13/05/2024

قرأت بيانا لك تحت عنوان: بيان توضيح- وثائق و شهادات
كتبت موضوعا حول مسمى الاحواز فتطرقت فيه لـ”الجهل المركب” و”العداء للعراق” و”تدمير الهوية الاحوازية” . أنا شاهدت الموضوع متأخرا ولكن رغم ذلك رأيت إنّه من الضروري وضع النقاط على الحروف بشأن ما ذهبت أنت إليه.

وأما في مقالك الطويل العريض كتابة والقصير مفهوما وموضوعية الملفوف بمحاولات فلسفية إسمح لي إطلق عليها “التفلسف” التي تعصف به من أول سطر بأسلوب إستفهامي ظاهرا اتهاميا في الباطن حتى آخر جملة من إستنتاجاتك الضبابية المليئة بالمغالطات والتلاعب بالكلمات وتنميق الجمل وهو بعيد كل البعد عن موضوع حوارنا حول الاسم التاريخي للمنطقة لا العداء للعراق ولا العداء للهوية المزعومة التي وقفت أنت مدافعا عنها مصادرا نفس الهوية عن غيرك من أبناء الوطن لأنهم لا يتفقون معاك بشأن المسمى.
اولا أتمنى أن تكون ذو سعة صدر وتتحملني مثلما تحملتك عندما وصفتني ومن يفكر مثلي بـ”اصحاب الجهل المركب” لا لذنب ارتكبناه إلا إننا لا نتفق مع تنظيراتك وتساؤلك في مطلع المقال قائلا:” لماذا هذا العداء للعراق و للهوية الاحوازية”؟ على حد تعبيرك. وهذا التسأول باعتقادي لامحل له من الاعراب في حوارنا لانّه لا أحد منا يعادي العراق فلا تحولها إلى تهمة في قائمة التهم الجاهزة والسؤال الذي أريد طرحه هنا ، هل انت يا ابا شكر صادق في التزامك بالعراق او وتعاطفك معه؟ لو قبلنا بذلك جدلا، فلماذا هربت من العراق عائدا كأحوازي إلى إيران (نيشابور) عدوتك التقليدية بعد كل ما وفره لك النظام العراقي من إمكانيات عندما لجأت إليه هاربا من إيران في خضم الحرب العراقية الإيرانية؟ وسلمت نفسك للأجهزة الأمنية بالجمهورية الاسلامية الايرانية عابرا شط العرب؟ وذلك تزامنا مع أول ظرف صعب مّر به العراق إثر احتلاله الغبي للكويت وقبوله بإتفاقية الجزائر التي كان حارب لالغائها ثمانية أعوام؟ ولدى عودتك تحولت إلى أكبر السبابين لصدام حسين والعراق لإرضاء الجمهورية الاسلامية الإيرانية . طبعا أنا لا الومك لذلك ولكن هل نسيت كنت أنا ومن معي نعارض مسباتك للعراق؟ هل تتذكر عندما كنا مدعوين في بيت السيد ابوقيس في الأهواز العاصمة بمنطقة خشايار وانتقد كاظم مجدم في نفس الجلسة تصرفات النظام العراقي بحق الأهوازيين وأنت كنت أول من أيده بل وذهبت إلى أبعد من ذلك فأشرت إلى حادثة “البتيرة” وسبيت كل العراقيين بالجملة وليس بالمفرد وكنا دائما نتجادل معك حول مواقفك من العراق؟ وهل نسيت أم تتناسى ذلك؟ كيف اليوم تعلب أنت دور المتحمس للعراق وزعلان على نقدنا لا وبل حوارنا التاريخي لاسم منطقتنا؟ أليس هذا من حقنا الطبيعي أن ننقد أو نناقش حول اسم بلدنا التاريخي؟ لأن الإسم التاريخي يشكل عمود خيمة الهوية نظرا للدلالات التاريخية التي يحملها والشخصيات الرمزية التي تسمت به على مدى العصور! فمن هو الحريص على الهوية ويريد صيانتها أمام التلاعب السياسي العابر؟ نحن أم أنت؟ وهل كل من قال الاحواز غير صحيحة هو من وجهة نظرك يريد تدمير هويتك الاحوازية المزعومة؟ أو يريد معاداتها؟ أليس هذا الإتهام هو التخّلف وهو الجهل المركب؟ أم نحن الذين نقول لا تتلاعبوا بمكون اساسي من مكونات هويتنا التي حملوها أجدادنا مر العصور؟ هل هذا ما تطلق أنت عليه الجهل المركب؟ وهل تناسيت عندما كنت تناقشني في المحمرة وكان معي حينها أبو.. خ .. وأبو.. ل .. حيث لا اريد اذكر اسماءهما حفاظا عليهما من الناحية الامنية كنا نقول الاحواز وأنت كنت تصر بلا والف لا أن الأهواز هي الصحيحة ؟؟ هل تريد اليوم تعارض حتى تعرف اكثر؟ أم هذه الهجمة ووصفنا باهل الجهل المركب ناتجة عن عاداتك في السفسطة في طرح المواضيع ؟ ومنذ متى أصبحت يا ابا شكر أنت بالذات وانا الذي يعرفك عزّ المعرفة أكثر من أي أهوازي آخر وكما عايشت الكثير من الأهوازيين لا اريد أن أذكرهم الآن، عايشتك لأكثر من عامين في بيت واحد في المحمرة حيث كنا مع بعض لدى عودتك مجددا الی ایران عائدا من العراق حاملا الحقد عليه وعلى نظامه. فمنذ متى أصبحت حريصا على هوية “الاحواز” ومتحمسا لها وتضع الآخرين في عداد من يريدون تدميرها؟ ومنذ متى أمسيت مفكرا وفيلسوفا ومنظرا محبا لـ”الأحواز” الذي يعرف كل شئ والآخرين يعانون من الجهل المركب و تتهمهم بممارسة “الترقيع والتزييف” حسب تعبيرك الإتهامي؟.
وكما يقول شاعرنا العربي أبو نؤاس المكّنى في التاريخ بالأهوازي : فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنك أشياءُ .
أخي ابوشكر ليس من المعيب لو قلت لك كم هي بضاعتك العلمية ضئيلة وأنا لست أعلى منك وبالتالي الكثر منا نحن الاهوازيون كما يقال “في الهوى سوى” لا احد يزاود على الآخر لأننا بالتالي بشر والبشر معلم ومتعلم ولكن يبدو إنّ ما قرأته جعلم تظن بأنك أصبحت علامة الدهر وإبن رشد زمانك والآخرين هم في “الجهل المركب” كما تحب أن تطلق عليهم أنت؟ لكي أكون صريحا معك وبما أني اعرفك معرفة كاملة وانت كنت صديقي وأخي في الداخل إلا إنه لم تكن لي السعادة أن التقي بك في الخارج عدى بعض الحديث بيننا عبر الهاتف ولكن لم أرى منك في الداخل أو في الخارج أي عمل ميداني على الساحة غير “السفسطة” وتحاول بين الحين والآخر تظهر بعد صمت مطبق بلاعب دور الفيلسوف والمنظر دون أن تعطي حلول أو رؤية بديلة لما تنقده.. سبق وقلت لك على غرفة “المجتمع المدني” على البالتوك عند ما نسفت الانتفاضة في محاضرتك نافيا وجود الإنتفاضة وخرج مجموعة من الشباب محتجين طرحك وقال لك احدهم “نعم ، لانك لم تحرك ساكنا لدى انطلاق الانتفاضة تنكرها الآن برمتها” ..لا أدري هل تتذكر ذلك أم لا قلت عندما قلت لك يا أخي عندما تتفلسف وتنظّر أعطينا بدائل مثلما يعطي الفلاسفة من قبيل العابدي الله يرحمه و غيره في نهاية كل كتاب تنظيري بحلول لما ينقدوه.
اما بالنسبة للمصادر العشرة التي ذكرتها كلها مصادر معاصرة كتبت في أيام تأسيس الدولة العراقية المعاصرة قبل حزب البعث او في أيامه . كما لا تنسى مطالبة العراق بالأهواز وإعتبارها ارض عراقية بدأت قبل البعثيين فأنظر إلى تاريخ طباعة اقدمها 1971 أما بالنسبة لنعمة الحلو ، يعلم القاصي والداني والعدو والصديق والحبيب والبغيض والموالي والمعادي والودود والحسود له ماهي توجهاته الفكرية، هو بعثي بإمتياز فنحن عندما ننقد الإسم نرجع إلى مصادر الام وأمهات الكتب مثل تاريخ الطبري وتاريخ إبن كثير ودواوين الشعراء مثل جرير الشاعر الأموي وأبونواس الاهوازي والأقوال التاريخية للخلفاء مثل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكلام الإمام على بن ابي طالب عليه السلام في نهج اللاغة وشعر الصحابي أسود بن السريع والاسماء التاريخية لشخصيات مرموقة وساطعة مثل حسين الاهوازي القائد القرمطي والمسكوك الذهبي العائد للفترة العباسية وغيرها.. أما انت تأتيني بعشرة مصادر أو لنفترض مئة كتاب طبع في أيام البعث أو قبلها بفترة وحرف مسمى الأهواز العربي بالأحواز او كما أضيفت مفردة الاحتلال لها لدى ترجمتها لكُتّاب عراقيين بمفهوم أرض عراقية محتلة وتعتبرها أنت وحي منزل يجب قبولها وإلا نحن في “الجهل المركب” . لعلمك قرأت أكثر هذه المصادر التي ذكرتها أو قسم الأكثر منها ولكن لما اتيحت لي الفرصة ورأيت نسختها الاصلية بالانجليزية شاهدت ترجمتها العربيه غير صحيحة و مزاجية حسب توجهات الكاتب السياسية خاصة من قبل مورخين الحقبة البعثية العراقية خدمة لمصالح العراق التي لم يكن فيها مكان للمصلحة الأهوازية على قدر مصلحة مجاهدي خلق في العراق ..