تطرّق الكثير من المحللين والكتاب في الآونة الأخيرة حول تنظيم داعش وسرّ نجاحه الباهر و المثير للجدل في العراق وسوريا، وحول التفاف الكثير من الشباب حوله، حيث أشار المحللون إلي بعض الاسباب التي أدّت الى نمو هذا التنظيم في العراق وسوريا تحديداً ألا إنهم لم يشيروا الى دواعش الإيرانية الذي سبقته في القتل والتنكيل في ايران وعراق وسوريا. ولم يتطرقوا الى السبب الرئيسي الذي ساعد تنظيم داعش على استقطاب عدد كبير من ابناء السنه في سوريا والعراق، واُختزلت المشكلة ببشاعة اعمال داعش وعمليه قطع الرؤوس بيد هذا التنظيم الظلامي.
فمن الواضح أن ايران لعبت دورا كبيرا في نشر روح الكراهية المذهبية والنعرات الطائفية البغيضة في المنطقة من خلال دعمها للميليشيات الشيعية المسلحة في العراق وسوريا، حيث قتلت ميليشياتها المئات من العراقيين والسوريين بدم بارد وتحت شعارات وهمية مثل حماية الأضرحة الشيعية في الشام والعراق وكأنّ هذه الاضرحة طوال آلاف السنين كانت غير محمية. شاعر عربي يقول: من لم يمُت بالسيف مات بغيره …. تعددت الاسباب والموت واحدٌ لا يمكن اختزال الارهاب بنوعية القتل، ونوعية سفك الدماء، القتل بأية طريقة كان هو إرهاب لا يمكن تبريره باي شكل من الاشكال لذا الدواعش التي ترعاها ايران بكل ثقلها المالي و العسكري هي السبب الرئيسي وردة فعل معاكسة في ظهور داعش في العراق وسوريا.
الاغتيالات التي نفذتها وتنفذها الميليشيات المدعومة من ايران في العراق و سوريا لا تقل عنفا وبشاعة من تنظيم داعش، الفرق الملحوظ هو أن داعش السني يعلن ويصّور قطع الرؤوس وينشرها ولكن الدواعش الإيرانية تخفيها ولم تنشرها ولعّلها تعمل التقّية في ذلك. السؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا يفعل حزب الله في سوريا هل يوزع زهورا أم يقتل السوريين ليحمي نظام الاسد المجرم؟ وماذا يفعل فيلق القدس في سوريا والعراق سوى قتل من يعارض حلفائه؟ وفيلق ابا الفضل العباس وعصائب اهل الحق وحزب الله العراق وفيلق بدر كل هذه الدواعش، كانت ومازالت هي السبب الرئيسي في الاحتقان الطائفي في المنطقة.
قتل النظام السوري 200 الف سني بدعم مباشر من طهران ناهيك عن اضطهاد السنه وقتلهم وتهجيرهم في المدن العراقية على يد المالكي وميليشيات ايران، قبل احداث الموصل والذي شاركت ايران في كل هذا الاجرام عبر مرتزقتها مثل حزب الله والميلشيات العراقية، هذه التصرفات الطائفية المريضة هي في الواقع أهم الاسباب التي هيئت الأرضية الخصبة لظهور داعش ونموه في المناطق السنية بسوريا كانت أم في العراق. ايران واللوم على الارهاب الداعشي اما ايران التي ظهرت اليوم تذرف دموع التماسيح على خطر الارهاب، هي أخطر من داعش البغدادي بكثير لان داعش ظاهرة ونتاج ظروف موقتة وليس لها دولة ثابتة لذا ستذهب عاجلا ام أجلا، لكن ماذا عن الدولة الداعشية في ايران؟… منذ عام 1979 لغاية اليوم اعدمت السلطات الايرانية ما يقارب 120 الف سياسي تمّ قتلهم رميا بالرصاص او شنقا حتى الموت.
في بداية الثورة كانت محاكم الثورة التي كان يترأسها صادق خلخالي متنقلة في كل أنحاء ايران وكانت تقوم بتنفيذ الاعدامات بحق السياسيين المعارضين السلميين دون محاكمة، بالإضافة الى الاغتيالات التي قامت بها اجهزة المخابرات الايرانية خارج ايران وداخلها التي انكشفت فضيحتها ايام خاتمي والتي راح ضحيتها عشرات المفكرّين والكتاب والصحفيين مثل داريوش فروهر و زوجته والشاعر احمد مختاري وغيرهم، كما اغتالت ايران قيادات المعارضة من أبناء القوميات مثل السيد قاسملو وشرفكندي قيادات الاكراد في اروبا واغتالت حسين ماضي امين عام “ الجبهة العربية لتحرير الاحواز “ في العراق. وأعدمت ايران في عام 1988ميلادي 4700 سجين سياسي بعد أن قضى الكثير منهم فترة حكمهم بالسجن، الامر الذي كان سببا رئيسيا في انسحاب آية الله منتظري من الحكم و رفضه لمنصب المرشد الاعلى قبل خامنئي حيث احتج على الاعدامات قائلا للخميني : “جئت معك الى شفا حفرة نار جهنم ولكن لا أرغب الدخول فيها”.
ونشر منتظري قصة الاعدامات في مذكراته قبل موته. وكان أخر اعمال الداعشية للجمهورية الاسلامية يوم الاول من سبتمبر 2013 عندما دخلت مليشيات فيلق القدس و اذرعها من الميلشيات العراقية معسكر اشرف للمعارضة الايرانية في العراق واعتقلت 50 ناشط سياسي من منظمة مجاهدي خلق في المعسكر وبعد أن كبلّوا أيدهم قتلوهم جمیعاً رمیاً بالرصاص في رؤوسهم وهم مكبلي الايدي، وتباهت الميليشيات العراقية والحرس الثوري الايراني بالجريمة عبر بيان نشره الحرس الثوري في وكالة فارس بعد يوم من ارتكابها، وتبنى المجزرة شخص مرتزق يدعى واثق البطاط قائد احدى الميلشيات المنتشرة في العراق، اما في الاعدامات كانت و مازالت ايران تحلّ المرتبة الاولي او الثانية في العالم في كل عام منذ تولي نظام ولاية الفقيه السلطة في ايران عام 1979 حتى يومنا هذا.
إذن لايمكن أن نستثني الدواعش المدعومة من ايران في اليمن ولبنان والعراق وسوريا من المنظمات الارهابية، هناك فيلق القدس وعصائب أهل الحق وفيلق بدر وحزب الله اللبناني وحزب الله العراق وجيش المهدي الذين تلطخت أيديهم بدماء آلاف العراقيين والسوريين هم أخطر من داعش البغدادي. الان بدأت الحرب ضد داعش في العراق وسوريا بمباركة من الدول العربية وكثير من البدان العالم ولكن هل القضاء على داعش ينهي الارهاب ؟ وماذا عن دواعش ايران في المنطقة هل تبقى مستفحلة تصول و تجول وتقتل كي تفرز لنا دواعش اخرى؟ طالما الصراع السياسي المذهبي التي تقوده ايران في المنطقة موجود، فلا مفّر من ظهور دواعش اخرى هذا ما يجب أن تدركه الولايات المتحدة وحلفائها في حربهم على داعش .
رابط فيديو كيف تسرح وتمرح وتقتل الميليشيات الإيرانية في العراق