17/05/2024

جليل الشرهاني، أمين عام حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، من الشخصيات الصاحبة للشعبية و حب واحترام من كل الأطراف المتواجدة على الساحة الأحوازية، ويحسب له بأنه يستطيع أن يحاور كل الأطراف دون أن تكون لهم وله أية حدود وهذا يدل على احترام مركزه الإجتماعي والنضالي.
أبو راني كما يلقب، من مواليد عام ١٩٦٩، ومن عائلة وبيت مناضلين، حيث أعدم نظام الملالي الكثير من أبناء عمومته (بيت شرهان) ومن أهم شخصيات هذا البيت العريق “دعير البستان” الذي أستشهد زمن الشاه في معركة مع السافاك مجسدا أروع البطولات لوطنه أنتصر أم لم ينتصر تجسيدا لقول الشاعر:
نحن من ضعف بنينا قوة
لن تلن للمارد الملتهب
شرف الوثبة أن ترضي العلى
غلب الواثب ام لم يغلب
وأيضا ثورة يونس العاصي من نفس هذا البيت، وأيضا طالت هذه الأعدامات زمن خلخالي والده وأخوه، هو من مؤسسي حزب التضامن وترأس الكثير من المناصب والمسؤوليات طيلة انتسابه لهذا الحزب، وفي عام 2015 تقلد جليل الشرهاني رئاسة حزبه.
ويمكن الإشارة هنا أن السيد الشرهاني كان عضوا في الجبهة الديمقراطية الأحوازية، ومن مؤسسي المنتدى الأحوازي في بريطانيا، لكنه بالرغم من تركه واعتزاله من سائر الجهات وانضمامه إلى حزب التضامن حافظ على صداقاته القديمه دون أن تتداخل فيه الضغائن والكره والحزبيات القاتلة، لذلك مكانته مكنته من أن يكون شخصية محببة عند الجميع.
حزب التضامن

تأسس هذا الحزب عام 2003، وبدخوله الساحة الأحوازیة-الأهوازية وقضيتها أدخل معه الكثير من المفاهيم التي مازالت محل جدل ونقاش من حيث كيفية النضال والتصدي للنظام الإيراني وكيفية التعامل مع المعارضة في كلية ايران السياسية، ومن أبرز ميزات هذا الحزب الذي يميزه عن الأحزاب التحررية الأحوازية، الفدرالية والنضال السلمي في النضال الجماهيري.
هذه المفاهيم تأتي من نقطة مركزية التي معها بدأت القضية، وتلك سماها الحزب الضم الإيراني لأقليم الأحواز بدل مفهوم الأحتلال، وهذا تباعا مع المفاهيم التي بنيت عليه تركت أثرا سلبيا وإيجابيا في الساحة من حيث انقسامها بين جمهور و دعاة الفدرلة و مناضلين سلميين عبر الوسائل المدنية وأخرى تحرريين والنضال المسلح والكفاح لحد الإستقلال، إستطاع هذا الحزب أن يطرح قضية العرب في إطار ايران لحلها ويمكن القول أنه الحزب الوحيد الذي أرتبط بالأحزاب الإيرانية وكسر هذا الجمود والطلاق السياسي عبر خطابه الذي أستمد تنظريه من الوفد الثلاثيني الذي زار طهران أبان الثورة وغيرها من الحركات التي ألهمتهم هذه النظرة للعمل في إطار ايران وعدم نسيان حق تقرير المصير كثابت أساسي ومتغير بنفس الوقت بين حق التقرير المصير الخارجي الصعب المنال وحق تقرير المصير الداخلي الذي يتوافق مع أهداف الحزب وغاياته.
وإلیکم نص اللقاء:
1- كما تعلمون، فإن نتائج انتخابات الرئاسیة في الولايات المتحدة تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على العديد من التطورات، كيف تقيمون تأثيره على نضالات الشعب الأحوازية وكذلك الشعوب غير الفارسية في إيران؟
-بالطبع الولايات المتحدة الامريكية قوة عظمى والعديد من الملفات حول العالم تتاثر بشكل مباشر من موقف الولايات المتحدة، لكن بالدرجة الأولى الانتخابات الامريكية تحدد الرئيس الذي يأتي ليخدم مصالح الولايات المتحدة حسب استراتيجية التي يختارها أي أن مصلحة الولايات المتحدة هي الأساس بكل الظروف والاحوال. من هنا اننا كحزب سياسي نعتقد أن نضال شعبنا وكذلك باقي الشعوب في ايران يجب أن لا يكون مرهونا باي طرف من الأطراف، كما يجب الاعتماد على قوتنا الذاتية و وحدتنا و تحالفاتنا مع مختلف الشعوب في ايران ومن بينها الشعب الفارسي.
