دأب نظام ولاية الفقيه منذ سنين طويلة على إقامة مناسبة أطلق عليها(يوم القدس العالمي)، حيث يقوم بها في آخر يوم جمعة من شهر رمضان کل عام، وکما هو معلوم فإن يوم الجمعة القادم سيشهد إحياء مناسبتهم هذه، والتي تجري وکأن الامتين الاسلامية و العربية لاعلاقة لهما به سواءا من قريب او من بعيد. منذ الايام الاولى لمجئ هذا النظام، عمل و بمختلف الطرق من أجل إستغلال القضية الفلسطينية و توظيفها لصالح أهدافه المشبوهة.
وحتى ان تخصيص يوم عالمي للقدس، کان نشاطا بهذا الاتجاه، وقد کان واضحا منذ البداية ان إلتزام نظام ولاية الفقيه بالقضية الفلسطينية، لم يکن عملا في سبيل الله او لصالح الشعب الفلسطيني وانما کان يهدف تحقيق غاية بالغة الخبث وهي التشکيك بالنظام الرسمي العربي من جانب وتخوينه، وجعل نظامهم أشبه بمرجعية للقضية الفلسطينية من جانب آخر.
طوال العقود الثلاثة المنصرمة من عمر نظام ولاية الفقيه، ومع کل ضجيجه و صخب شعاراته البراقة المعلنة من أجل قضية فلسطين، هناك سٶال يطرح نفسه هو: مالذي قدمه نظام ولاية الفقيه للقضية الفلسطينية عموما و للقدس خصوصا؟ في غمرة إحتفالاتهم الصورية المخادعة بيوم القدس، أعلنوا تارة أن طريق تحرير القدس يمر عبر کربلاء! وهاهي ليس کربلاء وانما کل العراق يخضع لنفوذهم.
فأين هي القدس المحررة؟ تارة أخرى يعلنون أن القضاء على الثورة السورية جهد يصب في تحرير القدس؟ وفي خضم إنتظار العالم الاسلامي لنبأ تحرير القدس”المزعوم” من جانبهم، يخرج علينا قادة النظام ليعلنوا بأن حدود نظامهم الجديدة هي سواحل البحر المتوسط و جنوب لبنان! ولا ننسى ايضا ان تحرير قدسهم يمر بالبحرين والرياض وجزر الإماراتّ,والانکى من کل هذا، انهم ومنذ أن جعلوا من أنفسهم”مختارية” في القضية الفلسطينية، صار أکبر إنشقاق في الصف الفلسطيني ببرکة تدخلهم و إنحيازهم لطرف دون آخر.
فهل هناك شئ إيجابي قدموه للقضية الفلسطينية غير الذي ذکرناه آنفا؟ نظام ولاية الفقيه بإعلانه يوما عالميا للقدس، فإنه کان يريد أن يوحي للأمتين العربية و الاسلامية بأنه لوحده الحريص و المسٶول عن القضية الفلسطينية برمتها و عن القدس السليبة بوجه خاص، کما کان يريد أن يقوم بإيصال رسالة أخرى للمنطقة و للعرب خصوصا بأن النظام العربي الرسمي خصوصا و الامة العربية عموما ليس لديهم من وقت مخصص للقدس و للقضية الفلسطينية، لکن الذي فات هذا النظام و من سايره و مشى في دربه، ان کل أيام العرب و المسلمين مخصصة للقدس و فلسطين و ليس يوم واحد موظف للغايات الدعائية و الخاصة، وان العرب و المسلمين لايتاجرون او يساومون بالقضية الفلسطينية کما هم يفعلون.
العلامة السيد محمد علي الحسيني
الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان