بيان صادر عن منظمة حقوق الإنسان الأهوازية حول حملة الاعتقالات الأخيرة في الإقليم
تُعرب منظمة حقوق الإنسان الأهوازية (اهرو) عن قلقها العميق إزاء الحملة الأمنية الأخيرة التي شنتها السلطات الإيرانية في إقليم الأهواز (الذي تسميه إيران “خوزستان”). وقد طالت هذه الحملة العشرات من النشطاء المدنيين، والشعراء، وناشطي وسائل التواصل الاجتماعي، تحت ذريعة “تهديد الأمن القومي” و”التآمر لفصل الإقليم عن إيران”، والزعم بارتباطهم بدول أجنبية.
إذ بحسب تقارير موثوقة، نفذت قوات الأمن مداهمات عنيفة على منازل المعتقلين، تخللتها عمليات ترويع لعوائلهم، ومصادرة ممتلكاتهم الشخصية، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والهواتف. وقد تم نقل المعتقلين إلى أماكن احتجاز مجهولة، وسط تعتيم كامل على ظروفهم ومصيرهم، مما يثير مخاوف جدية بشأن تعرضهم للتعذيب أو الإخفاء القسري.
إننا في منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، وإذ نعتبر هذه الاعتقالات انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية التي تكفل حقوق التعبير والتجمع السلمي، فإننا ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، وخاصة تلك المعنية بالشأن الإيراني، إلى التدخل الفوري لمتابعة مصير هؤلاء المعتقلين والضغط على السلطات الإيرانية للإفراج عنهم وضمان سلامتهم. كما ندعو إلى إرسال بعثات تحقيق مستقلة لتوثيق هذه الانتهاكات المستمرة بحق الشعب العربي في الأهواز، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوقهم المشروعة.
إننا نحذر من أن هذه السياسات القمعية لا تستهدف فقط الأفراد المعتقلين، بل تسعى إلى تكميم الأفواه وإضعاف الهوية الثقافية والسياسية للشعب العربي في الأهواز. ونؤكد أن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم يُعد بمثابة فتح الباب أمام الممارسات القمعية، ويشجع السلطات الإيرانية على الاستمرار في استهداف الأقليات والقضاء على أي أصوات تطالب بالحقوق والحريات الأساسية.
كما ندعو كافة المنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام إلى المتابعة الحثيثة والمواكبة المستمرة لأوضاع هؤلاء المعتقلين، ونحثها على إيصال أصواتهم إلى العالم. وفي الوقت نفسه، نناشد ذوي المعتقلين بالتواصل مع المنظمات الحقوقية لعرض تفاصيل أوضاع ذويهم، ليكونوا صوت المعتقلين في وجه هذا التعتيم المتعمد. إن تسليط الضوء على هذه الممارسات القمعية يُعد خطوة أساسية نحو فضح الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
منظمة حقوق الإنسان الأهوازية
التاريخ: 14 يناير 2025