2- بالنظر إلى هذا الموضوع، كيف تقيمون المواجهة او التقسیمات الدولية تجاه إيران؟ كيف ترون مکانة الشعوب غير الفارسية وخاصة الشعب الأحواز – الأهواز والحراك الوطني الاحوازي – الأهوازي من هذه المواجهة؟
-كما ذكرت سابقا أن العلاقات الدولية و تقسيماتها السياسية أو ما عبرت عنها حضرتك (المواجهة الدولية مع تحفظي على هذا المصطلح) تحدد موقفها من النظام الإيراني بحسب مصالحها الوطنية. لذلك خارطة التحالفات معقدة جدا وهي لم تعد دولية فقط، بمعنى أن الكثير من المنظمات والأحزاب والتيارات ضمن قواعد هذه اللعبة السياسية على سبيل المثال تنظيمات مثل داعش والقاعدة والحشد الشعبي وحزب الله والحوثين واخوان المسلمين. من هنا نحن في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي لا نفسر الساحة الدولية تجاه ايران بمنطق الأبيض و الأسود و لا بمنطق الدول الصديقة والدول المعادية، حيث اننا نرى أن هنالك عدة متغيرات تصنع الموقف من النظام الإيراني الحالي والآخر بالمقابل لديه قدرة كبيرة على المراوغة لذلك توجهنا وتعويلنا ورهاننا يتم اولا على الداخل الإيراني إما الرهان على العامل الدولي يأتي بالمرتبة الثانية. من هنا اجيب على الشق الثاني من سؤالك بالتالي: باننا لمسنا ما نطلق عليه في حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي (قابلية الثورة) لدى الشعوب في ايران وفي مقدمتهم الشعب العربي الاهوازي لاننا نرى توفر الظروف الموضوعية لقيام هذه الشعوب بثورة ضد هذا النظام الاثيوقراطي (الديني) الديكتاتوري متوفرة، لذلك ما نسعى إليه هو تقوية العامل الذاتي وذلك من خلال التحالف مع جميع القوى الرافضة لهذا النظام وخاصة أبناء القوميات من اجل الإطاحة بهذا النظام

3- في الشرق الأوسط، نحن أمام جبهة جديدة يتم فيها الاعتراف بإيران باعتبارها العدو الرئيسي، وفي هذا الصدد، قامت عدد من الدول العربية بتحويل إسرائيل من دولة معادية إلى دولة صديقة.
– أولاً، أريد أن أعرف ذلك ما هو موقفکم كعضو في الحراک الوطني الأحوازي – الأهوازي؟
– وثانيًا، كيف تقيمون مکانة الحراك الوطني الأحوازي – الأهوازي والشعوب غير الفارسية في هذا التطور المهم؟ في أي جبهة أنتم؟ لماذاا؟ وكيف تريدون ان تحوله مكانتكم في هذه الجبهة الی واقع سیاسی؟
-نحن نرى أن تدخلات النظام الإيراني وتحركه المشبوه في المنطقة كانت العامل الأساسي للتقارب بين إسرائيل وبين بعض الدول العربية. لكن هذا الأمر هو عامل من جملة عوامل ومن غير الصحيح اختزال تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية على ضوء تحركات ايران فجميع الدول العربية لا تزال متمسكة بالمبادرة العربية التي أطلقها الراحل المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهذا موقفنا أيضا لكن بالمقابل نحترم قرارات جميع الدول بضمان مصالحها الوطنية سيما تلك الدول التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل معتبرين ذلك شأنا داخليا وسياديا لهذه الدول.
