اميمة احمد
يوليو 28-2016
عقب المؤتمر السنوي الأخير للمعارضة الإيرانية في باريس التي حظيت بحضور كثيف من جميع ألوان المعارضةوالأقليات ومساندة دولية كبيرة، أثير تساؤل حول كيفية إسقاط النظام الإيراني بعدما أعلنت المعارضة أن هذاهدفها القادم، ورؤيتها لمرحلة ما بعد سقوط النظام الملالي، وهل ستتجه الأقليات المضطهدة للانفصال؟.
من أجل ذلك التقت “مصر العربية” بالدكتور كريم عبديان بني سعيد المستشار العام لحزب التضامنالديموقراطي الأهوازي والمدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان الأهوازية، للوقوف على بعض الإجابات التيتتعلق بخطة النضال ضد النظام الإيراني المستقبلية ومصير الدولة.
كحركة أهوازية هل تدعون إلى دولة عربية مستقلة أم تفضلون ولاية فيدرالية داخل إيران؟
نحن نميز بين الطموحات والأمل وأرض الواقع، طبعا كل أهوازي وأنا منهم يريد دولة مستقلة، لكن اليوم نحننعتبر النضال له مراحل، هدفنا القائم هو تقرير مصير بلا شك، لكنه سيتطلب ذلك مستويات، فنحن نعرف أيننعيش ولسنا في كوكب آخر، فالاستقلال الآن غير متاح.
هل ترون تقرير المصير حاليا ضربا من الأوهام وبالتالي تطالبون بفيدرالية؟
كل شعب يحدد مراحل حق تقرير المصير في زمن معين ومكان معين، وهذا قابل للتغيير، فالمسألة ديناميكية،وممكن في ظروف معينة يختار شعب الحكم الذاتي، وفي أخرى حق تقرير مصير، وبعدها يطلب الفيدرالية،ويعقبها الكونفدرالية ومن ثم الاستقلال، هذا الذي نراه العمل الصحيح بين الشعوب المضطهدة كما حصل فيالعراق وغيره.
ماهي رؤيتكم لحل القضية الأهوازية؟
طبعا أي حل المفروض أن يتمحور حول كيفية الخروج من النظام الحالي للجمهورية الإسلامية، فدون تغييرالنظام في إيران لا نحن ولا أي شعوب أخرى في إيران تستطيع تحقيق طموحاتها، لذلك المهم تغيير وإسقاطالنظام الإيراني بالدرجة الأولى.
نحن كأهوازيين لايمكننا لوحدنا إسقاط النظام الإيراني، لذلك ندعو إلى تحالف مع الشعوب الأخرى غيرالفارسية المضطهدة مثل الأكراد والبلوش والتركمان والأذربيجانيين، ونحن بدأنا هذا في ائتلافنا، ومعناحركات وقوات تقدمية فارسية كمجاهدي خلق وغيرهم.
الشعار والهدف لنا جميعا اليوم وتجتمع عليه كل القوى هو المطالبة بحكومة لامركزية فيدرالية بعد إسقاطالنظام الإيراني، وهذا يعني بالدرجة الأولى أننا نحتاج لقوى فاعلة في الداخل لها قاعدة شعبية لسقوط النظامالإيراني، ونحن نرى هذا هدفا مشتركا مقبولا بين كل الشعوب، وهو مقبول بين القوى التقدمية الإيرانية وكلالشعوب الأخرى التي رفعت شعار ” الفيدرالية ” اليوم، فتظل الخطوة الأولى إسقاط النظام ومن ثم تقريرالمصير.
ولكن من بين الأحزاب الأهوزاية هناك من يرفع شعار استقلال الأهواز العربية .. كيف ترى ذلك؟
برأيي رفع شعار الاستقلال اليوم مبكرا؛ لأننا لا نحظى بدعم دولي ولا حتى دعم عربي إقليمي، لذلك نريد فترةلتطوير شعبنا وإمكانياتنا، ونحن نطالب بالفيدرالية كحد أدنى، وهي تعني: برلمان محلي، وجيش وشرطة وحكومة، مثل النظام في الولايات المتحدة الأمريكية والسويسرية والتجربة الكندية ، يعني شبه الاستقلال،ونتعايش مع الشعوب الأخرى في حين نحاول التعاون مع الدول العربية والإسلامية والدول التقدمية .
إذن طموحكم يقتصر في الوقت الراهن على وجودكم ككيان شبه مستقل في حكومة لامركزية..
