إنتهت المفاوضات المكوكية بين طهران والغرب بعد مضي 12 عاما من الجلوس خلف الطاولات ودفعت الشعوب في إيران ثمن البرنامج النووي المشؤوم الذي ابتلع ثرواتها وخيراتها والشعب العربي الأهوازي الخاسر الاكبر في قائمة المتضررين حيث نزعت منه كنوزه الكامنة في جوف ارضه المعطاء لصالح برامج وخطط النظام من النووية إلى التوسعية ولكن الفرحة بإنتهاء هذا الكابوس صعبة المنال نظرا لطبيعة النظام الإيراني الخاضع لأمرة ولي الفقيه والحرس الثوري.
أن جوهر النظام الإيراني البدائي الرجعي تؤكد لنا بأنه سوف يمارس العنف المفرط ضد خصومه اتباعا لتركيبته الاستبدادية. النظام في إيران ليس سلطة تدير البلاد بطريقة منضبطة كي نتمكن قراءة تصرفاته انسجاما مع الفرصة التي أتاحته له الاتفاقية النووية للعودة إلى الحظيرة الدولية. وهذه الطبيعة التي سبق وذاقتها الشعوب المضطهدة تنذر بالخطر وتقرع الأجراس بشأن القادم من اجراءات قمعية في الداخل وتصفيات دموية أو تشويه للمعارضين في الخارج.
وعلينا كأهوازيين أن نعي هذه الطبيعة الاستبدادية ونستعد لمضاعفات اطلاق الوحش الذي كان مربوطا باحبال الحظر والعقوبة وأن نكون على أهبة الإستعداد لمواجهة شراسة نظام ولاية الفقيه التي قد تبلغ السادية وتضمر عداوة تاريخية للشعب العربي الأهوازي ونشطائه، تفوق عدائه لساير اطياف المعارضة وخصومه السياسيين لأن خصامه لنا يحمل لؤما وخبثا غايته اسكاتنا باساليب ملتوية ومعقدة وقد يحولنا حربة ضد بعضنا من خلال ثقتنا العمياء بعناصر تم تحضيرها وتدريبها لهذه الغاية العدائية وباتت مهمة هذه العناصر التي كانت حتى الأمس القريب تعمل في أجهزة النظام السياسية والأمنية والإعلامية تشويه الأهوازيين تنظيمات وشخصيات ولو عرفنا من المستفيد من ذلك حينها بإمكاننا تعرية من يقوم بذلك لصالح النظام ولكن فمه مليء بشعارات وطنية وقومية .
ففي هذه المرحلة الحساسة التي نواجه ظروف في غاية الدقة، وضعنا فيها خصم مسلح بالمال والعناصر والموالين والجلادين، ما هدف الاصوات التي رَفَعت من وتيرة التخوين بين الأهوازيين في المنافي من لندن إلى استراليا مرورا بسائر العواصم الأوروبية؟! وجوه كانت قبل البضع سنوات تعمل مع النظام الإيراني واليوم ترتدي ثوب الثورية الأهوازية ولكن تتلخص كافة أنشطتها في بث الاشاعات والتسويف والتشويه لتنظيمات وشخصيات سبقتها بسنين إلى المنافى وطرقت كافة الأبواب المؤصدة لطرح القضية وأوصلت الصوت الأهوازي إلى وسائل الاعلام منذ عشرة اعوام وأزيد، وفضحت نظام ولاية الفقيه وسياساته ضد الشعب العربي الأهوازي، وهنا لا نستثني أي تنظيم أو أي شخصية وطنية قامت بهذه المهمة الشريفة بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر بيننا وبينها، لأننا نؤمن حقا بأن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية. ولكن نحذر كل التحذير ممن يحاول تحويل الاختلاف بيننا إلى خلاف ويضرب على اوتار لا تخدم إلا النظام الإيراني وأجندته الرامية إلى وأد القضية الأهوازية من خلال ضرب تنظيماتها واحزابها ببعضها البعض.
