ينضم مسافر جديد كل فترة إلى قافلة “الثقافة والوعي” حتى تشق طريقها إلى الخلود ولتحمل رسالة “التمرد والعصيان”.
سبعة أسباب تكفي للموت لسبعة أيام وهم يصرخون بي:
أنت تشن حربا على الإله
في السبت قالوا: لأنك عربي
في الأحد: حسنا، إنك من الأحواز
في الاثنين : تذكر أنك إيراني !
في الثلاثاء: أنت سخرت من الثورة المقدسة
في الأربعاء: ألمترفع صوتك على الآخرين؟
في الخميس: أنت شاعرومغن
في الجمعة: أنت رجل، ألايكفي كل هذا لتموت؟
“من أشعار هاشم شعباني”
إلتحق المعلم والشاعر والناشط الثقافي العربي هاشم شعباني (ابوالعلاء الأفقي) ورفيقه هادي راشدي بركب قافلة المعلمين والشعراء “الخالدين” مثل صمد بهرنكي ونبي نيسي وسعيد سلطان بور وفرزاد كمانكر.
وكان أنصار “الجهل والضلال ” يخشون نشر خبر إعدامهما وحاولوا عبثا إخفاء الواقع الأليم ولم يسلموا ذوي ضحايا “العنف والقتل الممنهج ” رفاتي الناشطين وإكتفوا بمكالمة هاتفية بعد أشهر من الكتمان ليعاقبوا بذلك ذويهما بالتعذيب النفسي بعد ما إنقطعت سبل الإرتباط بهاشم وهادي منذ أشهر طويلة.
ولد هاشم شعباني في عام 1981 في مدينة الخلفية وخلال السنوات القصيرة من عمره المثمر أنهى دراساته العليا في الأهواز وتخرج في عام 2000 بفرع الأدب العربي من جامعة الأهواز(تشمران) ثم واصل دراسته في قسم العلوم السياسية في مرحلة الماجستير.
عرف عن هاشم شعباني أنه كان ناشطا ثقافيا خلال الدراسة فكان رئيسا لتحرير صحيفة ” نداء البصيرة” الطلابية وبعدها ” البصيرة” كما كان في نفس الوقت مسؤولا للمكتب السياسي لنقابة الطلبة وهي من التنظيمات الإصلاحية في كلية الإلهيات ومباني الفقه والقانون الإسلامي في الجامعة نفسها.
وبعد عودته إلى مدينته الخلفية أصبح مدرسا للغة العربية في مدرسة “الشيخ الأنصاري” وقام برفقة عدد من أصدقاءه منهم محمد علي عموري (حكم عليه بالإعدام) ومختار آلبوشوكة (حكم عليه بالإعدام) وجابر آلبوشوكة (حكم عليه بالإعدام) وهادي راشدي (نفذ فيه حكم الإعدام) ورحمان عساكره (حكم عليه بالسجن 20 عاما) قام بتشكيل مؤسسة “الحوار” الثقافية. وكان هاشم شعباني شاعرا باللغتين العربية والفارسية.
وكانت أشعاره الفارسية تنشر في صحف محلية منها ” نور” و “فجر” و “عصر كارون”قبل إعتقاله في عام 2011 .
وعندما إنتفض عرب الأهواز في 15 أبريل 2005 للإحتجاج على سياسات التغيير الديموغرافي والإضطهاد القومي والإقتصادي والثقافي قضت السلطات على جميع النشاطات السياسية والثقافية للعرب وصارت تلاحق النشطاء الأهوازيين وأغلقت مؤسسة ” الحوار” الثقافية التي أسسها هاشم وهادي ورفاقهما.
أما روح “هاشم” المتمردة وهو من ثمار “الهزائم التاريخية” و”الفجوات بين الأجيال” قد ساقته إلى البحث عن أسباب تلك “الهزائم التاريخية” في وقت لم تسمح فيه السلطات بالنشاط العلني وتمنع خروج الجماهير إلى الشارع. فقرر مقارعة جيوش الجهل والظلام وحده وإختار لنفسه إسما حركيا هو ” ابو العلاء الأفقي”. وقصيدته الطويلة “الإعتراف بالأفقية” تقدم لنا صورة واقعية عن هذا التمرد.
وأكمل هاشم شعبانيمن خلال هذه القصيدة و أخري هي ” إيقاع مزاريب الدم” رسالته كمعلم ليكون همزة وصل للتاريخ والثقافة.
كما قدم دراسة حول أسباب ” فشل الحراك الثوري للعرب وباقي الشعوب في إيران”في عام 1979 وكذلك “الأربعاء السوداء في المحمرة” وتمعن في الثورات التي شهدتها الدول العربية وصار يغور في عالم الإنترنت الذي لايخضع للمكان والزمان. وقبل أيام من إعتقاله كان يضخ بوحده أفكاره وطموحه الكبيرين في عالم الإنترنت لتبقى ” ماكنة الشعب العملاقة” تتحرك.
وبعد إعتقاله أرغم ابوعلاء الأفقي (هاشم شعباني) بعد سبعة أشهر من التعذيب الهمجي على المشاركة في “مسرحية الإعترافات التلفزيونية المفضوحة”. وكشفبعد مثوله أمام محكمة الثورة في 21 مايو 2012 عن التعذيب الجسمي والنفسي الذي تحمله لنزع تلك الإعترافات الكاذبة.
وخاطبفي رسالة من السجن “مؤسسات حقوق الإنسان” بقوله أن كل ما كتبه كان لبث “الوعي واليقظة” لكن هذا الأداء أثار الحقد لدى شرذمة تعتاش بالترويج إلى “الجهل والضلال”.
وبعد رحيل “هاشم” و”هادي” تكون ألسنتنا قاصرة لكنها تكرر:” إرغد بهدوء يا هاشم” و” نم يا هادي”.
لكن : “إعلم أن الحرية تمثل حلما بريئا تغطيها الرمال كل ليلة أما الصباح يكشف آثارها المتبقية واللسان رغم أنه لم يتقن لفظها لكنه سمع عنها من الصمت البعيد*”.
مركز مشداخ الثقافي – فبراير 2014
*من كلمات محمد مختاري