17/05/2024

ان ما يحصل في منطقة الشرق الاوسط ، يعتبر تحول جذري من طي مرحلة والولوج في مرحلة جديدة  وهو النتيجة الحتمية لطريقة تعامل حكومات الدول المعنية التي لم تراعي حقوق المواطنة لشعوبها مما ادخل البلدان المعنية في فصل جديد من العلاقات الدولية وعمق هذه التحولات اثرت بشكل كبيرعلى السياسات العسكرية والاقتصادية الخارجية للدول العظمى ومواقفها السياسية في الوقت الحاضر لاسيماء امريكا.

فازدياد وتيرة مطالبة الامم والشعوب للحرية منذ تأسيس منظمة الامم المتحدة عام 1946 اسفرت عن اعلان العديد من  المواثيق والعهود بهذا الشأن، ولكن تبعات الحرب الباردة والتخوف الشديد من خطر الشيوعية حالت دون تحقيق آمال المجتمعات في العالم من ارساء الديمقراطية عن طريق بلدان كانت تحكم على اساس ديمقراطي، وكان ها جس الخوف من الشيوعية هو السبب الاساسي من وراء جعل مطلب وجوب الديمقراطية طي النسيان، مما ساعد على ظهور انظمة مستبدة تعتمد ثقافة العنف في التعامل مع مواطنيها، كما ان الكثير من بلدان الشرق الاوسط ابتلت بمثل هذه الحكومات الظالمة وضد الانسانية.

واما ايران فأنها هي الاخرى ابتلت بنظام حكم ديكتاتوري متمركز ساعدت على تأسيسه بريطانيا العظمى الاستعمارية آنذاك التي جائت برضا خان ليصبح ملكا على ايران عام 1925  وقدمت له ما يلزم من تقويته  بالمال والسلاح وبالتالي بسط نظام حكمه على عموم ايران بعد ان اطاح بجميع الحكومات المحلية منها امارة عربستان ليكون سدا منيعا بوجه تغلقل النظام الشيوعي بقيادة البلاشفة عام 1917 في روسيا  حفاظا على مصالح الشركات التجارية ومنها شركة الهند الشرقية والنفط في عربستان، وليومنا هذا فأن الديكتاتورية التي تأسست منذ ذلك الحين فانها تلقي بضلالها على كاهل الشعوب في ايران .

ان التطور الصناعي واازدهار الاقتصاد العالمي خاصة في القرن الاخير واتساع العولمة ونفوذها وتفجر الثورة المعلوماتية بجميع انواعها كالفضائيات ووسائل الارتباط الاجتماعي من خلال الانترنت سهلت عملية الارتباط  والتقارب بين المجتمعات البشرية وكسرت الحواجز التي كانت تعيق عملية التواصل والتقارب بين مجتمات المعمورة ،واصبحت الاخبار والتقارير المرئية والمسموعة والمقرؤة  تنتقل الى اقصى نقاط العالم خلال ثوان معدودة إذ جعل من العالم كما يقال قرية صغيرة لن يخفى فيها اى حدث عن الانظار، كما ان صيحات  الشعوب المطالبة بحقوقها المدنية وممارسة الاعمال اللانسانية  للحكومات المستبدة ضد مواطنيها لم يعد يخفى على مسمع وبصر العالم.

يرى حزب التضامن الديمقراطي الاهوازی ان التغييرات الحاصلة و مطالبات شعوب منطقة الشرق الاوسط بالتغيير والتحول خاصة ما تطالب به الشعوب والقوميات في ايران بانها مطالب مشروعة وعادلة لارساء الحياة الديمقراطية ، و هذا الحراك النير الذي نشهده في العالم العربي بدأ يضع اثره بشكل ملموس على الحالة الايرانية المتشابة ، مما ضاعف  في غلق وتخوف نظام ولاية الفقيه وقياداته وما يقومون به هذه الایام من قمع وتنكيل مفرط  بحق المعارضين في جميع مناطق ايران  فهو دليل واضح على تخوفهم لما ستؤول اليه الاوضاع الداخلية، كما ان مرحلة البلوغ السياسي التي وصلت اليها الشعوب العربية في منطقة الشرق الاوسط بالرغم من الاعدامات والسجون هي ايضا تعيشها شعوب ايران التواقة لنيل الحرية ولنا ثقة تامة للحصول عليها كما تحققت لشعوب الشرق الاوسط  بالرغم من وجود الفوارق الشاسعة بين النظامين المصري والتونسي والنظام الديكتاتوري الايراني الذي استخدم كافة الوسائل القمعية والاعدامات والتجاوزات الجنسية بحق الشباب المحتج على الاوضاع المأساوية التي تعيشها ايران.

ان المتغييرات المتسارعة نحو الديمقراطية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط والتي بدأ بها الشعب التونسي من خلال ثورته في 19 من ديسمبر الماضي التي اطاحت بنظام زين العابدين بن علي الذي جثم على صدور التونسيين لمدة 31 سنة  ثم  تلتها ثورة شباب مصر في 25 من يناير والتي انهت نظام مبارك الذي حكم مصر30  عاما والان نشاهد ثورة الشعب الليبي التي فجرها في 17 من يناير الجاري وهو يخوض حاليا نضاله السلمي  للاطاحة بنظام بشع لم یرد اللیبیون مثله الذي تمثل بحكم معمر القذافي المتسلط على مقدرات الشعب الليبي منذ 1969 اي خلال 42 عاما وعلى وشك التخلص منه الى الابد ليرسم طريق مستقبله بيده کما إننا نأمل من نجاح المطالبات الاصلاحية لشعوب كل من اليمن والاردن والبحرين والجزائر والمغرب والعراق . بيد ان النظام الحاكم في ایران الذي يتمثل بشخصية الولي الفقيه یرفض حتى الان الانصیاع  لرغبة الشعوب  ‏ويهدد باستخدام وسائل القمع ومنها التهديد بالموت حتى لمن دعا الى الاصلاح  ولكن نؤكد ان اعاصير التغيير ‏التي هبت في المنطقة لا يمكن ايقافها او منعها من التوسع والانتشار والتأييد العالمي الذي حضيت به هذه ‏الثورات من شرق العالم وغربه ما هو الا دليل واضح على ظهور ملامح جديدة لعالم خال من الظلم والجور ‏ومن المؤكد ان ليس للاستبداد و الحكم الفردي والعائلي مكانا فيه. ‏

يكرر حزب التضامن الدیمقراطي الاهوازي مرة اخرى تأييده ووقوفه الى جانب كافة شعوب العالم والشعوب الايرانية التي تطالب بعالم جديد عاري من الظلم والقمع والموت ويعاهد الحزب شعبه العربي الاهوازي  في السير قدما في طريق النضال السلمي والديمقراطي في تحقيق حق تقريرالمصير واقامة نظام ديمقراطي وغير متمركز الى وهو النظام الفيدرالي الضامن لحقوق شعبنا وباقي الشعوب في ايران والتاريخ علمنا أن النصر دائماً هو حليف الشعوب المظلومة المناضلة في سبيل حريتها اذن فنحن منتصرون .

فاليحيى الشعب العربي الاهوازي

فالتحيى شعوب الشرق الاوسط المطالبة بحقوقها العادلة

المکتب السیاسی لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي

25فبراير 2011