12/05/2024

خلال اليومين الماضيين شهد اليمن أحداثاً متسارعة تغيرت فيها قواعد اللعبة بين طرفي الانقلاب على الشرعية، وهي الأحداث التي تضع الأمور في نصابها الصحيح والمنطقي.

الشراكة في الانقلاب على الشرعية في اليمن لم تكن في الأساس سوى تقاطع لمصالح بعيدة تماماً عن المصلحة العليا للبلاد، ومن خلالها وضع الرئيس السابق أتباعه في خندق العميل الإيراني عبدالملك الحوثي رغم الحروب الست التي خاضها ضد جماعته، في حين وقع الحوثي على عقد الشراكة مع قاتل أخيه الهالك حسين الحوثي في سبيل تحقيق حلم أسياده في طهران للسيطرة على اليمن، وهي حقائق لم تغب عن أذهان أبناء الشعب اليمني الذين ظلوا خلال فترة كابوس الانقلاب يترقبون اليوم الذي تنتهي فيه هذه الشراكة المشؤومة.

جميع المعطيات كانت تشير إلى استياء صالح من ممارسات جماعة الحوثي التي وصفها في أكثر من مناسبة بأنها مجموعة من المرتزقة وتجار حروب، حيث سيطروا على القرار وحولوا صالح وأتباعه إلى مجرد مصدات يتمترسون خلفها أمام ضربات القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي، في حين واصل العميل الإيراني ممارسة الضغوط بقوة السلاح على قرارات ومصير الشعب اليمني.

بالأمس أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحرب رسمياً ضد جماعة الحوثي وبدأ في تطهير العديد من المواقع من الميليشيات الطائفية داعياً رجال القبائل للتوحد والوقوف ضد مخطط صفوي الذي يهدف إلى إعادة اليمن إلى القرون الوسطى، وهي الدعوة التي وجدت ترحيباً من جميع اليمنيين الذين كانوا يدركون مبكراً هذه الحقيقة.

ميليشيات الإرهاب الحوثي لم تفلح في مواجهة انتفاضة اليمنيين الشرفاء ضد مشروعها الطائفي بالدعوات للحوار والتهدئة ومعها فشل الوساطات التي قادتها إيران وقطر اللتان يشكل استمرار الحرب في اليمن مصلحة عليا لهما أسقطت القناع وأعلنت صراحة “أن الحجة لقتل علي عبدالله صالح قد أقيمت” في محاولة لإرهاب أتباع حزب المؤتمر الشعبي العام الذين تجاهلوا هذه التهديدات ومضوا قدماً في تطهير صنعاء من العناصر الحوثية.

التطورات المتلاحقة والأحداث المتسارعة جميعها تؤدي إلى بداية جديدة تمهد لجسدٍ يمني متعافٍ بعد استئصال السرطان الحوثي كاد أن يحوله إلى خنجر تطعن فيه الأمة العربية من الخلف وتعيده كما ذكر أبناؤه إلى عصور ما قبل المدنية.

صحيفة الرياض