واما بخصوص تقيمنا لمكانة الحراك الأهوازي وسائر الشعوب من هذا التطور فاننا نرى أن وظيفة الدول هي عقد العلاقات وليس قطعها وبناء جسور الثقة وليس هدمها على أن لا يكون ذلك على حساب أي شعب من الشعوب سيما الشعب الفلسطيني المناضل الذي موقفنا تجاه قضيته يشكل احدى مبادئ حزبنا في برنامجه السياسي.
اما بخصوص الشق الثالث من السؤال فإننا لا نجد انفسنا طرفا في هذه الجبهة كما تعبر عنها
4- نحن نواجه وضعا متناقضا على هذه الجبهة، من جهة، القضية الفلسطينية، بالنظر إلى مواقف إسرائيل والولايات المتحدة، يرى الفلسطينيون أنفسهم على الجبهة الإيرانية، كيف تفسرون هذا الوضع؟
-اعتقد باني اجبت على هذا السؤال لكن أؤكد مره أخرى بأننا موقفنا من القضية الفلسطينية مبدئي ومذكور ضمن برنامجنا السياسي
5- التناقض الثاني وهو، بالنظر إلى أن الحراك الوطني الأحوازي – الأهوازي لا یريد التورط في الخلافات الداخلية للدول العربية، لكن الحراك واجه واقعًا مريرًا، وهو موقف دولة قطر العربية من الجبهة الإيرانية، فما تأثير ذلك على نضالات شعب الأحواز – الأهواز وموقفك في هذا الخصوص؟
-بالطبع نحن لدينا عدد من النقاط الخلافية مع سياسات دولة قطر خاصة فيما يتعلق من قربها وتحالفها مع النظام الإيراني، لكن مبدئيا موقفنا من كل الدول العربية هو بأنهم إخوة لنا ولا نتدخل بشؤونهم الداخلية الا اذا كان هذا المواقف يتم على حساب قضية شعبنا العاددلة.
6- في الجبهة العدو الایراني نری حضور ترکیا، بینما أحد الحلفاء الرئيسيين للحراك الوطني الأحوازي – الأهوازي هو الشعب التركي الأذري ومنظماته، کیف تعاملون هذا التناقض؟
-الشعب الأذري لا يملك اعترافا رسميا من تركيا ولا تربطه علاقة رسمية بها ولذلك فانه وان كان يشترك باللغة او الهوية مع تركيا، فان ذلك لا يعني انه يمتلك أجندة من الحكومة التركية وإنما الأحزاب الآذرية لديها أجندتها السياسية الخاصة بها، بينما نحن تربطنا تحالفات مع ألاحزاب أذرية ضمن أهداف واضحة.

7- نعلم أن وضع النظام حرج للغاية، فالنظام الحاكم في إيران لم يصمد إلا بالقمع والسجن والإعدام، فكيف تقيمون تجاه ومستقبل هذا الوضع؟ هل سيسقط هذا النظام في السنوات القادمة أم سيستمر في البقاء؟
-هنالك مقولة بان الديكتاتوريات تحفر قبورها بنفسها والنظام الإيراني لا يخرج من هذه القاعدة. لقد أشرت لك باننا كثيرا ما نتدول في حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي مقولة (القابلية الثورية) التي تنطبق مع حالة الشعوب في ايران حاليا ونرى اننا اقتربنا اكثر من أي وقت مضى من تفجر هذه القابلية واسقاط النظام الإيراني.
8- بالنسبة للشعوب غير الفارسية وخاصة شعب الأحواز – الأهواز والحراك الوطني الأحوازي- الأهوازي، فإن بقاء النظام أو الإطاحة به يكون أمرين مختلفين، هل توافق في هذا المنطق الذي یقول: بدون إطاحة بالنظام الایراني لا یمکن للشعوب غیر الفارسیة وخاصة الشعب الاحوازي – الأهوازي الوصول الی اهدافهم؟
-نحن نرى لا يمكن تصور ديمقراطية في ايران مع وجود نظام ولاية الفقيه لذلك فان اسقاط هذا النظام و إحلال بديل ديمقراطي فيدرالي تعددي هو ضرورة تاريخية لا يمكن الاستغناء عنها.

9- إذا كنت تعتبر هذا المنطق حقيقي، فما هي الخطوات التي اتخذت من جانبکم للإطاحة بالنظام؟
-ليست مهمة الأحزاب بمفردها الإطاحة بالنظام في أي مكان بالعالم. فالاحزاب لا تمتلك جيوش و لا طائرات و لا دبابات وانما مهمة الأحزاب المناضلة هي قبل كل شيء خلق الخطاب السياسي المقاوم والرافض للنظام الحاكم وهذا ما نجحنا به نحن وباقي الأحزاب الاهوازية وغير الاهوازية بالفعل. كما من مهمتة الاحزاب تاطير الشعب في الداخل والخارج لاسقاط النظام وكذلك التحالفات في ما بينها وتشكيل ائتلاف وسيع وذلك من اجل إيصال صوت جماهيرها الى المنظمات الحقوقية والقانوية وما شابه ذلك. وهذا بالفعل كان ديدننا خلال 17 عاما من تأسيس الحزب، فنحن شكلنا تحالفات مهمة جدا مع تنظيمات مختلف الشعوب في ايران للتمهيد الى إحلال نظام ديمقراطي – فيدراي. و لمزيد من الاطلاع أدعو المهتمین الرجوع الى موقع الحزب على الانترنت للاطلاع على ما قمنا به طوال هذه الفترة.

10- أنت تعلم أن هذا النظام واجه أزمات غير مسبوقة، كل واحدة منها كانت كافية للإطاحة بحكومة، لكن في إيران هذه کلها تصل دائمًا إلى طريق مسدود، ما هو تحليلك؟ لماذا لا يزال هذا النظام مستمر في بقاءه رغم كل الانتفاضات و الظروف المتهئیة لاسقاطه؟
-الواقع أن تحليل هذا الأمر يتطلب منا أن ننظر اليه من عدة زوايا كل واحدة منها تشكل جزء من الإجابة على هذا السؤال.
أولا: طبيعة النظام الدينية والاحترام الشديد الذي يكنه المجتمع والشعوب في ايران للدين، هذا الأمر ساهم بتأخر سقوط النظام غير أن مع كل انتفاضة انتزع جزءا من هذه الشرعية الدينية وتبين للشعوب بان ولاية الفقيه ما هي الا نظام ديكتاتوري يرتدي العمامة فقط و يتمسك بالدين زورا وبهتانا.
ثانيا: الة القمع والبطش التي يمتكلها النظام ساهمت باطالة عمره فالسجون تغص بالمناضلين والمشانق لم تكف عن تصفية خيرة أبناء الشعوب.
ثالثا: غياب خطاب سياسي جامع للشعوب في ايران بمعنى أن المشهد السياسي في ايران طوال العقود الأربعة الماضية عمل على تأسيس مجموعة من الخطابات السياسية تخص شعب او منطقة جغرافية بعينها دون الالتفات الى أهمية التحالفات بين المكونات القومية للشعوب في ايران ، لان بدون وجود مثل هذا التحالف لا نستطيع ان نساهم باسقاط النظام، من هنا يجب العمل على تأسيس خطاب سياسي شامل يحتوي الجميع و لا يختزل مطالبه للشعب معين او منطقة جغرافية محددة. و هذا ما عملنا عليه منذ عدة سنوات في مجلس الديمقراطيين و مؤتمر شعوب ايران الفيدرالية.
رابعا: غياب إرادة دوليه حقيقية لتغير النظام بينما كان لفترة طويلة الشعب يعول على هذا العامل لكنه توصل اليوم الى هذه الحقيقة بانه يجب عليه ان يعتمد على قدراته من اجل مواجهة هذا النظام حتى يتمكن من اسقاطه واحلال بديل ديمقراطي فيدرالي تعددي محله.

11- كيف ستتم الإطاحة بهذا النظام برأيك، وهل ستتم هذه الإطاحة من خلال انتفاضة؟ ما هو شكل هذه الانتفاضة؟ ما هو موقف الحراك الوطني الأحوازي- الأهوازي والشعوب غير الفارسية فيها؟
-كما اشرت سابقا نحن بحاجة الى تفعيل القابلية الثورية لدى الشعوب في ايران و توحيد خطابها السياسي ليكون جامعا وشاملا. ليس لدينا من سبيل الا الثورة على هذا النظام الذي سرق ثورتنا و بالتالي تصحيح المسار بما يخدم الديمقراطية والتعددية عبر إلغاء مركزية الدولة في ايران وتحويها الى دولة فيدرالية لامركزية كضمانة لعدم الاستئثار بالسلطة ومنعا لتكوين ديكتاتورية جديدة
موقف شعبنا فهو الحاسم برأيي، اننا نقع في اهم منطقة في ايران بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولا يمكن تصور نجاح ثورة في ايران الا عبر مشاركة شعبنا الفاعلة بها. وبالفعل نحن شهدنا خلال العقود الماضية ان شعبنا كان دائما سباقا في المشاركة والوقوف مع مختلف الشعوب في ايران.
