يا أبناء شعبنا البواسل
تمر علينا في ٣٠ مايو من كل عام ذكرى اليمه على قلوب الشعب الأهوازي، عنوانها العريض الدم والنار، فمدن الأهواز التي كانت تزغرد للعهد الجديد بعد سقوط النظام البهلوي الشوفيني المقبور ظنا منها بان تنعم بالديمقرطية و تنال حقوقها القومية والاجتماعية الى جانب باقي الشعوب في إيران، تفاجأت بتوحيد النظام القديم والجديد ضد تطلعات شعبنا حيث اتفق القادة الجدد
على مطلب واحد هو الدم العربي الأهوازي وهكذا اوكلت للجنرال احمد مدني و محمد جهان آرا باسخدام كافة الوسائل للقضاء على تطلعات شعبنا الابي، الامر الذي نتج عنه ما عرف بمجزرة الأربعاء الأسود و التي راح ضحيتها المئات من خيرة أبناء شعبنا بين شهيد وجريح و مفقود.
ان الأربعاء الأسود و إن يعتبر ضمن أبرز الأحداث في سلسلة المجازر التي ارتكبت خلال القرن الماضي سواء من قبل النظام البهلوي أو نظام الخميني ضد شعبنا، خاصة و قد أعقب هذه المجزرة البشعة الحرب الإيرانية -العراقية التي حولت المدن الأهوازية إلى أكوام من الدمار و شردت أبنائها إلى باقي محافظات إيران، إلا أن ما يجعله معلقاً بالأذهان حتى يومنا هذا هو الدرس الذي تعلمه شعبنا منها و هو أن لا يثق بالعهود الفارغة التي يطقها الطامحون بالسلطة قبل تسلم الحكم ، بل عليه أن يكون هو المبادر بتنظيم صفوفه و ويأتلف و يوحد شراكاته السياسية في النصال الوطني بالتنسيق مع باقي الشعوب في ايران لكي لا تتكرر مثل هذه المجازر و تجهض ثورته القادمة على يد نظام ديكتاتوري آخر.
وفي هذا السياق عمل ابنائكم واخوانكم في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي منذ تأسيسيه وحتى يومنا هذا في ثلاثة محاور: ألف) أهوازي- أهوازي عبر التنسيق والتقارب مع باقي الأحزاب والمؤسسات والمفكرين والنشطاء من أبناء الوطن و استطعنا أن نصل إلى مستوى مقبول من العمل المشترك يعمل ويدعوا لتوحيد الصفوف الداخليية
. ب) بالتوازي مع ذلك كثفنا علاقاتنا الوطيدة مع باقي الشعوب في إيران وعقدنا التنسيقات اللازمة لتوحيد المواقف وعدم السماح للشوفينين للركوب على الموجة وتحقيق احلامهم بأحياء الأنظمة البائدة بأشكال ومفاهيم جديدة.
ت) على الصعيد الدولي والمؤسسات الحقوقية والإعلامية أيضا كان لنا حضورنا اللافت لإيصال صوتكم والتعريف بقضيتنا وهذا كله بفضل تلك الدماء الزكية التي انارت دروبنا لخدمة شعبنا والتخفيف من معاناته.
وإذ نتذكر معاً بألم وحزن شديدين تلك المجزرة البشعة التي ارتكبها نظام الخميني بقيادة الجنرال المجرم احمد مدني، نهيب بأبناء شعبنا بكافة شرائحه وتوجهاته الفكرية والعقائدية، خاصة وأن رياح التغيير تلوح بالأفق بأن يكونوا على أهبة الاستعداد للتعامل اليقظ مع المتغيرات الجديدة، ويعدوا العدة لكل الظروف والاحتمالات فأن العصب الحساس لبقاء هذا النظام من عدمه ونوعية النظام القادم وتوجهاته وهيكله السياسي والإداري والقانوني يقف على مدى سيطرتكم على أرضكم وتوحيد كلمتكم.
عاش نضال شعبنا العربي الاهوازي. المجد ولخلود لشهدائنا الابرار