هناك تاريخ عربستان الذي ترجم قبل عاميين في لندن وكاتبه بريطاني والمترجم عراقي منصف حرفي ومهني حيث أعطى الأهوازيين ومنهم يوسف عزيزي ومحمد آل جابر وعدنان سلمان اجزاء من الكتاب بالانجليزي المترجم مباشرة و حصلت أنا على نسخة منه وساعدته على بعض التصحيح فيه وهو اكثر الكتب وثائقيا لم يذكر اسم الاحواز فيه بتات والاسم هو عربستان الشمالية والجنوبية وخوزستان . إذن مسمى الأحواز اقحمته المخابرات العراقية و ليس كل العراقيين وحتى ليس كل البعثيين وذلك القسم المشرف على الملف الأهوازي في ايام ناظم إكزار وبإقتراح من قبل بهاء الخاقاني الذي إعترف لنا بها في لندن قبل وفاته رحمه الله .. إذن كرة “الجهل المركب” هي في ملعبك وللاسف. وليس في ساحة الذين يستندون وبقوة ودون ترديد على أمهات الكتب التاريخية العربية مثل تاريخ الطبري والبداية والنهاية لإبن كثير ومعجم البلدان لياقوت الحموي وصورة الأرض لإبن حوقل والمسالك والممالك لإصطخري والشاعر جرير والأهم من كل ذلك هي الحقيقة الإجتماعية في الشارع حيث الاكثرية الساحقة إن لم نقل بالإجماع من ابناء شعبنا تستخدم الأسم التاريخي للمنطقة الذي توارثته من آبائها وأجدادها الذين لم يغلطوا في مسىمى الحويزة فمن الأحرى ألا يغلطوا في مسمى الأهواز! ناهيك عن المحمرة والخفاجية وعبادان والفلاحية ومعشور ورامز والعميدية وووو وفي آخر استعراض شجاع للقوة من قبل شعبنا لإثبات هويته العربية في ملعب الغدير بالأهواز العاصمة هتف بأعلى صوته بهذا المسىمى أمام الفريق الشقيق الفتح السعودي..حيث ردد الجميع بأعلى أصواتهم متجاهلين نقاشاتنا ومسمياتنا السياسية :”ياالاهواز يالعربي …. جيب النا كأس الذهبي” .. ورغم ذلك العتب على بعضنا الذين نقلوا الحادث ولكن أصروا على تزوير هذه الأصوات فكتبوا تحت الصور والفيديوهات “الأحواز” بعيدا الأمانة في النقل …
وعودة إلى المصادر العشرة التي ذكرتها متأثرة بمغالطة ياقوت الحموي الذي ظن أن المسمى ربما كان الاحواز وتغير الى هاء وصار الأهواز بسبب استخدام الفرس للإسم !!! ثم لو قبلنا بهذا المنطق الفرس يقولون هسن وهسين ومهمد ولكن يكتبون حسن وحسين ومحمد فهم لا يغلطون في كتابة الأسماء والكلمات والافعال والمفردات المستعارة من اللغة العربية بتاتا . كما ان الحموي نفسه عاد فقال:” الاهواز اسم عربي سمي في الإسلام “…اما بالنسبة للتنظيمات الاهوازية كانت اول تنظيم تبنى اسم الاهواز وثم عربستان حتى دخلت المخابرات العراقية على الخط في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات و بمقترح من بهاء الخاقاني كما أسلفت وتبنت مسمى الأحواز وطبعا بتأثير من نفس مغالطة ياقوت الحموي . اما بالنسبة للشخصيات التي كانت في العراق هناك ايضا عدنان سلمان وسيد جبار وغيرهم الذين ينقلون خلافا لما نقلته أنت ونحن لا نتكلم عن الهوى فاذا أردت المزيد من الإطلاع على الحقائق اقرأ كتاب “دليل الاهواز” للكاتب أحمد عادل وهو مورخ اهوازي كتبه في الخارج بسوريا أو الدراسة القيمة التي قدمها الباحث العراقي “محي هادي” ولكن لاتظن الناس كلها جهلاء وأنت ابن رشد أو الكندي ، مهلا مهلا يا ابا شكر لا يصيبك الغرور، مازلت تحتاج الكثير حتى تصبح فيلسوفا ليتسنى لك أن تصف الآخرين بالجهلاء لا وبل تنعتهم بالجهل المركب..دعنا كما نحن نعرف بعضنا البعض . أحمد عادل وموسى سيادت ويوسف عزيزي وطالب العامري وعلي الطائي وعباس الطائي وكل الكتاب الأهوازيين قالوا الأهواز والأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا ايضا . ألا يكفي الا إذا رضخنا لقراءة نعمه الحلو البعثي؟ وأخيرا وليس آخرا أقولها يا استاذنا :”اهل مكة أدرى بشعابها” فالشعب الاهوازي أدرى من نعمة الحلو وغيره ومن سائر مراجعك العشرة بتاريخه وبأرضيه وبهويته التي أنت ظهرت بمظهر الحريص عليها دون غيرك. وسيبقى خطاب الفصل للتسمية بيد الشعب الأهوازي لا نعمة الحلو ولا نعمة المّر …وتحياتي لمن ينقد نقدا بناء..