12- ما هو تعريفك للشعوب غير الفارسية؟ ما هي الشعوب التي تدخل في هذا التعریف؟ من هم ممثلوهم السياسيون؟ ما هي اهم تحالفاتهم؟
-تعريفنا عن الشعوب في ايران سواء الفارسي او غير الفارسي هو أن الجغرافية السياسية الإيرانية الحديثة تضم اليوم بشكلها الحالي قوميات متعددة وكل واحدة منها لها الحق في المحافظة على مكوناته القومية بما فيها ارضها وثقافتها وتاريخها وكل مميزاتها القومية وبالشكل الذي تريده وتكون ممثلة سياسيا بالشكل الذي يناسب حجمها وتوزيعها الجغرافي. وهذه القوميات تضم اليوم العرب، الاكرد، البلوش، الاذريين، التركمان، اللر، البختياريين والفرس بالاضافة الأقليات الدينية.
13- في الساحة السياسية لإيران والمنطقة والعالم، يتم تواجد هذه الشعوب دائمًا في ظل المعارضة الفارسية، فلماذا لم تبرز نفسها بشكل مستقل كثقل سياسي؟ ما هي التحدیات والمشاكل التي یواجهها الشعوب غیر الفارسیة لتشکیل مظلة سیاسیة واحدة مع قیادة متوحدة ومنسجمة؟ ما هي خططك لهذا؟
-بالعكس باعتقادي هنالك ثقل سياسي موجود للشعوب في ايران وهنالك اعتراف دولي عبر المشاركة الفاعلة الحقوقية والسياسية حول العالم. لكن المشكلة التي تواجه الشعوب في طرح قضايا هي العمل من منطق المحدودية الجغرافية والقومية بينما العالم يريد التعامل مع الطرح الشامل لإيران وهذا ما لم نبلغه بالشكل الكامل حتى الان. قد يكون هنالك من لدیه هذا الطرح الشامل من الفرس غير انه على عكس الشعوب لا يمتلك الثقل السياسي. من هنا خطتنا في المرحلة القادمة هي توحيد الشعوب لتكوين خطاب شامل تحت عنوان الفيدرالية للشعوب الديمقراطية لإيران.
14- هناك تضاد واختلافات بين بعض من الحراك الشعوب غير الفارسية – والتي تدور في الغالب حول الجغرافيا السياسية – وهو أمر طبيعي ويعود معظمه إلى الانقسامات التي زرعها نظاما الشاه والخميني بين الشعوب غير الفارسية. کیف تواجهون هذه الاختلافات والمشاكل؟
-نحن نفرق بين الصراعات الاولية والصراعات الثانوية ونعتقد هذا الامر بالرغم من أهميته البالغة إلا أن صرعنا الأولي والاساسي هو مع النظام السياسي الحاكم عبر الاطاحة به وبناء بديل ديمقراطي فيدرالي تعددي له اما الصراعات الثانوية يمكن حلها عبر الحوار الودي و النقاش السليم بين جميع القوى التي تعمل من اجل الإطاحة بهذا النظام
15- ماهي المشکلة الحقیقیة في علاقاتکم مع المنظمات الفارسیة مثل الیسار الإیراني ومنظمة مجاهدي خلق والملکیین، ولماذا لم یعترف بالقضیة الأحوازیة-الأهوازیة ؟ هل من الضروري التعامل مع هذه التیارات ام لا ؟ وماهي خطواتکم في هذا المجال؟
-نحن لدينا علاقات مع كل الأطراف تقريبا بل استطيع أن اجزم بان حزب التضامن صاحب اكبر رصيد بين التنظيمات و الأحزاب الاهوازية في هذا المجال لكن شكل هذه العلاقة و مستواها مرهون بتقبلهم لموضوع التنوع القومي و الاعتراف بنا كشعب، فاذا قبلوا هذه الحقيقة فاننا مستعدين للتعاون معهم، في ما عدى ذلك فاننا غير مستعدين أن نكون تحت وصاية أي احد فاذا كانت منظمة مجاهدي خلق وغيرها من الأحزاب تعترف بهذا الحق وتجد بنا شريك سياسي لها فأيدينا في هذا المجال ممدودة لهم.

16- ما هو تعريفك للحراك الوطني الأحوازي-الأهوازي؟ ما التيارات التي تتضمنها؟ كقوة تعتقد بالعمل السلمي وتطالب بالفدرالیة في إطار إیران، هل تعتبر الأحزاب والتوجهات التحرریة والمسلحة جزء من التيار الوطني الأحوازي- الأهوازي ؟
-نحن نعتبر كل نشاط سياسي او حقوقي او ثقافي او اعلامي اوسياسي مستقل او منظم يصب بمصلحة شعبنا ويحاول ابراز معاناته كما يسعى الى كف الظلم والضيم عنه هو نشاطا او حراكا وطنيا أهوازيا واما التيارات التي تعمل بهذا الاتجاه كثيره ومعلنة ولها منصاتها الإعلامية يمكن لاي شخص التعرف عليها بسهولة. بخصوص الشق الثاني من السؤال نحن من حيث المبدأ نحترم كل التوجهات ونعتبر ان شعار التحرير التي تتبناه هذه المنظمات هو شان سياسي يخصها، اما فيما يخص حزبنا فأننا نؤمن بالنضال السلمي والعصيان المدني، ونرفض الإرهاب بكافة إشكاله، وان نضالنا منسجم من المنشور العالمي لحقوق الإنسان ومع جميع القوانين الدولية الأخرى التي تؤكد على حق تقرير المصير للشعوب.
17- في مایخص الحراك الوطني الأحوازي – الأهوازي من الأفضل البدء بالنشاط الداخل. ما هو تقييمك للحراك الداخل ووضعه الحالي؟ هل تراجع الحراك في الداخل بعد اعتقالات وإعدامات أم تغير أسلوب النضال وخرج من حالة المعلن الی السري؟ الاعدامات و الاعتقالات في النضال الاحوازي هل هي “ضربات” ام “نشر بذور المقاومة” داخل الشارع الاحوازي؟
-نحن نفضل ترك وضع النشاط السياسي في الداخل الى نشطاء الداخل انفسهم فهم من يحددون استراتيجياتهم وتكتيكاتهم وأساليب عملهم، تقيمنا لنشاطهم بانه جيد وبتحسن مستم، كما إننا كحزب نسعى الى طرح إستراتيجية نراها مقبولة من شانها ان تسهل العمل على نشطاء الداخل وذلك من اجل الوصول الى الهدف المنشود.

18- لا شك أنه في الوضع الحالي وبعد عقود من الصعود والهبوط في النضال، ينبغي الآن القول دون مبالغة إن الحراك الوطني الأحوازي – الأهوازي قد استقر داخليًا ولم يعد بالإمكان القضاء عليها، لكن هذا الاستقرار ليس شيئًا دائمًا. ويمكن أن یتلاشی، فهناك عدة عوامل تهدد هذا الاستقرار، بعضها يعود إلى “الداخل” وبعضها الی الظروف “خارجنا”. كيف تقيمون هذه العوامل وهذه التهديدات؟ ما هو الحل للتغلب على هذه التهديدات؟
-الحديث عن النضال ليس ترف نظري انه نابع من المعانات والشعب الاهوازي كما هو حال سائر الشعوب يعيش الويلات تحت حكم ولاية الفقيه لذلك جذوة هذا النضال سوف تظل مشتعلة مادامت المعانات مستمره، و باعتقادي لا خوف على إكمال هذه المسيرة والاجيال هي من تسطر الملاحم على الساحة الداخلية اما في الخارج فتقيمي بان مناضلي شعبنا من كل التنضيمات يبذلون قصارى جهدهم لايصال صوت شعبهم ولعل التهديدات التي تواجهنا تكمن فقط في ترتيب الأولويات الإستراتيجية بالنسبة لقضيتنا ومن ضمنها معرفة طبيعة الصراعات االاولية والصراعات الثانوية حيث نلاحظ بعض التنظيمات لم تدرك في الراهم اهمية معرفة هذا الواقع.
19- في الخارج دخلت أنشطة الأحواز – الأهواز مرحلة هجومية، ما يعني أنها بدأت في دخول مناطق كانت في السابق حصرية في أيدي القوى والمعارضة الفارسیة، مثل الارتباط مع البرلمانات والأحزاب الأوروبية، وهنا أعني الارتباط والنشاط السیاسي وليست حقوق الإنسان، کیف تری مستقبل هذه الأنشطة والفعالیات؟ وماهو لابد ان یکون الهدف الرئیسي للحراک الوطني الاحوازي – الأهوازي من هذه النشاطات؟
-نعم بالفعل هناك عمل ملموس و غير مسبوق للحضور الاهوازي بكافة اتجاهاته في المحافل لدولية وهو ليس حكر على احد، وقد كنا السباقين في هذا المجال فقد قمنا بدورنا هذا منذ 17 عاما واصلنا حضورنا الدائم في كل الفعاليات والنشاطات التي يتوجب علينا حضورها و أرى بان هذا الامر مستقبلا سيكون ذات فعالية شديد بإيصال صوتنا الى العالم. لكن أود ان اشير بأن العمل الحقوقي هو الأكثر فعالية بالمرحلة القادمة ويشكل حجر الأساس لنشاطنا بالمستقبل، وهذا يتطلب منا لحضور الفاعل والدائم في المحافل الدولية.
20- تعرضت حركة النضال العربي لتحریر الأحواز لعدة ضربات، اعتقال زعيم الحركة وعدد من كوادرها في أوروبا، والأهم من ذلك “اختطاف” زعيمها السابق السيد حبيب أسيود، كيف تقيمون هذه الضربات؟ ما مدى ارتباطها بضعف حركة النضال وإلى أي مدى بضعف الحراك الوطني الأحوازي-الأهوازي ككل؟ كيف يمكننا محاربة هذا الضعف حتى لا نتعرض للضرب مرة أخرى من نفس النقاط؟
-اعتقد بان ما جرى على حركة النضال العربي لتحرير الأحواز هو ليس جديدا على تاريخ الحركة فهي ضحت بالعديد من كوادرها وقاداتها في الداخل والخارج بين اعتقال واستشهاد، اما في مايخص اختطاف الأخ حبيب اسيود فلم تكن حركة النضال وحدها مستهدفة بل القضية الاهوازية برمتها.
اما بخصوص تقيمي لحدث الاختطاف باعتقادي هذا الأمر قبل كل شيء يبين الطبيعة الإرهابية للدولة الإيرانية التي بدل الاستماع لصوت معارضيها تقوم بخطفهم وتعذيبهم وتجبرهم على الإدلاء باعترافات كاذبة وهذا عمل ليس مدان من قبلنا و حسب وانما مدان من جميع القوى المدافعة عن الحريات و عن حقوق الانسان.
21- كثير من النشطاء والمراقبین ینسبون هذه الضربات إلى الضعف الأمني والتنظيمي داخل الحراك الوطني الأحوازي – الأهوازي بشکل عام، هل تصدقون ذلك أيضا؟ ما الذى يمكن فعله حيال ذلك؟
-في ظل الحكم الديكتاتوري والارهاب الحيطة و الحذر يحتلان الدرجة الاولى لدى كل تنظيم، يجب على المناضلين اخذ هذان الموضوعان بعين الاعتبار، وان لا يقومون بأي تحرك قبل دراسة الجانب الامني وما يترتب عليه من مخاطر.
