17/05/2024

تعرض حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي خلال الايام القليلة الماضية إلى هجمة شعواء من قبل اطراف معروفة بعدائها غير المبرر لمواقف الحزب ونضاله وللأسف هرول وراءها عدد من البسطاء بداعي الدفاع عن القضية الأهوازية متعاطين مع تلك التهم المنسوبة إلى اعضاء في الحزب وكأنها حقيقة رغم الكذب والتلفيق والتدليس الواضح فيها وضوح الشمس .

ويجب ان انوه هنا بان بعض المنصفين والصادقين من أبناء شعبنا طالبونا ايضا في تعليقاتهم عبر الفيس بوك وسائر مواقع التواصل الاجتماعي الاخرى والاتصال المباشر بنا أن نقدم ايضاحات لإظهار الحقيقة وهذا طلب مشروع ومنطقي لذا من الضروري أن يشرح الحزب موقفه حتى يتبين الخيط الابيض من الأسود ويتسنى لنا إفشال مؤامرات الاستخبارات الإيرانية التي تحاك ضد من ينشط لصالح قضيتنا العادلة.

وبهذا الصدد اصدر الحزب بيانا نفى فيه هذه الهجمات والاتهامات جملة وتفصيلا خاصة وإنها روجت سابقا من قبل اطراف لها تاريخ حافل بالعداء مع حزب التضامن وسوف نقدم شرحا مستفيضا للجيل الجديد الذي قد لا يعرف مدى شدة الضربات التي وجهتها تلك الجهات وقام ببثها بالنيابة شخص تثار الكثير من علامات الاستفهام حوله لكن رغم ذلك رأى بعض من المهتمين بالامر من أبناء شعبنا بان على الحزب ان يعطي تفاصيل اوسع مما جاء في البيان الاخير . فانا بصفتي امینا عاما للحزب رأيت من الضروري بمكان أن اجيب على بعض الاستفسارات تكملة لبيان الحزب حول الموضوع نفسه.

اولا: الاتهام الذي وجه إلى وجدان عبدالرحمن العضو القيادي في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي من خلال الرسالة الالكترونية التي نسبت اليه ونشره على صفحات التواصل الاجتماعي منها الفيس بوك المدعو (ر. و) اقول ان الحزب كلف وجدان بمتابعة الامر بالطرق القانونية حيث ان المدعو لم يكتف بهذا بل نسب إلى وجدان اتهامات مثل تهديد الفقيد منصور الأهوازي بالقتل وغيره من الاتهامات التي سيكشف عنها في المحاكم. كما اضيف إلى هذا ان على المتضرر الثاني في الملف وهو السيد غازي دريساوي ان يقدم دعوة مماثلة لايفاء حقه ان كان صاحب حق.

ثانيا: اما الحملة التي استهدفت الدكتور كريم عبديان من قبل المدعو (ر.و) بالنيابة عن تلك الفئة المعروفة بتاريخها الأسود بخصوص تصريحات الدكتور كريم عبديان إلى صحيفة ديليتلغراف البريطانية، ينبغي التذكير بأن هذا من يقف وراءها تعمد في انتقاء فقرات محددة مما جاء في الصحيفة البريطانية بغية ضالته المنشودة واضاف اليها تفسيره بالطريقة التي أراد من خلالها ايصال استنتاجه المشؤوم بهدف تضليل البسطاء وأن يشفي غليل الحاقدين الصامتين. ففي فقرة من مقال الدكتور كريم عبديان في الصحيفة المذكورة إنه “طالب الامريكان بدعم الامم المتحدة في نشر مراقبين في الاهواز لتقصي الحقائق على ما يقوم به النظام الإيراني من سياسات التطهير العرقي ضد ابناء بلدنا” وفي فقرة اخرى صرح عبديان : “ان المعارضة الإيرانية ومن بينها العرب والآذربيجانيين والبلوش والأكراد صرحوا مراراً انهم لم يطالبوا بتلقى المساعداتٍ الماديةٍ او العسكرية من الحكومات الغربية. بل إنها أي الشعوب تريد الحفاظ على استقلاليتها السياسية و لا تريد ان تكون بيادقاً يُسيطر عليها في لعبةٍ جيو سياسية.” وايضا قال والكلام لعبديان “ان العرب يطالبون بتسوية ابدية لمظالمهم الطويلة والتي يناضلون من اجلها ضد النظام الشوفيني الحاكم في طهران.” واخيرا قال “نحن نرى ان الحرب ستعطي لإيران ذرائعاً أكثر لإضطهاد اقلياتها.” هذا أهم ما قاله عبديان في مقاله لكن من جانب المنتقدين سواء اصحاب المأرب او المتصفحين العاديين، فأن التركيز انصب على “أن عبديان منع الحرب ضد إيران” تاركين النقاط الايجابية الكبيرة في التصريحات وهي المطالبة بنشر مراقبين وايجاد حل جذري للقضة الأهوازية وعدم استغلال قضيتنا في الصراعات القائمة بين إيران والقوى الغربية.

