03/05/2024

كلمة الأمين العام الأول لحزب التضامن الديمقراطي الراحل “منصور الأهوازي” في اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالسكان الأصليين في مقر الأمم المتحدة بجنيف يوم 21-07-2004.

سيدتي الرئيسية

أشكركم لحسن إدارتكم لفريق العمل هذا، ولإعطائي فرصة لأتحدث باسم حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي ومنظمة حقوق الإنسان الأهوازية التي تناضل من أجل استعادة الحقوق الإنسانية للشعب العربي في الأهواز (عربستان) الذي يعد أبناؤه السكان الأصليين فيه.

ظل شعبنا منذ أن تمكنت إيران عام 1925 من إسقاط الحكم العربي في إقليم الأهواز، وضمه للسيادة الإيرانية، يعاني من اضطهاد قل نظيره على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، نتيجة لسياسات إيران الشوفينية وممارساتها التعسفية الهادفة إلى انتزاع هويته القومية، وإلغاء خصوصياته الثقافية والاجتماعية، وتذويبه في القومية الفارسية، وهي السياسات والممارسات التي بلغت مستوى التهجير الجماعي ومصادرة الأراضي الزراعية قسرا وزرعها بالمستوطنين من غير السكان الأصليين.

وقد لعبت الظروف الدولية والإقليمية التي أوجدتها الحرب الباردة دورا بالغ الأهمية في تشجيع إيران على المضي قدما في سياساتها وممارساتها غير الإنسانية هذه، حيث أنها في ظل تلك الظروف كانت تجد نفسها في حل من أي التزام أو قيد دولي يذكر، خاصة وأن موقع إيران الاستراتيجي المتميز والمتمثل في كونها الدولة الحاجز أمام التغلغل الشيوعي لمنطقة الخليج والشرق الأوسط، والذي كان قد جعل من إيران كابن مدلل للغرب ينتهك أبسط الحقوق الإنسانية لشعبنا دون رادع دولي سواء على صعيد الحكومات أو المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة.

ولذلك فإن المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية التي ساندت إيران بشكل أو بآخر سواء في عهد الشاه السابق أو النظام الحالي، يتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه قضية شعبنا وسائر السكان الأصليين والشعوب غير الفارسية في إيران، والتي تشكل نحو 60 في المائة من سكان البلاد.

ونظرا للتطورات الدولية الأساسية الأخيرة والتي فتحت المجال لانتشار ظاهرة العولمة على الصعيد الدولي، وجاءت بمفاهيم وعلاقات جديدة، خاصة في ما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، فإننا ندعو المجتمع الدولي، وخاصة منظمة الأمم المتحدة لممارسة الضغوط على إيران لحملها على احترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة، بصفة عامة، وحقوق الأقليات الدينية والسكان الأصليين والشعوب غير الفارسية بصفة خاصة.

وأود أن استرعي انتباهكم بأنه نظرا للمكانة الاستراتيجية والاقتصادية الاستثنائية لإقليم الأهواز والمتمثلة في امتداده الجغرافي والقومي والعشائري مع العراق ومنطقة الخليج، وامتلاكه أكبر احتياطي البترول في العالم بعد المملكة العربية السعودية، والذي يوفر أكثر من 85 في المائة من صادرات إيران النفطية، فإن تشبث النظام الإيراني بسياساته التعسفية الراهنة ضد شعبنا في الأهواز من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.

وختاما أود أن أشكر منظمة الشعوب والأمم غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة (UNPO) لما بذلته مؤخرا من جهود في سبيل تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في الأهواز وإبراز قضية شعبنا على الصعيد الدولي. وشكرا.

كلمةالأمين العام الأسبق لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي الراحل “عدنان سلمان” في اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالسكان الأصليين في مقر الأمم المتحدة بجنيف يوم 22-07-2004.

سيدي الرئيس

بداية أود أن اعبر عن شكري وتقديري لكم لمنحنا فرصة لنتحدث باسم منظمة حقوق الإنسان الأهوازية وحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي ممثل الشعب العربي الأهوازي في منظمة (UNPO) والذي يتبنى النضال السلمي لتحقيق أهدافه الوطنية وعلى رأسها حق تقرير المصير للسكان الأصليين في إقليم الأهواز الذي تحكمه إيران بقوة الأمر الواقع، وبمعزل عن إرادة شعبه منذ عام 1925.

إن الحكومات الإيرانية المتعاقبة قد استغلت الظروف الدولية والإقليمية المعاكسة لقضيتنا العادلة وخاصة المصالح السياسية والتجارية والنفطية لبعض الدول والشركات الغربية، لتنفيذ سياساتها الرامية إلى طمس هوية السكان الأصليين والشعوب غير الفارسية، ومنها شعبنا العربي الأهوازي وصهرها في قومية واحدة وهي الفارسية التي ينتمي إليها أربعين في المائة فقط من سكان إيران.

سيدي الرئيس

أود الإشارة هنا باختصار إلى بعض هذه السياسات التي لا يمكن وصفها إلا أنها سياسات عنصرية غير إنسانية.

أولا: منع تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية، على الرغم من أن معظم الأطفال في الأهواز قبل دخولهم المدارس لا يجيدون لغة سوى لغتهم الأم،  وبصفة عامة عدم الاهتمام الكافي بشؤون التعليم، مما أدى إلى تراجع مستوى التعليم في الإقليم على نحو لم يسبق له مثيل بحيث أصبح نحو 30 في المائة من التلاميذ العرب يتركون الدراسة في المرحلة الابتدائية، فيما يترك نحو خمسين في المائة منهم الدراسة في المرحلة المتوسطة، وهي النسبة التي تصل في المرحلة الثانوية إلى نحو 75 في المائة حسب الإحصائيات الرسمية.

ثانيا: سياسة انتزاع الأراضي الزراعية من أصحابها العرب بشتى الطرق والوسائل، وزرعها بمستوطنات فارسية تحت غطاء مشاريع صناعية زراعية كمشروع قصب السكر.

ثالثا: تعمد الحكومة الإيرانية إلى إغلاق أبواب الرزق أمام أبناء شعبنا وخاصة في مدينتي المحمرة وعبادان بهدف تفكيك المجتمع التقليدي لتسهيل محاولاتها الهادفة إلى تذويب شعبنا وإلغاء هويته القومية. وفي هذا الإطار عمدت الحكومة الإيرانية إلى التباطؤ في عملية إعادة اعمار ما دمرته الحرب الإيرانية العراقية لدرجة لم يتجاوز كل ما تم إعادة بنائه العشرين في المائة فقط حتى الآن.

رابعا: التجاهل المتعمد لمشكلة الألغام التي خلفتها الحرب الإيرانية العراقية، الأمر الذي يتسبب سنويا في مقتل وجرح العشرات من أبناء شعبنا، وخاصة الأطفال منهم، وذلك على الرغم من المساعدات المالية الدولية الهائلة التي تتلقاها إيران في هذا المجال.

خامسا: حرمان الشعب العربي الأهوازي من مياه الشرب والزراعة من خلال حرف مسار روافد بعض الأنهار كنهر كارون باتجاه المناطق الفارسية كأصفهان أو من خلال السعي إلى تنفيذ مشاريع لتصدير هذه المياه إلى بعض الدول الخليجية المجاورة.

وختاما ندعو المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان وخاصة المؤسسات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لإرسال ممثلين عنها للتأكد من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في الأهواز. وشكرا