نحن نصدر هذا البيان ليس دفاعا عن شخصيات تضامنية فحسب بل عن شخصيات ونشطاء أهوازيين من تنظيمات أخرى ومستقلين يعملون في شتى المجالات وخدماتهم لقضيتنا العادلة جلية للنفوس السليمة، إلا أنه فجأة نسمع بين الحين والآخر تطلق حملة تشويه شعواء ضدهم ويرددها السذج بيننا، لا لجريمة ارتكبوها بل لأنهم يخدمون قضيتهم بالوسائل المتاحة .
نحن من هنا ندعوا كافة الأهوازيين، تنظيمات وشخصيات، أن يحترموا الاختلاف بينهم، لأنه أمر لا بد منه، خاصة بالنسبة لقضية مهمة مثل قضيتنا، ولكن أن يبدأوا جميعا بردع مثيري الفتن ومروجي الاشاعات، لنضع بذلك حدا لمحاولات النظام الرامية لضرب اسفين بيننا من خلال “اتهام المناضلين بالعملالة له” وذلك على لسان افراد ماضيهم إما غامض وإما كانوا يعملون معه حتى الأمس القريب… ولو اقتضت الضرورة علينا فضح هؤلاء بصورة جماعية حتى لا يجدون ملجأ من خلال اللعب على احبال المنافسة أو الاختلافات بين تنظيماتنا. نحن نعتقد بأننا بحاجة ماسة إلى خطة أمنية مشتركة بغض النظر عن خطوطنا السياسية وإتجاهاتنا النضالية، تضمن سمعة المناضلين مهما كان انتمائاتهم . هذه العناصر التي ليس لدينا أدنى شك بأنها تخدم نظام ولاية الفقيه باتت تعبر من خلال ثغرات اختلاف الرأي بيينا وتصعد من على اكتافنا لتأخذ صكوك البراءة والوطنية والقومية ثم تنفذ إلى جهات عربية ودولية وتشوه سمعة الجميع دون استثناء وهنا تقع الطامة الكبرى أن نختار الصمت لمجرد سماعنا المديح لتنظيمنا والسماح بالذم لمنافسينا ونفتح المجال للمنافق الذي يشجعنا نفاقا ويضرب صاحب الرأي الآخر على لساننا دون أن نعرف.
هؤلاء الذين يعملون بخطة مدروسة أعدها الطرف المستفيد وهو النظام الإيراني إن لم نجد خطة جماعية تضع حدا لهم لن يبقى أمامنا إلا فضحهم ليس للأهوازيين بل لكافة الجهات العربية والدولية وبكل ما نملك من طاقة.
وعلى البعض الساذج الذي يهرول وراء هؤلاء أن يعي لخطورة هؤلاء الذين يستغلون وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي لشن حملات تشويهية تصب في خانة مصلحة النظام الإيراني أي المستفيد الأول من ضرب المناضلين الأهوازيين.
واليوم حيث الاموال المجمدة ستنهال على نظام ولاية الفقيه ليس من المستبعد أن يعود إلى سياسته السابقة في اطلاق موجة اغتيالات ضد اعضاء مختلف التنظيمات الأهوازية والنشطاء الوطنيين والمستقلين لأن هذا النظام لم ولن يتغير قيد أنملة وهذا ما أكده علي خامنئي عندما شدد على استمرار سياسات النظام في المنطقة، فهذه السياسة مرتبطة عضويا بسياسة النظام ضد معارضيه ايضا لأنه لا يفرق بين خصموه دولا أو تنظيمات أو أشخاص.
نحن نعتقد أن نظام ولاية الفقيه لا يخجل من إظهار جوهره العنفي ضد المناضلين إلى جانب تشويه سمعتهم، بل سوف يميط اللثام عما تبقى من وجهه الخفي ويسعى لكشفه اكثر من الماضي ليرعب به معارضيه خاصة من أبناء الشعوب غير الفارسية المضطهدة حتى لا يطمح أي طرف في زعزعة كيانيه المتهري لا سيما بعد توقيع الاتفاقية النووية حيث سيؤدي ذلك إلى رفع مطالب هذه الشعوب وبهذا ينوي تأديب رموزها الخارجة عن طاعته وسيطرته وسحق وجودها إما بالتشوية أو بالتصفية الجسدية أو الأثنين معا.
حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي
21/7/2015