22- قبل فترة، اقترحت حركة النضال “مبادرة احوازیة” خطة للحوار داخل بیت الأحوازي، ونظرا لحاجة الحراك الوطني الأحوازي-الأهوازي الماسة إلى اتحاد وربما وحدة، ما هو ردكم على هذه المبادرة؟
-هذه المبادرة ليست الأولى وحتما لن تكون الأخيرة، اننا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي دائما رحبنا بأي مسعى لتقارب بين وجهات النظر، كوننا نعتقد ان اي تقارب بين التنظيمات الاهوازية هو نصر لقضيتنا، لأننا في المرحلة الراهنة احوج ما نكون اليه و في هذا المجال لابد من طرح إستراتيجية عملية تتماشى مع واقعنا السياسي على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
23- أنت تعلم أن الحراک الوطني الأحوازي – الأهوازي بحاجة ملحة الی قیادة مرکزیة تشمل کافة القوی الوطني الحقیقیة التي لها حضور و ثقل تنظیمي في الساحة الأحوازیة-الأهوازیة، لکي تکون قادرة علی تمثيل شعب الأحوازي -الأهوازي في الساحات الخارجية، وهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم على الأشكال السابقة، فهل لديك خطة للقيام بذلك؟
-المشكلة ليست في الهايكل التنظيمية او اشكالها و مستواياتها انما تكمن المشكلة في فهم طبيعة قضيتنا و آليات حلها، نحن لسنا القضية الفلسطينية ولا جنوب السودان ولا بلدان الاتحاد السوفيتي السابق او الجزائر قبل استقلالها بل لسنا القضية الكردية أيضا. القضية الأهوازية لها طبيعتها الخاصة والمتميزة ولها مستوى من الحساسية لا تمتلكها أي من هذه القضايا العالقة في العالم لذلك تطبيق النماذج الجاهزة لن يفيدنا بشئ وانما يجب العمل وفق ظروف هذه القضية وطبيعتها وهذا ما حاولنا أن نسلكه في منهاجنا ومنهجنا السياسي.

23- أنت تعلم أن الحراک الوطني الأحوازي – الأهوازي بحاجة ملحة الی قیادة مرکزیة تشمل کافة القوی الوطني الحقیقیة التي لها حضور و ثقل تنظیمي في الساحة الأحوازیة-الأهوازیة، لکي تکون قادرة علی تمثيل شعب الأحوازي -الأهوازي في الساحات الخارجية، وهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم على الأشكال السابقة، فهل لديك خطة للقيام بذلك؟
-المشكلة ليست في الهايكل التنظيمية او اشكالها و مستواياتها انما تكمن المشكلة في فهم طبيعة قضيتنا و آليات حلها، نحن لسنا القضية الفلسطينية ولا جنوب السودان ولا بلدان الاتحاد السوفيتي السابق او الجزائر قبل استقلالها بل لسنا القضية الكردية أيضا. القضية الأهوازية لها طبيعتها الخاصة والمتميزة ولها مستوى من الحساسية لا تمتلكها أي من هذه القضايا العالقة في العالم لذلك تطبيق النماذج الجاهزة لن يفيدنا بشئ وانما يجب العمل وفق ظروف هذه القضية وطبيعتها وهذا ما حاولنا أن نسلكه في منهاجنا ومنهجنا السياسي.
24- خلال هذه الفترة التي دامت عدة سنوات منذ تأسیس الحزب، ماذا أضافها حزب التضامن الدیمقراطي الأهوازي من تجارب وغیرها إلى نضال الشعب والحراک الوطني؟
-نحن في حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي بتواضع نرى انفسنا جزءا من كل النشاط السياسي الاهوازي قوتنا من قوة اخوتنا في باقي التنضيمات وضعفنا بضعفهم أيضا. تجاربنا ليس تميزا على باقي الأحزاب وانما دفعا جديدا لأبواب لم تطرق من قبل في الحركة الوطنية الاهوازية وهي تحويل المفاهيم الكبرى للقضية الاهوازية الى برنامج عمل مرحلي ومتدرج يريد أن يراعي الظروف الدولية والمحلية والداخلية كما أنه يريد أن يسحب البساط من تحت اقدام من اضطهدونا بتهم واهيه وسكروا الأبواب علينا. وبالفعل هذا الامر اتى بثماره حتى وقتنا الحاضر مع وجود نقاط الضعف التي هي بدورها نتيجة مباشرة لمحدوياتنا الكثيرة وأكد لكل شعبنا وجماهيرنا باننا على موعد مع اخبار ساره سوف تدفع بقضيتنا الى الامام و سيكون لها الدور الحاسم في مستقبل ايران السياسي.

شكرا جزيلا على وقتك في مجلة الأحواز
عبدالخالق جرفي