نعم، اللامركزية مهمة، وهذا برأيي سيكون بداية فشل الحكومة الفارسية التي نعرفها اليوم المسيطرة علىالمنطقة، فسوف ينتهي النظام التوسعي الفارسي بسلطة لا مركزية، أي انتقال القرار من رأس الهرم إلىالشعوب في مناطقها بشكل ديموقراطي.
هل تسعون لنموذج يحاكي النظام الفدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية؟
بالضبط ، الفيدرالية الحد الأدنى الذي نريده، أي أن هناك دولتين بالتوازي، الدولة الأهوازية الفيدرالية تعني أنيكون لنا رئيس منتخب للإقليم ومندوبين وبرلمان وجيش وشرطة وقسم من النفط وجزء من الميزانية، أي شبهاستقلال، وهناك شعوب أخرى مثل الأكراد والأتراك وغيرهم لهم نفس الحقوق.
والدولة المركزية لها حكومة ودستور، ونحن لنا حكومة ودستور، ونقبل أن تأخذ الحكومة المركزية مسؤوليةالدفاع والخارجية والمالية، المهم أن رؤيتنا أن يكون هناك مجلسان، مجلس يتكون من كل المواطنين في إيران،ومجلس الشيوخ الذي يمثل الشعوب والمحافظات في الدولة، يعني يكون لنا بالإضافة إلى مندوبينا في مجلسالنواب عدد من النواب مندوبين عنا يمثلون الحكومة والدولة الأهوازية في مجلس الشيوخ، بجانب مندوبيالأقاليم الكردية والبلوشية والأذربيجانية والتركمانية.
وبهذا يكون مجموع نواب هذه العرقيات الأغلبية في مجلس الشيوخ، فنستطيع حينها أن نفرض أنفسناوأهدافنا وقراراتنا أمام القوى الفارسية الذين يريدون يسيطرون عليها.
إلى أين وصل التنسيق بينكم وبين المجموعات العرقية الأخرى في إيران؟
لدينا منظمة اسمها “حركة تلاقي الشعوب المضطهدة المطالبة بالفيدرالية “، تتكون من 18 حزبا وتنظيماسياسيا، لهم نشاط في الداخل والخارج، وأسسنا هذا التنظيم عام 2003، وقبل ذلك عام 2000 الحركةالأهوازية وقيادات الشعوب الأخرى وصلوا إلى نتيجة حتمية تأسيس حركة مستقلة من الشعب الفارسيوالقوى الفارسية بما فيها القوى التقدمية، كنا في عام 2000 كمن يتوهم، لكن فكرنا أنه ممكن إسقاط النظاموننتقل إلى نظام ديموقراطي نتعايش مع بعضنا البعض كل القوميات في إيران، فوصلنا إلى نتيجة بأنهالمفروض نعمل مستقلين فكريا وتنظيميا لذلك شكلنا الائتلاف الموجود اليوم.
لماذا استثنيتم حزب تودا اليساري من هذا الائتلاف؟
حزب تودا غير موجود لأنه فارسي ، بينما يجمع الائتلاف الشعوب المضطهدة غير الفارسية، وبعدها ندخل فيمفاوضات مع حزب تودا، وحركة مجاهدي خلق، والفدائيين، والقوى التقدمية الأخرى التي تطالب بسقوطالنظام الإيراني، ونحن قلنا لحزب تودا والآخرين أنتم الأحزاب الفارسية شكلوا نفس التحالف فيما بينكم،ونحن نمثل الشعوب المضطهدة غير الفارسية، ويمكن أن نصل إلى نتائج في مرحلة لاحقة.
وفي مؤتمر المعارضة الإيرانية الأخير دخلنا في مفاوضات مع مجاهدي خلق والآخرين لبحث كيفية الوقوفعلى أرضية مشتركة؟ لأن هناك اختلاف أساسي بيننا وبين مجاهدين.
ماهو وجه الاختلاف بينكم وبين مجاهدي خلق؟
هم وحزب تودا والآخرين كل منهم يعتبرون أنفسهم تنظيم يسمونه بالفارسية “الثلاسري” يشمل كل إيران ،ونحن لم نعترف بهم كتنظيم إيراني، نراهم تنظيمات فارسية، ونحن تنظيم إقليمي عربي جاهزون لعمل مشتركمع تلك التنظيمات.
