مثلهم مثل الأتراك والأكراد واللور والفرس، يتواجد العرب كسكان أصليين في مختلف أنحاء إيران، حيث لم ينحصر التواجد العربي على ساحل الخليج العربي وجزره وإقليم “عربستان #الأهواز” أو “خوزستان” حسب التسمية الرسمية الحكومية، بل هناك حضور نسبي للمكون العربي في محافظات فارس وكرمان وخراسان وسمنان وعيلام أيضاً.
تؤكد بعض البحوث والدراسات التأريخية الموثقة بأن الوجود العربي في #إيران يضرب جذوره في العمق الإيراني منذ مئات السنين قبل الفتح العربي الإسلامي، حيث كان العرب يقطنون في مناطق في وسط إيران من قبيل محافظة كرمان.
إحدى المحافظات الإيرانية التي تضم سكانا عربا هي محافظة عيلام ذات الأغلبية الكردية. هنا الحديث لا يدور حول العرب في جنوبي هذه المحافظة بمنطقة “دجة عباس” على جوار إقليم عربستان الأهواز، بل في أقصى شمال عيلام في منطقة جبلية نائية تقع جنوبي محافظة كرمانشاه، غربي إيران.
هناك مجموعة من القرى العربية في هذه المنطقة الكردية يطلق عليها “عرب ريوار” بالكردي الكلهوري أو “عرب رودبار” بالفارسي و”ريوار” يعني النهر، حيث يقطن العرب على ضفاف نهر “سيمرة” الذي يتجه نحو إقليم عربستان ليطلق عليه العرب هناك اسم “نهر الكرخة”، ويعيش العرب إلى جانب #الأكراد في أجواء من التعايش السلمي والأخوي.
وتفيد بعض الدراسات بأن أصول سكان هذه القرى الذين يتكلمون العربية بالإضافة إلى الكردية الكلهورية، تعود إلى قبيلة بني أسد، ولكن لا يوجد بحث موثق ليؤكد ذلك.
ويمتهن العرب #الزراعة في قرى “جم شير وجم روتة ودار بلوط” حيث تعد أراضيهم من أكثر الأراضي خصوبة في المنطقة.
ويقول سكان هذه القرى حسب موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني أن انتعاش الزراعة في هذه المنطقة حال دون هجرة سكانها وخاصة من جيل الشباب إلى المدن، حيث تنتج هذه القرى سنويا حوالي 15 ألف طن من الرز والذرة والقمح والشعير والرمان والخضراوات.
يذكر أن هذه القرى العربية تابعة لبلدية “سيروان” ذات الأغلبية الكردية ولكن الهاجس الذي يشغل السكان هو تراجع عدد المتحدثين باللغة العربية رويداً رويداً لصالح اللغة الكردية وتعود أسباب هذا التراجع إلى بعد هذه القرى المعزولة في #جبال_زاغروس الشاهقة عن مناطق عربية ذات كثافة سكانية من قبيل عربستان أولاً ومن ثم منع تدريس لغات القوميات غير الفارسية في إيران رغم تصريح الدستور الإيراني في مادته الـ15 بهذا الحق المعطل منذ انتصار “ثورة 1979”.
ولكن تؤكد التقارير المتوفرة بشأن هذه القرى المعزولة بمئات الكيلومترات عن المناطق العربية الأخرى بأنهم يعتزون بعروبتهم ويحاولون جاهدين الحفاظ على معالم وجودهم القومي.
المصدر العربية
الكاتب مسعود الزاهد