واقول بخصوص الفقرة التي إهتم بها هؤلاء وهي توجيه ضربة ضد إيران ‘ أن الدكتور كريم عبديان بصفته ناشط في مجال حقوق الانسان ورئيس منظمة حقوق الانسان الأهوازية ، من الطبيعي أن يعارض مبدأ الحرب ضد أي بلد كان وبصفته السياسية وهو المستشار الأعلى لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي ايضا كان محقا في هذه المعارضة حيث أن الحزب في برنامجه السياسي يؤكد على حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية وهذا ما جاء في فقرة “الاهداف” الفقرة رقم 15 وهي كالتالي “يؤمن الحزب بضرورة تدعيم التضامن الدولي، ونبذ العنف أو التلويح به كوسيلة لتسوية الخلافات الدولية، ووجوب اعتماد الحوار والتفاهم المتبادل كأساس في العلاقات الدولية”.

وايضاً في نفس البرنامج في قسم الوسائل الفقرة رقم 1 نقول :” يتبنى الحزب خيار المقاومة السلمية سبيلا وأداة لتحقيق أهدافه الوطنية المنشودة، كقناعة أساسية لا حياد عنها، حيث أن الحزب لا يؤمن على الإطلاق بالعنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية.”

اما بخصوص الحرب ضد إيران من جانب أمريكا أو أي جهة عالمية أخرى يجب القول أن تلك الجهات في حال قررت خوض الحرب لن تطلب الأذن من حزب التضامن أو أي جهة أهوازية أخرى أو حتى معارضة إيرانية لشنها فالحرب خاضعة للمصلحة الأمريكية أولا وآخرا ولكن نعتقد بأنه في حال تم ذلك أي الاقدام على الحرب فإن إيران هي التي خلقت وتخلق الذرائع والمناخ المناسبين لتوجيه الضربات إليها وعندها فإن الشعوب التي اضطهدتها الحكومات الإيرانية المتعاقبة لاسيما النظام الحالي الذي سلب حقوقها منذ تأسيسه لن تقف إلى جانبه ونحن في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي عند حصول الحرب ضد إيران نحمل النظام الإيراني نفسه المسؤولية تجاه المضاعفات والتداعيات الناجمة عنها . و اقول لمن ساقته البساطة إلى الاعتقاد بأن كريم عبديان منع الأمريكان من توجيه ضربة إلى إيران في حقبة جورج بوش إنني أطلب الآن جدلا من السيد عبديان أن كان لايزال يتمتع بهذا التأثير والقوة على قرار الإدارة الأمريكية أن يطلب من الرئيس اوباما ” توجيه ضربة مدمرة وقاسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية “.!!!

والآن انتقل هنا إلى موضوع آخر وهو ما نشر زورا وبهتانا حول معارضة حزب التضامن مع انضمام أطراف أهوازية أخرى إلى منظمة الشعوب غير الممثلة في الامم المتحدة ( UNPO) والرسالة الالكترونية المنسوبة إلى الدكتور عبديان والموجهة حيث المدعي زعم فيها ذلك فأقول بكل صراحة ومنتهى الوضوح : أن مثل هذه الاتهامات سبق وأن وجهت إلى الحزب من قبل أشخاص وبالتحديد إلى شخص عبديان على إنه عرقل انضمامها إلى هذه المؤسسة الدولية في حين سبق وأن نفينا هذه الاتهامات في الأوساط الأهوازية شفويا ولكن بعد أن تطور الأمر ينبغي أن نسلط الضوء على موقفنا من ذلك مباشرة كالآتي :

أ: أن “الجبهة العربية لتحرير الأحواز” اصدرت بيانيا رسميا واضحا لا يقبل أي تأويل وعلى لسان أمينها العام الموقر، نفت فيه تقديمها أي طلب للانضمام إلى المنظمة المذكورة .

ب: البيان الصحفي الذي اصدرته منظمة يو ان بي او يشكل اثباتا دامغا واعترافا شافيا ووافيا لدحض كافة الادعاءات التي ترددت سابقا من اشخاص مغرضين وتكررت من قبل المدعو (ر.و) فالمنظمة استنكرت ونفت كل المزاعم المنسوبة بتلقيها طلبات من قبل جهات أهوازية ذكرتها بالاسم، مؤكدة “ان هذه الاتهامات جاءت لحرف الانظار لما يرتكبه النظام الإيراني من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والاعدامات العلنية والسرية المتزايدة بحق الاقليات .” أن هذين البيانين أي بيان الجبهة العربية ومنظمة “يو ان بي او” توضحان بجلاء أن هناك مؤامرة تحاك ضد حزب التضامن والسيد عبديان، أصبح المدعو (ر.و) الوسيلة المنفذة لها ونحن نرى بأن من يقف ورائه افراد مغرضين لم يتعدوا اصابع اليد الواحدة ونحن على يقين أن المستفيد الأول منها هو النظام الإيراني الذي سبق وأن حاول طردنا من “يو إن بي أو” من خلال الضغط عليها ولم نتوقع أن يكف النظام الحاكم في طهران أو يتوقف المغرضون من الاستمرار في مساعيهم الفاشلة رغم تبيان الموضوع بالدلائل الدامغة لأن التهجم على حزب التضامن أصبح الشاغل الأول للبعض دون رادع وطني .

ثالثا: فيما يتعلق بوثائق ويكي ليكس المنسوبة إلى حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي والمؤولة بشكل ساذج وانتقائي وخاصة تلك الموجهة إلى السيد خليل أبو محمد العضو القيادي في الحزب أقولها أن وثائق الويكي ليكس التي تصل إلى مئات الالاف لم تعد وثائق رسمية يبنى عليها مواقف سياسية والا نشبت حروب بسببها بين كثير من الدول بما فيها الدول العربية حيث أن هناك وثائق سربها هذا الموقع من دولة عربية ضد أخرى فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن الاشارة إلى تلك الوثائق المنشورة بخصوص المملكة العربية السعودية وشقيقتها قطر وهي تأويلات وتفسيرات لمخبرين ودبلوماسيين أمريكيين للمعلومات التي كانوا تلقوها ‘ فعليه ليس كل ما نشره موقع ويكي ليكس صحيحا او موثوقا به.وفي حال ما نسب إلى السيد خليل ابو محمد صحيحا ومن بينها تصريحه للسفارة الامريكية على “ان الغالبية العظمى من ابناء الشعب العربي الأهوازي يطمحون إلى الاستقلال” وكذلك توضيحاته حول بعض التنظيمات والشخصيات الأهوازية ينبغي أن اعيد إلى الأذهان ما اشار اليه السيد خليل بان الغالبية العظمى من ابناء الشعب العربي الأهوازي يطمحون إلى نيل الحرية الأبدية وهو الاستقلال وما يميز حزب التضامن عن باقي التنظيمات إنه يرى ان الطموح السياسي لا يمكن تحقيقه بشعارات غير قابلة للتحقيق في الظروف الذاتية والموضوعية الحالية وبالرغم من مطالبتنا بالفدرالية كوسيلة لتحقيق أهداف شعبنا المرحلية إنطلاقا من مبدأ حق تقرير المصير إلا أننا نؤكد وبفم مليء عدم معاداتنا لمن يطالب بالاستقلال وخلافا لذلك نعتقد بأن الديموقراطية التي نطالب بها يجب أن تضمن أي مطالبة سياسية بما في ذلك “الاستقلال” وهذا ما نراه في الديموقراطيات المتطورة ولكن يحاول البعض إما مغرضا أو ساذجا إظهار مطلبنا بالفدرالية القومية على إنها معادية للمطالبين بالاستقلال لذا ما نقل عن لسان الأخ خليل وهو يمثل نظرة الحزب تجاه التنظيمات التي تطالب بالاستقلال فأن ما قاله يؤكد أن الحزب عندما يسئل عن هذه التنظيمات في المؤسسات الدولية والعربية يكون رده دائما بأن هناك تنظيمات أهوازية عديدة تطالب بالاستقلال ولكن نحن نرى أن التنظيمات التي لها وزن كفاحي وتأريخ نضالي والتي قدمت قوافل من الشهداء على هذا الطريق لا تتعدى الثلاثة وهي “الجبهة العربية لتحرير الاحواز” و”حركة النضال العربي لتحرير الاحواز” و”حركة التحرير الوطني الاحوازي” بالرغم من اختلافنا معها في الرؤى السياسية وفي البرامج المرحلية بغية تحقيق اهداف شعبنا العربي ولم نخف هذا الاختلاف في المواقف السياسية المعلنة لأنه لنا قراءتنا الخاصة وتحليلنا للظروف الموضوعية التي يحددها منهجنا السياسي. وانطلاقا من ذلك فإن المكتب السياسي الذي اترأسه لقد أوصى الكوادر القيادية بالتواصل مع كافة المؤسسات المعنية بحقوق الانسان والدول ذات التأثير لدعم القضية الأهوازية .

يا أبناء شعبنا العربي الأهوازي

أن هذه الهجمة التي يتعرض لها حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي في الظروف الدقيقة والحساسة الراهنة فقد تناغمت مع هجمات وسائل اعلام مرتبطة بالاستخبارات الإيرانية وإنها ليست بجديدة علينا بل كانت قد بدأت منذ وقت طويل بواسطة مواقع من قبيل “خوز نيوز” و”افشاركري” و”اهوازيون” و “دیدهبان” و قناة “برس تي وي” و”وكالة انباء فارس” و”وكالة مهر للأنباء” وموقع “تابناك” التابع لمحسن رضائي المعادي للعرب بغية تشويه سمعتنا وارغامنا على الصمت ونحن على يقين بأنها لن تكف عن ذلك ما دمنا نجهد ونجتهد في سبيل نيل حقوق شعبنا المشروعة ولكن يحز في قلبي ويؤسفني بشدة أن أرى البعض من ابناء جلدتنا يتناغم مع هجمة النظام الإيراني ضد النشطاء الأهوازيين بعلم أو دونه أما من يعمل حسب اجندة معدة سلفا سوف اتوقع منه المزيد من التهم التنظيمية وحتى الشخصية ضدنا حيث المتابع لكتابات ونشاطات البعض ضدنا يستشف منها من الغرض المستبيت وراء الاتهامات والاكاذيب والتدليس دون رادع عروبي أو إسلامي أو انساني خلافا للمروءة والشجاعة الأدبية والقيم والمُثل الأهوازية.

وفي الختام ارجو من كافة اعضاء الحزب ومناصريه ومحبيه أن يبتعدوا عن الانفعال في النقاشات الدائرة عبر المواقع الاجتماعية أو الحضورية والاتسام بالمسؤولية الاخلاقية وعدم استخدام لغة بذيئة في الرد على الآخر حتى لو لجأ إلى السب والشتائم ضدنا.

عدنان سلمان

الامين العام لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي

الشعار الرسمي لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي
الشعار الرسمي لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي