السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ويسعدني أن أجد نفسي بين أخوتي ورفاق القضية من كافة التوجهات السياسية والفكرية الأهوازية وكذلك بين مناصري قضيتنا اللذين شرفونا بحضورهم فأهلاً بكم جميعاً.
الحديث عن مقام الشهيد بالنسبة لي ليس مجرد كلمات عاطفية، فقد ذقت مرارة أن أكون ابناً لشهيد وأنا لم أبلغ الحلم بعد، وكذلك فجعت وعائلتي بنبآء استشهاد أخي والعديد من أبناء عمومتي وأعمامي وأقربائي، قرباناً من أجل القضية الأهوازية سواء في زمن الشاه أو الخميني.
أفهم الوجع الذي يشعر به أي طفل عندما يصبح يتيماً، أشعر بالوالدة عندما تصبح أرملةً، عليها أن تعيش باقي حياتها بذكريتها وهي تواجه ظروف الحياة الصعبة، متذكرا المرحومة والدتي وكذلك أفهم جيداً معاني التضحية التي جعلت من الشهداء الأكرم منا جميعاً بعد أن ضحوا بالنفس والنفيس من أجل قضيتهم.
لذلك أقامه مثل هذه الأيام الوطنية لتخليد ذكرى شهدائنا هو أقل واجب علينا أقامته لبث قيم البطولة والتضحية بين أبناء وبنات شعبنا، ولتبقى ذكرى من ضحوا بأنفسهم من أجل قضيتهم حية بأنفسنا.
لكن هذا لا يكفي! الوفاء للشهداء كما أرى ويرى أخوتي ورفاقي في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي وربما في جميع باقي الأحزاب الأهوازية الأخرى لا يكون الا من خلال مواصلة مسيرتهم برؤية استراتيجية مدروسة تستعيد كرامتنا وتضمن المستقبل المشرق لشعبنا الباسل.
لا يحفى على الجميع أن حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، سليل التجربة السياسية الأهوازية من سبعينات القرن الماضي و حتى لحظة انبثاقه عام ٢٠٠٣ ، الرعيل الأول من مؤسسي الحزب سيما القائد الرمز عدنان سلمان و الرفيق المفكر جابر أحمد والعديد من رفقنا خاضوا العمل الوطني تحت شعار تحرير الأهواز ورفعوا البندقية بوجه النظام البهلوي و استشهد الكثير من رفاقهم في الجبهة الشعبية لتحرير عربستان ، ثم كانوا من أوائل اللذين رفعوا مطالب شعبنا من خلال مشاركتهم مع الوفد الثلاثيني و مطالبتهم بحق الحكم الذاتي لعربستان حتى تكاملت هذه المطالب بعد دراسة السبل و الظروف الدولية والإقليمية بالمنهج السياسي الذي نتخذه وهو الوصول لحق تقرير المصير لشعبنا عبر مسار مرحلي يمر بتشكيل نظام جمهوري ، فيدرالي، علماني في ايران .
من هنا وبحسب قراتنا للأحداث الوفاء لدماء الشهداء يتطلب اليوم منا أكثر من أي وقت آخر أن نعمل ونفكر كيف يمكن لنا أن نسرّع من اسقاط النظام الإيراني وسحب الذرائع التي تعودت الأنظمة المتعاقبة في إيران اتخاذها للفتك بأبناء وبنات شعبنا واخيراً كيف نمهد في ظل عدم توازن القوى والمصالح الدولية المتضاربة لوصول شعبنا الى مرحلة تقرير مصيره.
نقولها صراحة وعن علم بدوائر صنع القرار العالمي والإقليمي، بأن قضيتنا اليوم باتت رقما صعبا في المعادلة لأسقاط نظام ولي السفيه من عدمه، بل هي كذلك من ستلعب الدور الحاسم في شكل النظام القادم، من هنا اخلاء الساحة الإيرانية وانعزال الأهوازيين من الدخول بالعمل من باقي الشعوب سوف يضيّع قضيتنا ويجعلها امام مستقبل مجهول.
الوفاء لدماء الشهداء يتطلب منا أن نتحلى جميعاً بروح المسئولية والعمل في ظل الظروف السياسية الممكنة والمتاحة وصولاً الى اقصى ما يتمناه شعبنا وهو حق تقرير مصيره الذي نناضل جميعاً من اجله
المجد و الخلود لشهدئنا الابرار
عاشتم وعاشت قضيتنا العادلة
شكرا جزيلاً