكاني لساكنيها سواء في الريف او المدينة خاصة من الناحية المعيشية ،كما أننا في حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي ومن خلال تتبعنا لسياسات النظام نرى إن هذه السياسات تنسجم تماما مع أهداف النظام الرامية لحمل السكان على الهجرة، لان التزاايد السكاني والدور الوطني المشرف التي لعبه أبناء هذه المدينة بات يقلق النظام العنصري الحاكم في ايران .

هذا وكان المشرفون على توزيع حصص المياه قد خصصوا ما يقارب 70 متر مكعب في الثانية من المياه لإرواء بساتين النخيل إلا أن هذه الكمية وحسب ما يقوله المواطنين من أصحاب مزارع النخيل غير كافية لإرواء نخيلهم ، وإذا استمرت هذه الحالة ولم تصل الحصة اللازمة من المياه فإن أكثر من مليون نخلة من نخيل هذه المدينة ستكون في خطر ومعرضة للانقراض .

وتعتبر مدينة الفلاحية من أهم المدن الزراعية الاهوازية وتبلغ أراضيها الزراعية ما يقارب 30 ألف هكتار ومساحة الأراضي المزروعة بالنخيل ما يقارب 12 ألف هكتار ، وهي منتج رئيسي للتمر والقمح وأنواع الخضروات ،كما يقع فيها مسطح مائي وهو محمية دولية يسمى بهور الفلاحية، ولكن هذا الهور بدأت مساحته تتقلص وذلك بسبب نقص المياه المتدفقة نحوه مما ينذر بعواقب بيئة وخيمة في مجال البيئة ،كتلك التي نتجت عن تجفيف الهور العظيم .

هذا ومن الجدير بالذكر أن الحرب العراقية الإيرانية وما نتج عنها من ويلات ،بالإضافة الى ارتفاع معدلات الملوحة في نهر كارون بفعل السدود التي أقامها النظام الإيراني على نهر كارون تسببت بموت وتلف الملايين من أشجار النخيل في مدينتي عبادان والمحمرة المجاورتان لمدينة الفلاحية انخفض عدد شجيرات النخيل في خلال 40 عاما من عمر النظام الإيراني من 6 مليون نخلة الى 1 مليون نخلة ، على ،رغم ذلك لا يزال إقليم الأهواز ينتج ما يقارب 190 ألف طن من التمر سنويا، وإذا ما خذنا بعين الاعتبار سياسة النظام الظالمة تجاه مزارعي النخيل من أبناء شعبنا عندها ندرك حجم الكارثة الاقتصادية التي ألمت به نتيجة لهذه السياسة الإجرامية .

اللجنة الإعلامية

حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي