فخامة رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – نبارك للشعب المصري الشقيق خياراته الديمقراطية التي أفرزتكم رئيسا لأكبر دولة عربية ونأمل أن تستمر العملية الديمقراطية حتى بلوغ أبناء أرض الكنانة حاضنة العرب وقلبها النابض أهدافهم المنشودة.
سعادة الرئيس كانت مصر ولا تزال ملاذ العرب وقطب آمالهم على مدى العقود الماضية بغض النظر عن نوع الحكم فيها وهو أمر ناتج عن أهمية بلادكم الجيوسياسي ومكانتها التاريخية لدى العرب من المحيط إلى الخليج وهذا ما جعل مصر تدافع عن القضايا العربية والإسلامية وحتى الأفريقية وتدفع ثمنا باهضا لمواقفها على هذا الصعيد. فمن هذا المنطلق نتوجه اليكم بهذه الرسالة التي تعبر عما يعانيه أبناء الاهواز العرب الذين يذيقون شتى أنواع العذاب نتيجة لممارسات النظام الايراني ضدهم.
سعادة الرئيس من المقرر أن يتوجه سيادتكم إلى طهران لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز وتحملون دون أدنى شك ملفات جمة لمناقشتها مع الطرف الإيراني من قبيل التدخل الايراني في العالم العربي ودعم طهران اللامحدود لبشار الاسد الذي ما فتئ يقتل من ابناء شعبه بالعشرات يوميا في حين ينعت النظام الإيراني الثورة السورية بالنسخة المزورة للثورات العربية . ناهيك عن تدخل إيران السلبي في شؤون لبنان وفلسطين والبحرين. فإلى جانب كل هذه الأمور نطلب منكم طرح الملف الإنساني للنشطاء المدنيين الأهوازيين العرب المحكوم عليهم ظلما وجورا بالإعدام على طاولة النقاش مع الطرف الإيراني. فعلى سبيل المثال لا الحصر أربعة منهم في مدينة خلف آباد (خلفية) قد يتم إعدامهم في أي لحظة.
فخامة الرئيس نحن لا نطالبكم كرئيس لأكبر دولة عربية أن تحثون السلطات الإيرانية على الإعتراف بحقوقنا وأن تتوقف عن ممارساتها القمعية ضد شعبنا كإجراءاتها التعسفية الرامية إلى محو وجودنا وطمس هويتنا العربية الإسلامية من قبل نظام يدعي زورا وبهتا بأنه إسلامي لأننا على يقين سوف لن تجدوا آذانا صاغية ونحن كأهوازيين نرى بأننا أولى بأخذ حقوقنا والمطالبة به عبر النضال السلمي ولكن طلبنا يتحدد بالقضايا الإنسانية فقط وذلك لإنقاذ حياة نشطاء مدنيين سلميين يواجهون عقوبة الإعدام. وهذا موقف سيسجله التاريخ لكم ولمصر العظيمة .
وفي الوقت الذي تزورن طهران وتحاورون حكامه هناك المئات من العرب الأهوازيين يقبعون في السجون باتهامات واهية والعشرات منهم ينتظرون تنفيذ عقوبة الإعدام الظالمة لا لجريمة ارتكبوها بل نتيجة لدفاعهم عن حقوقهم المشروعة مثل حق الدراسة باللغة العربية وحق الحفاظ على الهوية العربية الأهوازية ورفض سياسة التفريس والمطالبة بحق العيش الكريم على ارضهم التي تؤمن مصدر الدخل الأول لإيران أي النفط .
في الختام يسعدنا أن نكرر تحياتنا إلى الشعب المصري الشقيق وإلى فخامتكم ونتمنى لكم التوفيق في خدمة الأمتين العربية والإسلامية .
26-8-2012