رؤية – وليد أبوالمعارف – خلال الآونة الأخيرة صعدت إيران من أفعالها تجاه إقليم الأحواز الذي ينادي بالحرية ويطالب بموقف دولي تجاه طهران التي تمارس التمييز العنصري بحق شعب الأحواز.
يتحدث لـ «رؤية» وجدان عبدالرحمن العضو القيادي بحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي. عن القضية الأحوازية وتطورات المشهد الراهن وكيف تعمل إيران ضد الأحواز وتقوم بعمليات إعدام واعتقالات بحق شعبها.
في البداية.. ما هو تقييمك للوضع الراهن في الأحواز بعد الانتهاكات التي تمارس ضد الشعب الأحوازي.. ولماذا لم نر خطوات يتم إحرازها فيما يخص القضية الأحوازية؟
بعد التجاهل وعدم الاهتمام بالقضية الأهوازية وحتى الإعلام العربي في العقود الماضية أصبح يتجاهل القضية الأهوازية، ظهرت جهود أبناء الشعب الأحوازي وعلى رأسهم النخب والمثقفين، حيث أصروا على التمسك بالهوية وبالتاريخ، ولكن اليوم أصبح الوضع يختلف تمامًا عن ما كان عليه.
القضية الأهوازية نتيجة التعتيم والتجاهل، قام الناشط الأحوازي بتعريف قضيتنا مستغلًا كافة الوسائل الإعلامية المتاحة.
وهناك عدة عوامل أدت لأن تكون القضية الأهوازية على ما عليه الآن، بعد كل هذا التجاهل المتعمد ومنها:
استطاع الأهوازي أن يرتقي إلى درجات من التعليم مما ساعده على التوثيق والبحث عن الهوية والتاريخ.
الأمر الثاني هو التمييز العنصري الذي يُمارس بحق المواطن الأهوازي من قبل السلطة الحاكمة ومن المتشبعين بالعنصرية، ومن صانعي التاريخ المزور.
والأمر الثالث الخلافات الدئرة بين إيران من جهة والدول العربية من جهة أخرى مما أدى إلى إفساح المجال للناشط الأهوازي لكي يستفيد من الإعلام العربي.
وأين منظمات حقوق الإنسان من انتهاكات إيران، خاصة بعد الاتهامات الأخيرة باستخدام غازات سامة؟
فيما يتعلق بحقوق الإنسان، لدينا مؤسسة حقوق إنسان نشطة وفعالة بشكل كبير وهي منظمة حقوق الإنسان الأهوازية التي يرأسها الدكتور كريم بني سعيد، وهذه المؤسسة شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية من جنيف إلى البرلمان الأوروبي واستطاعت إلى حد ما أن تفضح إيران نتيجة لأفعالها.
لكن في ما يتعلق بموضوع غاز الكلور كما وصلتنا الأخبار بأن شخصًا مدمنًا على المخدرات حاول بيع قنينة تحتوي على غاز الكلور، ولكن المشتري دون أن يعلم ما بداخلها طلب من البائع تقريغ ما في داخلها مما أدى إلى تسمم البائع والمشتري والأسر القريبة من الحادث.
مؤخرًا جرى الحديث عن المقاومة الأحوازية وبعض الأنشطة التي تقوم بها ضد إيران.. ما تحليلكم؟
نحن الأهوازيون وسائر شعوب العالم القابعة تحت الاحتلال تسعى للتخلص من القيود التي تكبلها، ولكن هنالك أساليب مختلفة للوصول إلى هذا الهدف المنشود، فبعض التشكيلات الأهوازية تفكر باستخدام القوة لهذا الغرض والبعض الآخر يستخدم الكفاح السلمي.
ونحن في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي نؤمن بالكفاح السلمي لعدم التكافؤ ما بيننا وما بين السلطة الحاكمة من حيث القوة وعدم دعم قضيتنا من قبل الدول العربية، أو حتى الاعتراف بها، يضاف إلى ذالك عدم وجود عمق استراتيجي يحمينا من بطش النظام ولذا لجئنا إلى الخيار السلمي لأننا نرى أن هذا الخطاب هو الذي من شأنه أن يدخل قضيتنا في المؤسسات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني، ولكن هذا لا يعني بأن ترفض حق الدفاع عن النفس.
اليوم.. بعض المعلومات تتحدث عن عزم إيران على تنفيذ عملية الإعدام أمام الجمهور وفي الأسواق العامة ضد المناضل علي السوداني، كيف تفسر عمليات الإعدام تلك؟
دائمًا الأنظمة الديكتاتورية تتخوف من صوت الحرية ولذلك تستخدم آلاتها القمعية لإسكاتها وما تنويه السلطة بحق الناشط الحقوقي علي سوداني ما هو إلا خوف على عرشها المتهاوي وظنًا منها بأن أصحاب صوت الحرية سيتوقفون، لكن وبكل تأكيد هذا لم يثنهم بل يزيدهم عزمًا وإصرارًا لمجابهة ذلك.
ما هو تحليلكم حول سيطرة إيران على تحويل مجرى الأنهار والسيطرة على البترول الأحوازي، وإطلاقها قناة إعلامية تُدعى “الأهواز” ما تأثير تلك القناة؟
النقطة الأولى وتتعلق بقضية التسحر في إيران وهي قضية عامة وتشمل كل جغرافية إيران وهذا أمر مغلق جدا للحكومة، لكن ما تقدم عليه إيران من سرقة وليس نقل ماء الأنهر الأهوازية إلى داخل العمق الفارسي، ما هو إلا دليل واضح ومكشوف بأن إيران لا تعتبر الأهواز جزء منها وتحاول وبكل ما تمتلك نهب وسرقة ما يمكن سرقته من مياه الأنهار وكذلك البترول.
القضية الأهوازية لم تكن طائفية على الإطلاق وكانت وما زالت قضية حقوق مغتصبة، ولكن للأسف دخل المشروع الطائفي على القضية الأهوازية، ولذلك إيران تحاول من خلال هذه القناة ، أن تقوم بترويج الطائفية مستخدمة اسم الأهواز غطاء لهذا المشروع الخبيث.