الحرس الثوري الإيراني يدمّر قصر آخر الأمراء العرب في الأهواز

shekh-khazal

العربيه نت – سعود الزاهد – ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن قوة عسكرية إيرانية وبعد صراع طويل مع دائرة التراث في إقليم خوزستان (الأهواز/عربستان) ذات الأغلبية العربية، قامت أخيراً بتدمير قصر الشيخ خزعل الكعبي، آخر أمير عربي كان يحكم الإقليم قبل القضاء عليه وإنهاء حكمه المحلي بواسطة رضا شاه البهلوي في عام 1925.

وذكر موقع وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري الإيراني، نقلاً عن حسن محسني المتحدث باسم دائرة التراث حول تدمير قصر الفيلية على شط العرب بالقرب من مدينة خرمشهر (المحمرة): أن دائرة التراث الثقافي ستقدم شكوى ضد المؤسسة العسكرية التي أقدمت على تدمير قصر الشيخ خزعل وتم إعلام أركان القوات المسلحة بذلك.

يُذكر أت تاريخ بناء قصر الفيلية الذي يعتبره عرب الأهواز من تراثهم القومي يعود الى العقد الأول من القرن العشرين وكان مسجلاً كأثر تاريخي، إلا أن دائرة التراث في الإقليم لم تتمكن من منع المؤسسة العسكرية الإيرانية من القضاء على هذا المَعلم العربي. وأضاف محسني: من يرد أن يعرف أسباب تدمير هذا القصر عليه أن يراجع المؤسسة التي أقدمت على ذلك”.

وأوضح موقع “فارس” أن قصر الشيخ خزعل الذي شيّد عام 1917 قبل انتهاء الحكم العربي المحلي كان مسجلاً ضمن الآثار التاريخية برقم 2845.

“نزعة شوفينية”

وعزا الكاتب والناشط العربي الأهوازي يوسف عزيزي بني طرف في حديث لـ”العربية.نت” أسباب هدم قصر الفيلية إلى ما اعتبره “النزعة الشوفينية” المعادية للعرب لدى بعض العناصر الحكومية الإيرانية.

وأضاف عزيزي، أمين عام رابطة مكافحة العنصرية ومعاداة العرب في إيران: “بعض الحكوميين في إقليم خوزستان (الأهواز) لهم نزعة شوفينية فأقدموا على هذا العمل بغية إرضاء شركائهم في طهران”، على حد تعبيره.

وأوضح أن القصد من وراء هدم هذا القصر هو “محو ذاكرة الشعب العربي الأهوازي من خلال طمس معالم وجوده في المنطقة، بالإضافة إلى استغلال الأراضي الثمينة التي كان القصر يقع عليها، حيث إن الحرس الثوري ونتيجة لاستشراء الفساد في مؤسساته أصبح بالإضافة إلى سيطرته على القرار السياسي يتمدد إلى الساحة الاقتصادية، فمن هذا المنطلق لم تستطع دائرة الحفاظ على التراث في الإقليم الحؤول دون تدمير هذا الأثر التاريخي العربي الإيراني”.

وتابع: “سبق وأن تم هدم قصر الشيخ عبدالحميد وريث ونجل الأمير خزعل بن جابر الكعبي في مدينة الأهواز وتحويله إلى مرآب للسيارات والحافلات، هذا بالإضافة إلى قصر الأمير في مدينة الحميدية شمالي الأهواز الذي سوّي بالتراب هو الآخر”.

وكان الأمير خزعل على علاقات جيدة بأشقائه العرب في السعودية والكويت والبصرة، ويرى البعض أنه كان يدعو منذ بداية القرن إلى تحالف عربي في المنطقة، الأمر الذي جعله يجتمع بكبار قادة العرب في الفترة التي لم تترسخ فيها بعد ظاهرة الدولة الوطنية وعلى رأس القادة العرب اجتمع بكل من المغفور له الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية، والمغفور له الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت.

وبني كعب الذين شنوا حرباً من الأهواز على الكويت في سنة 1783 أصبحوا أصدقاء للكويت بعد 120 عاماً تقريباً، أي في فترة حكم المرحوم خزعل الكعبي. وقصر الشيخ خزعل في الكويت هو دليل آخر يضاف الى الوثائق والمراسلات القديمة التي تدل على هذه الصداقة بين حاكم الكويت وحاكم الأهواز، حيث إن قصر خزعل في الكويت ملاصق لقصر دسمان الذي كان يعد قصر الحكم في هذه الإمارة.

وقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي بترميم قصر الشيخ خزعل بغية المحافظة على التراث المعماري الكويتي الأهوازي، باعتبار أن هذا المعلم يعكس جزءاً مهماً من تاريخ الكويت والأهواز.

العرب في إيران

يبلغ العرب في إيران حوالي 5 ملايين نسمة، يقطن أغلبهم في إقليم خوزستان الذي يقع جنوب غرب إيران وكان يطلق عليه حتى عام 1936 مسمى ولاية عربستان (أي أرض العرب)، واشتهر في أمهات الكتب التاريخية والجغرافية العربية باسم الأهواز أو كور الأهواز كما جاء في شعر لجرير: (سيروا بني العم فالأهواز منزلكم). وأغلبية العرب في هذه المنطقة هم على المذهب الجعفري إلا أن النزعة القومية لديهم تطغى على أي انتماء آخر.

ولا يقتصر وجود السكان العرب في إيران على هذا الإقليم، فهناك عرب الهولة على الساحل الإيراني المشاطئ للخليج، حيث تربطهم صلات الدم بأشقائهم في المنطقة لاسيما في الإمارات العربية المتحدة، كما يوجد العرب في أجزاء من أقاليم فارس وإيلام وحتى خراسان بمحاذاة أفغانستان في منطقة عربخانة.

ويتهم النشطاء العرب السلطات المركزية الإيرانية بالسعي لطمس هويتهم العربية ومحو معالم وجودهم ومنعهم من التدريس بلغتهم القومية.

يُذكر أن المادة 15 من الدستور الإيراني تسمح بتعليم اللغات القومية للقوميات غير الفارسية كالعرب والترك والكرد والتركمان والبلوش واللور، إلا أن هذه المادة معطلة منذ انتصار ثورة عام 1979.

للرجوع الى  العربيه نت اضغط هنا

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …