رؤية حزب التضامن في النضال الأهوازي 2- عدنان سلمان

ان الارض واللغة يشكلان العنوان الاساسي لهوية الشعوب وبنائا على هذه القاعدة فأن اللغة العربية التي يتحدث بها الشعب الاهوازي وارضه التأريخية جعلتاه ان يكون شعبا يحمل هوية واضحة المعالم خاصة به ، تميزه عن غيره ولهذا عرف بالشعب العربي الاهوازي. وبما ان الارض التي يقطنها تعتبر موطنه الاصلى ولاهمية ارتباط الارض بسكانها‘ دأب حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي منذ تاسيسه عام 2003 على اثبات عروبة الارض الأهوازية دوليا ومحليا وأخذ بموجبه التاييد والاعتراف من مؤسسات عالمية تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة . اننا كأبنا الشعب العربي الاهوازي الذي يقطن حاليا على  بقعة من ارض نعتبر إنها موطنه الاصلى ، لهذا بذلنا المزيد من الجهد وبالتالي اثبتنا هذا المفهوم بأن الشعب العربي الاهوازي هم السكان الاصليون الذين يعيشون على ارضهم منذ الاف السنين بالرغم من فقدانهم للسيادة الوطنية بعد الاطاحة بحكومتهم المستقلة ذاتيا عام 1925. ومنذ ذلك الوقت بدأت انظمة الحكم الايرانية المتعاقبة ومن خلال سياساتها المبرمجة للعمل على طمس هذه الحقيقة التأريخية.

رغم ذلك فإنّ المرحلة التي نعيشها فرضت علينا واقعا مريرا ومغايرا لارادتنا ومختلفا للحقايق التاريخية التي تم الاشارة اليها آنفا، حيث ان العالم، ينظرلاقليم الاهواز العربي في الوقت الراهن كجزء من ايران لاسيما العالم العربي الرسمي نراه هو الاخر مع الاسف لم يعترف بان ارض الاهواز العربية احتلت او انظمت قسرا الى السيادة الايرانية.

وبنائا على هذه المعطيات تحولت ارض الاهواز وشعبها الى قضية عادلة، يتطلب من ابنائها البحث والعناء بلا هوادة لايجاد حل عادل يرضي شعبنا من خلال حل نهائي أو مرحلي، ونحن في حزب التضامن بحسب رؤيتنا للظروف الذاتية والموضوعية والواقع الذي نعيشه محليا واقليميا وعالميا على الرغم من ايماننا الراسخ بعدالة قضيتنا، الا اننا نرى ان حل قضيتنا يكمن في حل القضية القومية برمتها في ايران بسلة واحدة وما يعزز هذه الرؤية هو ان منطقتنا ذات اهمية جيو سياسية بالنسبة للعالم بسبب وجود مادتي النفط والغاز المرتبطتين بالاقتصاد العالمي من جانب….. وفقدان الدعم العربي الرسمي من جانب آخر. لذا نرى انه من الصعب الحصول على حقوقنا السياسية الوطنية القومية بمفردنا وبمعزل عن باقي الشعوب التي تعاني ما يعاني منه الشعب العربي الاهوازي ولديها نفس المطالب الا وهي استرجاع الحقوق المغتصبة، كما لا نستطيع ان نواجه النظام الايراني ونحاربه منفردين وانما تكاتف واتحاد الشعوب ونضالها المشترك في جبهة واحدة لمقارعة النظام الايراني هو الذي يحقق لنا اهدافنا وهذا ما تعتقد به معظم التنظيمات السياسية التابعة للشعوب غير الفارسية التي ترى ان صمام الامان لنا جميعا هو اتحادنا والاعتماد بالدرجة الاولى على انفسنا وامكانياتنا الذاتية وممارسة النضال السلمي في اقاليمنا القومية في الظرف الراهن الذي من خلاله يمكن تحقيق الاهداف المنشودة.

 ومن هذا المنطلق جاء تأسيس مؤتمر شعوب ايران الفيدرالية ليأطر النضال المستمر للشعوب وتعزيز تضامنها في ايران الذي لابد منه للوصول الى تحقيق حقوقها المشروعة بعد اسقاط النظام الحالي واقامة نظام حكم ديمقراطي، علماني، فيدرالي لامركزي يبنى على انقاض النظام الحالي. لذا حزب التضامن ويصحبه الكثير من ابناء شعبنا ‘ تنظيمات ومستقلين قد اصبحوا تيارا واسعا تواكبهم التنظيمات العريقة لابناء الشعوب غير الفارسية المعروفة على الساحة الايرانية سائرين على هذا النهج . فلا تعنينا الاتهامات والاوصاف التي يطلقها النظام الإيراني من جهة و بعض القوى العنصرية الفارسية في المعارضة الايرانية التي تصر على شمولية الحكم المتمركز في طهران من جهة اخرى.

 حيث انهم يرون المشروع  الفيدرالي يعبد الطريق لتقسيم وتفكيك خارطة ايران السياسية وهو البداية لنهاية الجغرافيا الايرانية واضمحلال التسلط الفارسي . لذلك منذ اعلاننا عن انبثاق مؤتمر الشعوب في فبراير 2005 اتخذت بعض القوى الفارسية العنصرية موقفا معاديا واعلنت عننيتها للقضاء عليه ومنهم من اعلن عدم اعترافه بهذا الائتلاف التابع لتنظيمات الشعوب غير الفارسية . الا ان هناك عدد من الاحزاب والمنظمات الفارسية لاسيما اليسارية التي تقر في برامجها السياسية بحق الشعوب في تقرير مصيرها وهي التي تطلق على نفسها الشمولية اعترفت مبدئيا بهذا المشروع واقتنعت بانه بالامكان تطبيقه في ايران ذات التعدد القومي .  اننا نعتقد بان الشعارات التي تطرح بعيدة عن الواقع والغير قابلة للتحقق على اقل تقدير ضمن الظروف والمرحلة التي يعيشها الشعب العربي الاهوازي، ستأتي  بنتائج سلبية وتجلب المزيد من الاحباط وخيبة الامل بين اوساط الشعب وتفقد مصداقيتها بمرور الزمان حتى عند من يطلقها حيث تجعله يائسا ومنهزما، وفي نهاية المطاف تضر بالقضية الاهوازية العادلة وهذا ما يريده العدو الذي مستمر بكل اريحية لاكمال برنامجه التفريسي الا وهو طمس الهوية والتراث واللغة بدون انقطاع وتكريس المزيد من التقاليد البالية والمناسبات المتخلفة التي تجعله بعيدا عن التطور والرقي.

عدنان سلمان

امين عام حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي

Check Also

اعتقال وإيذاء رموز حراك الهوية يتنافى مع ميثاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

جابر احمد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 1948 زودا جميع …