مستقبل ايران بعد رحيل المرشد خامنئي سيشكل احد المعضلات السياسية في النظام الحاكم في طهران . عمر خامنئي الحالي 74 ورغم الشائعات الكثيرة حول حالته الصحية لكن مظهره وسلوكه يدلان على انه يتمتع بسلامة جيدة. وفي حال وصل الى عمر سلفه الخميني فانه سيعمر 87 عاما .
ولو نظرنا الى اعمار رجال الدين الايرانيين سيتضح لنا ان غالبية اعمارهم تتعدى العقد الثامن . على سبيل المثال عمر آية الله مهدوي كني رئيس مجلس الخبراء وصل الى 82 ولايزال حياً اما آية الله محمد يزدي عضو مجلس صيانة الدستور والنائب عن مدينة طهران في مجلس الخبراء فعمّر حتى الان 82 عاما .و اقترب الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني الى ال 80 .
ورئيس مجلس صيانة الدستور احمد جنتي 82 اما العضو البارز في مجلس الخبراء ابو القاسم خزعلي فقارب ال 90 عاما. لذلك ان يعمر خامنئي عشر سنوات اخرى اي ان يبقى على قيد الحياة حتى ال 85 فيبدو امرا طبيعياً لاسيما و انه يتمتع بامكانيات طبية كبيرة فريدة من نوعها كما انه يمارس الرياضة اليومية. وفي حال بقى خامنئي في السلطة حتى عام 2024 فانه سيتخطى المدة التي حكم بها محمد رضا شاه في ايران التي وصلت الى 37 عام .
حتى الان لم يتخذ النظام خليفة للمرشد خامنئي . ومن المؤكد انه في حال وجود خليفه سيبقى غير معلن لحساسية الموضوع في الشارع الايراني . وهناك لجنة انشئت في مجلس الخبراء الايراني لمناقشة اهلية الأفراد لخلافة خامنئي لكن لا توجد اي اشارة بقيام هذه اللجنة في التحقيق حول هذا الامر.
رغم ذلك يتكلم البعض عن خيار توريث مجتبى خامنئي خلفا لابيه المرشد خصوصا وانه اكثر شيوعا بين عامة الناس في الشارع الايراني بيد ان لايزال مبكرا الحكم بشكل قاطع حول موضوع خلافة مجتبى لأبيه المرشد خصوصا وانه لم يظهر حتى الان في الواجهة الامامية لرموز النظام مثل النشاطات التنفيذية او حتى الأعلامية ويرغب القيادة والتاثير وهو خلف الكواليس خلافاً لحفيد زعيم الثورة الإيراني الراحل روح الله الخميني اي حسن الخميني . ان المعروف عن المرشد خامنئي انه يحب النظم والنظر الى البعيد في الامور لذلك من المستبعد ان لا تكون لديه خطة حول خلافته .
ان وجود خطة للخلافة مدعومة من قبل خامنئي ستخفف من الخلاف حول هذه المسئلة بعد رحيل المرشد وستحظى بدعم واسناد الحرس الثوري والحلقة المقربة من خامنئي خصوصا ائمة الجمعة .
هذه الخطة اي تعيين مرشح لخلافة خامنئي ستسهل الامور و تضمن استمرارية النظام الحالي الى امد اطول. اما في حال عدم وجود مثل تلك الخطة وهو محتمل ايضا ستشكل أزمة الخلافة مصدرا لزعزعة الاستقرار أو ربما تغيير كبير في الإرادة وقوة التكتلات السياسية في ايران.
هناك عوامل عديدة تعزز عدم اختيار خامنئي ولو سرا وهي :
اولاً : بناء على قرار الحوزات الدينية فان المرجع الديني لايجوز ان ينصب مرجعا دينيا خلفا له بعد وفاته.
ثانيا ً: المرشد الاول آية الله الخميني لم يرشح احداً لخلافته فالرغم من مرضه الشديد وحتمية موته اثر مرض السرطان لكنه لم يعين مرشداً من بعده بل ترك الأمر لمجلس الخبراء كي ينتخب من بعده.
ثالثاً: ان الاستبداد الذاتي وشقف خامنئي اللامحدود في بسط قدراته على كل صغيرة وكبيرة في البلد تجعله ان يضع خليفة له خوفا ًمن تنحيته بمجرد انطلاق احتجاجات شعبية كالتي شهدتها ايران في عام 2009.
فرحيل المرشد خامنئي المفاجئ سيخلق فجوة كبيرة في نظام الحكم في ايران مصحوبة بتطورات غير متوقعة يصعب تنبؤها في الوقت الحاضر . وبما ان العلاقة الحميمة ليست هي نفسها بين الفصائل السياسية عند وفاة الخميني عام 1989 فان صراع السطلة حول خلافة المرشد الحالي علي خامنئي عند رحيله المفاجئ سيشكل ازمة سياسية كبيرة في الحكم .
اللجنة الأعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي – قسم الترجمة