17/05/2024

قبل 8 سنوات مثل هذه الايام فقدت الساحة الأهوازية أحد أبنائها المميزين وهو الفقيد منصور عبدالرضا مشرف حيث وري جثمانه الثرى كالعديد من رفاقه في أرض المهجر وذلك بالقرب من العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث كان في زيارة لها قادما من الإمارات العربية المتحدة.
وكان منصور مشرف حقا أحد النخب الأهوازية الواعية والمتعلمة أمضى حياته كلها في الدفاع عن الحق فجرب مختلف الأفكار والعقائد إلا إنه ظل دائما متمسكا بقضية شعبه العربي الأهوازي وشكلت هاجسه الاول على كافة الأصعدة إلى أن انضم في عام 2008 إلى حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي .
وكان الحزب يأخذ بتوصياته واقتراحاته التي كانت دائما تنطلق من المنطق العلمي والأدبي والثقافي والتجربي، حيث كان قد استخلصها هو من خلال احتكاكه بأكبر الأحزاب المعارضة للنظامين الشاهنشاهي وولاية الفقيه في إيران والذي أدى إلى زجه في السجن وذاق الويلات في الزنازين من جراء ذلك، محاولا نقل تجاربه التنظيمية والنضالية إلى الساحة الأهوازية.
وإلى جانب ذلك كان المرحوم منصور مشرف مسلطا على اللغتين العربية والفارسية بشكل ممتاز ويتقن الإنجليزية وقام بكتابة أكبر موسوعة للأمثال العربية الأهوازية وقارنها بمثيلاتها في اللغتين الفارسية والانجليزية وهذا العمل الكبير ولكن للاسف الشديد لم يتم طباعة هذا العمل الكبير رغم مرور 8 أعوام على وفاته ونتمنى أن تتوفر الإمكانيات لتحقيق هذه الأمنية التي كانت تراود فقيدنا طوال حياته حتى اللحظات الأخيرة منها.
وكان منصور من مؤسسي “جريدة الأهواز” بالغتين العربية والفارسية وكان من محرريها كما كتب باللغتين العربية والفارسية في صحيفة صوت الشعب ومواقع من قبيل شفاف الشرق الأوسط والعربية و ميهن وغيرها.

وكان قد عمل قبل ايداعه سجن ايفين، حيث أمضى هناك عامين ونصف يواجه احتمال عقوبة الاعدام، عمل في غرفة الأخبار في الاذاعة والتلفزيون وبعد الخروج من السجن عمل لدى وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” في مقرها بالسفارة الفلسطينية بطهران.
وبعد أن ضاقت الحياة بمنصور مشرف في إيران نتيجة لتاريخه النضالي ومواقفه القومية النبيلة منعه من العمل في إيران، لم يجد بدا إلا الانتقال إلى الامارات العربية المتحدة ليستقر في إمارة عجمان وأسس “ترجمان للترجمة القانونية” ليلتحق فيما بعد بموقع العربية حيث إضاف لها الكثير نتيجة لقلمه الرائع باللغتين العربية والفارسية ومستواه التحليلي الراقي .
وبالاضافة الى ما ذكرناه فقد كان الفقيد بالرغم من مستواه العلمي حيث إنه كان خريج جامعة طهران فرع اللغة العربية وإلمامه الكامل باللغتين العربية والفارسية في أعلى المستويات وأيضا المعلومات العامة الواسعة في كافة المجالات السياسية والأدبية والاقتصادية والثقافية التي كان يحملها، نعم بالرغم من كل ذلك كان انسانا راقيا متواضعا خلوقا في تعامله مع الجميع حتى مع خصومه .
واليوم نعيد الذكرى الثامنة لوفاة فقدينا بعيدا عن أرض الوطن، حيث فقدنا نجما أهوازيا لم يكن يعيش نزعة الظهور والتظاهر وفقدنا نبراسا علمليا وفقدنا عروبيا لم يحقد على الغير ولكن ستلد الأمهات العربيات الأهوازيات الكثير الكثير من أمثال فقيدنا منصور عبد الرضا مشرف.

حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي