نشرت العديد من الصحف الفارسية و الكردية و العربية منها خبر التغييرات الجذرية التي اتخذتها قيادة بيجاك الكردية المسلحة والمطالبة بأستقلال كردستان الشمالية و التي ناضلت لسنوات عديدة و طويلة, مما ادت الى فقدان هذا التنظيم العشرات من القتلى ومئات الجرحى وفي المقابل قتل وجرح العديد من قوات النظام الإيراني لكن بعد كل هذه الخسائر لم يحقق او ينجز شئ من مطالبه او مطالب الشعب الكوردي و على هذا الاساس وصل هذا التنظيم الى ما وصل اليه الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني وكادحي الشعب (كوملة) اللذان قاتلا الحكومة الايرانية لعدة عقود دون تنفيذ اي مطلب من مطالب الشعب الامر الذي دعاهما لتغير استراتيجيتهم والعمل ضمن الشعوب الغير فارسية بعد أن وجدوا لا يمكنهم الوصول الى اهدافهم لوحدهم الا اذا ما توحدوا مع سائر الشعوب الغير فارسية ولكنهم مازالوا يحافظون بمؤسساتهم العسكرية.
و على هذا الاساس و كما يبدو, شعر قادة تنظيم بيجاك بوجود تغييرات قد تحصل قريبا على الساحة الايرانية و بهذه الخطوة هم يرمون الى الحصول على مكاسب كبيرة وبخسائر قليلة, و هم يحاولون السير على نفس النهج الذي سار فيه اكراد العراق الذين نالوا على مكاسب كبيرة من خلال الفوضى التي عمت بلدهم , و لذا يحاول قادة بيجاك و بهذا الاسلوب الاحتفاظ بقدراتهم العسكرية والبشرية لأي محتمل قد يحصل في المستقبل في ايران, فلا يريد بيجاك ان يكون خارج المعترك السياسي الذي دخل به الحزب الديمقراطي الكردستاني وكوملة في حال حصول اي تغيير في جغرافية ايران وعلى هذا الاساس لا يريد هذا التنظيم الكردي هدر طاقاته العسكرية و البشرية لصالح التنظيمات الكردية الاخرى التي تستخدم اسلوب التحاور والعمل المشترك مع باقي الشعوب الغير فارسية في ايران .
و على ضوء ذلك وجد قادة بيجاد بان الاسلوب المتخذ من جانب قادة التشكيلات الكردية في العراق الذين حصلوا على مكاسب كبيرة دون تحمل خسائر كبيرة في الارواح و المعدات, كما خسروها في المواجهات المباشرة مع الانظمة الدكتاتورية التي كلفتهما خسائر باهضة في الارواح و المعدات دون تحقيق اي مطلب من المطالب التي كانوا يسعون اليها.
لكن يا ترى هل سوف يتم تخوين بيجاك من قبل اكراد ايران والتنظيمات الكردية الايرانية الاخرى التي مازلت تستخدم الكفاح المسلح ضد النظام, لانه غير استراتيجته و اسلوب عمله من نضال و كفاح مسلح الى دعوة النظام الايراني للتحاور ام انهم سيحترمون هذا التشكيل رغم اتخاذه هذا القرار الكبير وسيغضون الطرف عنه و لا يخونوه و سيكون بيجاك في نظرهم كما كان يكافح برفع السلاح.
في العمل السياسي و الوطني لا يوجد شي اسمه عناد و تحدي و انما الاحتكام للعقل و المنطق هما اساس النجاح , من اجل الحصول على اكثر قدر ممكن من المكاسب لصالح الشعب و الوطن, وما هو معروف بأن العناد و الانانية نتيجتهما هي الهلاك لصاحبها اولا و من ثم للمشروع المتخذ و خير دليل على ذلك , ما حصل في سوريا و ليبيا و اذا ما قارنا ما بين عناد و انانية بشار الاسد بعدم التخلي عن المنصب لصالح الحفاظ على الوطن و المواطن , ادى ذلك العناد الى تدمير سوريا حكومة و شعبا و اقتصادا, كما عناد القذافي دمر ليبيا و جلب اليها الارهاب و قضى على الاقتصاد اليبي, بينما في الجانب الاخر نرى شخصيتين ديكتاتوريتين من امثال زين العابدين بن علي الرئيس التونسي الهارب و المخلوع حسني مبارك استطاعا حفظ الوطن و المواطن و اقتصاد البلد. مقارنة ببشار الاسد و معمر القذافي لانهما احتكما للعقل و المنطق و بذلك حفظوا انفسهم و بلدانهم من الهلاك.
لكن السؤال هنا هل سنشهد على الساحة السياسية الاهوازية خطوات جريئة يفعلها قادة التنظيمات الاهوازية كما فعلتها بعض التنظيمات الكردية ام انهم سيصرون على نفس المنهج المتشدد و يتخوفون من القيل و القال على حساب الوطن و القضية و هذا لا ينحصر على تنظيم بعينه و انما يشمل كافة التنظيمات الاهوازية المطالبة بالاستقلال فعليهم استقلال الفرص كما يفعل نظرائهم الاكراد و أن لا نخون بعضنا البعض بسبب اسلوب العمل و الوسائل المتخذة للوصول الى الهدف المنشود و علينا الابتعاد عن الانانيات لصالح الوطن و المواطن.