وحزب تودا والتنظيمات الشيوعية يقولون لنا إن بعض الأهوازيين يريدون الاستقلال، وهذا صحيح البعضيريد الاستقلال، فجوابنا لهم كان: الاستقلال ليس هدفا صرفا، فنحن نستطيع التعايش مع الشعوب الأخرىبالحرية والديموقراطية وتخصيص بعض الإمكانيات لنطور أنفسنا، وبعدها نكتب بالدستور (دستور الدولةالأهوازية) نريد من الدولة المركزية أن تعترف بالدولة الأهوازية، وإذا في أي وقت الشعب الأهوازي قررالاستقلال هذا حقه، وهو حق لكل الشعوب الأخرى في الدولة المركزية، وعلى الدول الإقليمية والعالم أن يقبلوا بهذا الحق، لذلك نحن لانرفض الاستقلال لكن نقول هذا حق الشعب، لأنه اليوم لانحن ولا أحد يمثل الشعبويستطيع يقول الشعب يريد كذا وكذا، لذلك نحن نرى طرح الفيدرالية مبرمجة من جانبنا ومدروسة كحد أدنى.
هل تقبلون بالحكم الذاتي مرحليا حاليا؟
نحن نرفض الحكم الذاتي اليوم؛ لأنه ليس له دستور يقومه، فإذا طبق على الوضع الراهن يستطيع الرئيسالحالي أن يقرره ورئيس آخر يلغيه، لكن الدولة الفيدرالية لها دستور مقبول من الشعب الأهوازي ومعترف بهدوليا وإقليميا، وثانيا الشعب بعد ذلك يستطيع أن يختار، سواء دولة كونفدرالية، أي دولة مستقلة تعمل معدويلات أخرى، أم الاستقلال، هذا حق الشعب في الاختيار ، ونحن نختلف مع بعض الجهات الأهوازية الأخرىعلى هذا، فهذا حق الشعب في الاختيار وليس نحن كقوى سياسية من يقرر.
يوليو30 -2016
في الجزء الثاني من حوار الدكتور عبديان بني سعيد مستشار حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي، ورئيسمنظمة حقوق الإنسان الأهوازية لـ”مصر العربية” يتحدث عن علاقتهم بالحركات المعارضة العربية والحركاتالمعارضة الإيرانية كمجاهدي خلق وغيرهم.
كما يتطرق بالتفصيل إلى أشكال الاضطهاد التي يتعرض لها الشعب الأهوازي في إيران والتي تزيد أضعافًاعن أي أقليات مضطهدة أخرى هناك، وعن نهب طهران ثروات الإقليم والفقر الذي يعيشون فيه، بجانب جملةالمحرمات التي تحرمها إيران عليهم، والإعدامات بالجملة التي تواجه أي معارض أهوازي أو من يروّج للغةالعربية.
إلى نص الحوار..
بما أنكم حركة عربية ما علاقتكم بالشعوب والمعارضات العربية؟
لنا ارتباط مع معظم الأحزاب والحركات التقدمية العربية، نحن مسلمون عرب علمانيون، ولكن لسنا ضد الدينكما يظن البعض بالعلمانية، لكن نُصر على فصل الدين عن السياسة، أي فصل الدين عن الدولة، فأول سؤاليوجه لنا “أنت شيعي أم سني”، نحن نقول: لا ندخل بهذه الطائفية، وهي في الحقيقة تنزيل مستوى طموحاتناوأهداف شعبنا، لدينا أرض محتل نحاول استردادها، هذه مسألة سياسية، نحن علمانيون شيعة وسنة مناليمين إلى اليسار مثل الحركة الفلسطينية ، فيها مسلمون مسيحيون.
هذا يميزنا عن بعض الإخوة، نُصر على فصل السياسة عن الدولة، ونحن أيضًا نتضامن حتى مع الأحزابوالحركات التقدمية الفارسية، طبعا الأذربجانية والكردية وغيرها ومع الحركات الموجودة في العالم العربي، لكنخارج هذه البلبلة الجارية اليوم بالصراعات الطائفية بالمنطقة؛ لأنها ضدنا وضد بعض الإخوة في العالمالعربي الذين يصرّون ويدفعون صوب الطائفية وهذا خطأ كبير.
بعض أجهزة المخابرات في دول الجوار حاولت أن تستخدم حركتنا كورقة، فتعلمنا من هذا الدرس، وتجنبناها.
ماهي أفكار وأهداف حزبكم؟
أنا مستشار حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي، وهو الحزب الوحيد الأهوازي الذي يطرح بشفافية فصلالدين عن السياسة، ونطالب بالفيدرالية كحق الحد الأدنى، لكن في إطار حق تقرير المصير، نحن عرب الأهواز،لكن لنا أهداف واضحة، وهذه المسائل تسبب اليوم لنا العداوات، لأن حزب التضامن الديموقراطي الأهوازيهو الحزب الوحيد الذي يعترف أنه جزء من حركة الشعوب الأخرى للحرية والعدالة، وثانيا هو الحزب الوحيدالذي يحدد مراحل تحقيق أهدافنا ، وفي هذه المرحلة المفروض نركز على إسقاط النظام.
“عداوات” ممن؟ وما هي أشكال الاضطهاد التي يمارسها النظام الإيراني على الأهوازيينوالقوميات الأخرى؟
مع الأسف شعبنا يعاني من أسوأ أنواع الاضطهاد القومي، هناك تمييز عنصري للكل، تاريخيًا هناك تمييزوعداوة بين الفرس والعرب؛ لأنّ الفرس تاريخيًا يقولون إن تخلفنا اقتصاديًا واجتماعيًا سببه العرب والمسلمين،ونحن كأهوازيين عرب ومسلمين نؤكد أن أرض الأهواز توفر 90% من موارد إيران، لذلك الحكومة تخاف منا،وتخاف من وعي قومي عربي أهوازي لذلك هناك تطهير عرقي مبرمج ومدروس من جانب الحكومة المركزية.
مثلا صدر قرار من الحكومة الإيرانية، يقضي بتشكيل لجنة للتطهير العرقي، ورصدت الحكومة لها ملياراتالدولارات، الهدف من عملها خلال مدة عشر سنوات تخفيض عدد السكان العرب الأهوازيين من 70% أو 80% في إقليم الأهواز إلى الثلث أو اقل.
ووفقا لذلك هجروا نحو مليون ونصف من العرب إلى المحافظات الفارسية الأخرى، وأحلوا مكانهم نحو مليونو200 ألف فارسي استوطنوا أراضينا في الأهواز، أسسوا مستوطنات فارسية مثل إسرائيل تماما، وهذاالتطهير العرقي أسوأ شيء، حتى أن أكبر نهر في إيران هو نهر كارون، الذي يجري في أراضينا العربية،حولوا مجرى النهر إلى مناطق فارسية.
هل تتعاملون بالعربية في الإقليم؟
اليوم الحكومة لا تسمح لنا باختيار أسماء عربية، ويضعون قائمة من الأسماء الفارسية، وقائمة من أسماءالشيعة، فهم لايسمحون باسم عمر لتسمية المولود، حتى الأسماء لزعماء عرب لهم كارزما يمنعونها مثلا أخيجليل ابن سعيد ولد عنده ابن فأسماه عبد الناصر ، فلم يقبلوا وقالوا أنت تقصد الزعيم جمال عبد الناصرفأنت قومي، فتوجه للمحكمة، ورفضت اسم عبد الناصر، هناك أسوأ تميز قومي ضد شعبنا.
وماذا عن الثروة النفطية بالإقليم؟
ما بين 4 إلى 6 ملايين برميل نفط يصدرونه يوميا من أراضينا لطهران ولا نحصل على نصف ولا واحد بالمائةمن النفط، فالفقر والبطالة بالأهواز وصلت اليوم إلى خمسة أو ستة أضعاف مقارنة بالمعدل الموجود في إيران،حيث نسبة البطالة في إيران تتراوح بين 12 %و 14 %، والبطالة بين شبابنا بالأهواز 50 إلى 60 % ، والفقرمثل تلك النسب طالما لا يوجد عمل، هذا حقيقة وأنا تحدثت عن هذا في الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى.
حدثنا عن التعليم في الأهواز؟
مسألة التعليم شيء آخر، اللغة الأم في دستور إيران واللغة الرسمية الوحيدة هي الفارسية ” واللغات الأخرىغير رسمية يعني نحن لا نستطيع أن ندرس باللغة العربية رغم أنها لغة القرآن، وأيضًا الشعوب الأخرىالبلوشية، التركية، الكردية، أيضا ممنوعة من التعليم بلغتها.
وبين كل 4 تلاميذ فرس منهم 3 يكملون الدراسة الثانوية، وواحد يترك الدراسة، وعند عرب الأهواز العكس واحديكمل المرحلة الثانوية وثلاثة يتركون الدراسة، فهم لا يسمحون حتى بالدراسة، حاول شبابنا فتح مدارسخاصة أو أهلية بالداخل، تدرس باللغة العربية ، البعض أعدموهم مثل هاشم شعباني وبعض الأخوة أعدمهمالنظام الإيراني لأنه كان عندهم منظمة الحوار للتدريس وتعليم اللغة العربية ومساعدة شباب الأهواز للدخولفي الجامعات، هذا ذنبهم .
