بيروت- وكالات، دبي- العربية.نت
مهرجان في الضاحية اليوم وزيارة للحدود مع إسرائيل غداً
عقد الرئيسان اللبناني والايراني مؤتمراً صحافياً مشتركاً في قصر بعبدا، ظهر الأربعاء 13-10-2010، بعد ساعات من وصول أحمدي
نجاد إلى بيروت، في زيارة تستمر ليومين، ويزور خلالها الجنوب. وفي كلمته، تحدث نجاد عن الروابط القوية التي تجمع ايران بلبنان، وأكد دعم الشعب اللبناني بأسره، داعياً اللبنانيين إلى الوحدة والتضامن. واعتبر أن “منطقتنا ليست بحاجة لأي تدخّل قوى خارجية”، معرباً
عن معارضته “لكلّ الخروقات التي يقوم بها الكيان الصهيوني”. كما أكد على ضرورة تحرير كامل الاراضي الفلسطينية. من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن الترحيب الشعبي الذي لاقاه نجاد عند خروجه من مطار بيروت، “هو تعبير صادق عن مشاعر الحكومة أيضاً”. وقال “ليس بغريب على ايران ان تدعم لبنان في مجالات الطاقة وهذا ما سنوقّعه في الإتفاقيات”، لافتاً إلى أن المناقشات بحثت سبل استيراد الكهرباء والغاز والمشتقات النفطية من ايران.
وكان آلاف اللبنانيين تجمعوا على طريق مطار بيروت استعداداً لاستقبال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المتوقع وصوله الساعة الثامنة والنصف قادماً من طهران، في زيارة إلى لبنان تستمر يومين.
وبدأ الناس يتجمعون اعتباراً من الصباح الباكر على الأطرق المحيطة بمطار بيروت وكان عددهم يزداد تباعاً، وقد حملوا أعلاماً إيرانية وأعلاماً لحزب الله، في وقت ارتفعت أناشيد وطنية لبنانية وإيرانية من مكبرات للصوت موضوعة على جانبي الطريق.
وعلقت على الطريق الرئيسية المؤدية إلى المطار صور للرئيس الإيراني بالإضافة إلى صور مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني ومرشد الجمهورية علي خامنئي، مع عبارات “شكراً” و”أهلاً وسهلاً”.
كما رفعت صورة ضخمة لنجاد مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كتب عليها “يا حامي الحمى”. وزينت الجسور ببالونات بألوان العلم الإيراني: الأخضر والأحمر والابيض.
وقد أقفلت منذ الصباح الباكر الطرق المؤدية إلى المطار، بالإضافة إلى طرق محيطة بفندق “فينيسيا” في بيروت الذي سيستضيف الرئيس الإيراني. واتخذت مدارس عدة في العاصمة وضواحيها قراراً بالإقفال بسبب التدابير الأمنية المشددة التي قد تعيق حركة السير.
ويشارك في تنظيم عملية الاستقبال على طريق المطار عناصر باللباس المدني تابعون لحزب الله وقد وضعوا على أذرعهم عصبة كتب عليها “انضباط”. كما سجل انتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني.
استقبال رسمي
ويتوجه الرئيس الإيراني فور وصوله إلى القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت، حيث ينظم له استقبال رسمي تليه محادثات رسمية مع نظيره اللبناني ميشال سليمان. كما سيلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ويشارك مساء الأربعاء في تجمع شعبي في الضاحية الجنوبية لبيروت من تنظيم حركة أمل وحزب الله الشيعيين ينتظر أن يطل خلاله أيضاً الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وتشمل جولته الجنوبية الخميس محطة في بنت جبيل (120 كلم عن بيروت) يلقي خلالها كلمة في ملعب المدينة الذي يتسع لآلاف الأشخاص، وأخرى في بلدة قانا التي تعرضت لقصف إسرائيلي تسبب بوقوع مجزرتين إحداها في 1996 والأخرى في 2006، ومعظم القتلى فيهما من النساء والأطفال.
وانتشرت صور الرئيس الإيراني على الطريق المؤدية إلى مطار بيروت الدولي والجنوب مع عبارات ترحيب بالعربية “أهلاً وسهلاً”، والفارسية “خوش آمديد”، بالإضافة إلى عبارات “شكراً إيران”، رداً على المساهمة الإيرانية في إعادة إعمار الجنوب بعد حرب صيف 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
استعرض قوة
وتستمر الزيارة يومين، ويتوقع أن تشكل، استناداً إلى البرنامج الحافل واللقاءات الشعبية، عرض قوة للجمهورية الإسلامية ولحزب الله، في إطار مشروعهما الاستراتيجي في الشرق الأوسط المعادي للسياسة الإسرائيلية والأمريكية.
وهي الزيارة الأولى لنجاد إلى لبنان منذ انتخابه رئيساً العام 2005، والثانية لرئيس إيراني بعد زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي في 2003.
وبالفعل، أثارت الزيارة انتقادات بين فريق قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية النيابية. وتخوف سياسيون من أن يكون الهدف منها الإيحاء بتحول لبنان إلى “قاعدة إيرانية” على حدود إسرائيل، و”تغليب طرف لبناني على آخر”.
وتأتي الزيارة في خضم مواجهة سياسية داخلية حادة بين فريق رئيس الحكومة وحزب الله على خلفية المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
كما تأتي في أجواء ضاغطة بين طهران من جهة وإسرائيل والغرب من جهة ثانية على خلفية برنامج إيران النووي.
وانتقدت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل الزيارة، محذرتين من إمكان تأثيرها سلباً على الاستقرار الإقليمي.
وسيتخلل الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في قطاعات البيئة والسياحة والتجارة والصناعة والإعلام والرياضة والمياه والكهرباء.