وذكرت مصادر خاصة لـ “العربية.نت” أن الشرطة حاولت منع تجمع الجماهير الأهوازية، التي توجهت نحو حي كوت الشيخ في مدينة المحمرة لتشييع جثمان عساكرة ولتقديم العزاء والتضامن مع أسرة الفقيد، غير أنها لم تتمكن من وقف زحف الحشود الغفيرة التي بدأت تتوافد من مختلف مدن الاقليم للمشاركة بالعزاء.
ونشر ناشطون صور ومقاطع تظهر جموع المتظاهرين يرفعون صور يونس ولافتات كتبت عليها شعارات حماسية وهم يهتفون: ” بالروح ..بالدم ..نفديك يا أهواز” و” يونس أوصانا.. الثورة.. الثورة”.
وبحسب بيان نشرته منظمة حقوق الانسان الأهوازية فقد ” كان يونس نقل الى مستشفى مطهري في طهران بعد ما عجز الاطباء في مستشفيات المحمرة والاهواز عن علاجه إثر تعفن الجروح البليغة التي نتجت عن حروق طالت جسمه بنسبة 90%”.
وبحسب المنظمة “لم تهتم السلطات بوضع يونس الصحي ولا حتى تكاليف علاجه حيث نقله أهله على حسابهم الخاص بتكلفة 5 ملايين تومان الى طهران للعلاج رغم تعاسة ظروفهم المعيشية”.
وجاء في البيان ” لم تتخذ السلطات أية اجراءات لمحاسبة المقصرين بل كانت قد حذرت عائلة يونس من اقامة مراسم عزاء له خشية حصول تجمع احتجاجي كما حدث قبل أيام في ملعب الغدير في الاهواز حيث هتفت الجماهير العربية ” كلنا يونس” تضامنا مع الشاب العامل الذي أحرق نفسه كحركة احتجاجية على الظلم والتمييز والتعامل العنصري”.
وبحسب المنظمة ” لقد بلغ تفشي الفقر وتدهور الوضع المعيشي بالمواطنين الأهوازيين الى درجة لا تطاق حيث تذهب فرص العمل والتوظيف للمهاجرين الذين تأتي بهم السلطات الايرانية من المحافظات الاخرى وتحرم أبناء الاقليم الذين يعيشون على بحر من النفط من فرص العمل والحياة الكريمة”.
وأدانت منظمة حقوق الانسان الأهوازية ما وصفتها بـ ” الممارسات العنصرية والتصرف غير الانساني الذي قامت به بلدية المحمرة التي صادرت عربة يونس مما أدى به الى حرق نفسه أمام مكتب البلدية للاحتجاج على هذا التصرف اللاانساني”.
كما استنكرت ما قالت إنها ” استمرار سياسات التهميش والتفقير والتغيير الديمغرافي التي تمارسها السلطات الايرانية ضد الشعب العربي الاهوازي وحرمان السكان الاصليين لهذا الاقليم من الخيرات والثروات التي تزخر بها أرضهم من نفط وغاز وثروات طبيعية وزراعية”. وطالبت المنظمة الاهوازية منظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي بـ “الالتفات لمعاناة هذا الشعب المضطهد والوقوف مع قضيته ومطالبه العادلة”.