طبعا هناك اضطهاد ضد كل الشعوب غير الفارسية ، لكن ضد الأهوازيين أسوأ اضطهاد، بلغ الحد الأقصى،منذ الحرب العراقية- الإيرانية لايزال الحقد موجودًا منذ 26 سنة لأنّ كل القرى بين العراق وإيران للأهوازيينهجروهم منها إبان الحرب العراقية – الإيرانية، وبعد انتهاء الحرب أراد الأهوازيون العودة إلى أراضيهم،فرفض النظام الإيراني عودتهم إلى قراهم وأراضيهم، يعني هذا تطهير عرقي مبرمج.
هناك شيء آخر خلال الحرب العراقية – الإيرانية معظم النخيل دمرتها وأحرقتها إيران، لأن النخيل رمز عربي،أنا أعرف ملفات الفلاحين العرب يريدون زراعة النخيل لا يسمحون لهم لأن النخلة رمز عربي، مع الأسف العالمالعربي لا يعرف عنا شيئا، إن شاء الله يعرفون ، أطلب من الشعوب العربية أن يكونوا معنا جنبا إلى حنب.
كناشط في حقوق الإنسان كيف ترى ملف الإعدامات في إيران؟
في عهد أحمدي نجاد الرئيس السابق تم 700 أو 800 إعدام، وفي سنة 2015 حسب إحصاءات رسمية أكثرمن 1000 إعدام، وفقا لمندوب إيران بالأمم المتحدة الدكتور أحمد شهيد ارتفعت الإعدامات في عهد روحاني ،ومعظم الإعدامات من الشعوب غير فارسية .
هناك تعتيم إعلامي على ما يجري في الأهواز، مثلا توجد في أذربيجان حركة سلمية ضد الحكومة لم يحدثفيها إعدامات نفس الحركة السلمية لو قامت بالأهواز ورفعت لافتة واحدة ضد الحكومة فالأحكام لا تقل عن20 سنة سجنا.
الحقيقة أن الإعدامات كثيرة بالأهواز والتمييز العنصري ضد الأهوازيين، مثلا في طهران يستطيع المعارضالسياسي أن يجري مقابلات مع قنوات أجنبية ولا يتعرض لأية عقوبة لأنه فارسي، هذا العمل لو قام به ناشطعربي أهوازي يؤدي به للإعدام.
سألت سنبراق زاهدي أحد قادة مجاهدي خلق عن القضية الأهوازية قال هدفنا إسقاط نظامالملالي، وبعدها نتكلم عن حقوق القوميات الأخرى، ما رأيك بهذا؟
هذه مسألة مهمة، وهذا اختلافنا مع إخواننا المجاهدين ، كيف تقدر إسقاط النظام؟ إذا كنت تستطيع إسقاطالنظام فلماذا لم يسقط خلال 37 سنة ؟ نحن لم نشارك في أي حركة سواء المجاهدين أوالآخرين حتىيعترفوا اعترافا صريحا بحقوق الشعوب الأخرى في إيران، فإيران تتكون من شعوب، وليس شعبا واحدا.
أنا أحترم المجاهدين، ولكن إن كانوا يريدون تنسيقا وعملا مشتركا المفروض تكون لديكم شجاعة وتعترفون بناكشعب عربي، ونحن تعلمنا الدرس من الخميني، أنا من الأشخاص عملت مع الخميني لإسقاط الشاه، وقالوالنا نفس الشيء في كل مرة نطرح مسألة الأهواز، وهو “ليس وقتها الآن”، وبعد إسقاط الشاه لم يعترفوا بنا.
نحن لا نشارك بأي حركة لا يعترفون بنا ولا يعترفون بحكومة لا مركزية، وحق تقرير المصير حتى لو في إطارإيران، وبعدها اعتراف بأن الشعب بالنهاية يقرر مصيره.
في مؤتمر مجاهدي خلق عقدنا لقاءات مع كل القياديين، وأنا شاركت لأول مرة بمؤتمر مجاهدي خلق السنوي ،دعيت كثيرا من قبل وكنت أعتذر، لكن حاليا توجد تطورات إقليمية جديدة في المنطقة فقررت المشاركة هذاالعام.
ما هي دوافع مشاركتك بالمؤتمر؟
نحن كسياسيين لا يجب أن نمكث في زاوية وننغلق على أنفسنا، لذلك نبدأ بالحوار حتى مع أعدائنا دوليا، أناجاهز من أجل حركتنا أن أقابل أي شخص ونتحاور ونتفاوض معه، وعموما أي شكل للحوار هو معرفة لرأيالآخر.
المصدر مصر العربية