يجب الاعتراف بالحقوق اللغوية لجميع الشعوب في إيران
الاعتقالات الأخيرة في بعض مناطق الشعوب والاثنيات المهمشة في إيران، بما في ذلك اعتقال الناشطة زارا محمدي في كردستان وعلي رضا فرشي في أذربيجان من قبل سلطات نظام الجمهورية الاسلامية، على خلفية نشاطهما في تعليم لغتهم الأم وتعزيزها وتنميتها، وذلك بذريعة “تعريض الأمن القومي للخطر، ما هي إلا محاولات لتوسيع نطاق الحكم الشمولي والاستمرار باضطهاد الشعوب في إيران.
ان الاعتراف بالحقوق اللغوية للجماعات البشرية التي خاضت التحديات الاجتماعية والبيئية على مدى آلاف السنين من التاريخ، لتصنع لغة للتواصل فيما بينها وإرثًا للبشرية، يعد بناءً على ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات حقوق الإنسان سيما حقوق الإنسان الطبيعية وخاصة حقوق الأطفال المنتمين إلى أي مجموعة لغوية، من ابسط الحقوق الإنسانية.
منذ بداية العهد البهلوي حتى يومنا هذا التي تمضي علينا فيه حقبة الجمهورية الإسلامية في إيران، حاول الحكومات المتعاقبة عدم الاعتراف بهذا الحق الإنساني التاريخي من خلال تطبيق سياسات توحيد وانصهار قسري عبر الهوية التاريخية والهيمنة السياسية والثقافية الشمولية بما يجعل من السكان الاصلين عبارة عن حشد من الغرباء في اوطانهم.
لقد سعت هذه الحكومات المركزية دائمًا إلى فرض ما يسمى بالهوية الوطنية في المناطق التي تكون لغتها الأم ليست فارسية بقوة السلاح تارة وقوة القانون تارة أخرى، وذلك من خلال قمع الحقوق اللغوية والثقافية لسكان هذه الاقاليم، وذلك عبر فرض القمع المزدوج ونحن نعلم في عالم اليوم، يعتبر تجاهل هذا الحق من حقوق الإنسان جريمة خطيرة للغاية يعاقب مرتكبوها بالمحاكم الدولية.
إن فرض سياسات الانصهار القسري من أجل فرض لغة وثقافة واحدة عبر الإكراه والاعتقالات لا يساهم فقط في عدم التضامن والتقارب والتعايش السلمي بين مختلف الشعوب التي تعيش في نفس الجغرافيا؛ بل سيكون عاملاً في خلق توترات ثقافية وتوجهات متباينة، وبالتالي ضد مبدأ “الوحدة في التعدد”.
إن تنفيذ هذه السياسات للقضاء على حقوق الإنسان الأساسية ، وعلى نطاق أوسع ، التخطيط الممنهج للقضاء على لغات وثقافات مختلف شعوب ايران، المتعدة تاريخيا و ثقافيا هي جريمة تاريخية لا تغتفر من قبل الحكام المستبدين و دعاة المركزية والانصهار القسري و لقد شهدنا خلال القرن المنصرم كيف الشعوب في جميع أنحاء المعمورة سيما في ايران قاوموا هذه السياسات الخبيثة من اجل الحفاظ على هوياتهم التاريخية والثقافية و لسوف تستمر هذه المقاومة بشراسة حتى انهزام الفكر الاقصائي ، المركزي و تحل التعدية و اللامركزية في البلاد.
مؤتمر شعوب ايران الفيدرالية
مجلس مطالبين الديمقراطية في إيران
التضامن من أجل الحرية والمساواة في إيران