إلى الأخوة والأخوات، أبناء الشعب العربي الأهوازي في الوطن والمهجر

يسرني أن أبعث إليكم، إصالة عن نفسي ونيابة عن أخوتي في حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي، بأصدق التهاني القلبية بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل، داعياً المولى العلي القدير أن يٌعيده علينا جميعاً وعلي الأمتين العربية والإسلامية بالخير والبركات، وأن ينعم علي شعبنا والشعوب المضطهدة بالحرية والعدالة والعزة والرفعة.
أخواتي وإخوتي الكرام
تصل بين الحين والآخر العشرات من الرسائل من أبناء شعبنا من مثقفين ومستقلين ونشطاء، تدعوا الأحزاب والتنظيمات السياسية الأهوازية جميعاً إلى رص الصفوف ووحدة العمل، وذلك بغية إفشال خطط خصمنا الشرس الذي يكن العداء والحقد لشعبنا والشعوب المضطهدة، ويتمثل ذلك في خططه التي يتبعها لمحو معالم وجودنا، وطمس هويتنا العربية، ولمواجهة هذه الخطط، ينبغي علينا دون أدنى شك، أن نسلك الطريق الوعر والشاق والطويل في هذه الظروف المصيرية والحاسمة التي نمر بها .
دعوني أن أشبه الظروف الراهنة بتلك التي إجتازها شعبنا منذ عام 1975 إلى 1979 والتي شهدت الخمول والتشريد والإحباط في أوساط نشطاء الحركة الوطنية الأهوازية بعد اتفاقية شط العرب بين الحكومتين العراقية والإيرانية، وجاءت ثورة الشعوب العارمة داخل البلاد وأسقطت أعتى ديكتاتوريات الشرق الأوسط، وكان جميع المناضلين الوطنيين إما يعيشون الشتات الفكري والتنظيمي بين سورية وليبيا واليمن والكويت، أو إنهم أسرى في أغبية السجون الشاهنشاهية .
وكادت الثورة أن تحقق آمال الشعوب التي قامت بها، لولا إختطافها من قبل فئة رجعية دموية، خرجت من ظلمات التاريخ، فحولت آمال جميع الشعوب إلى سراب، إلا أن الحركة الوطنية الأهوازية أخذت الدورس من هذا التحول المر، واستطاعت أن تسعيد عافيتها بمرور الزمن، رغم أن شدة القمع المفرط الذي مارسه النظام الجديد من جهة، وهول الحدث الذي هز عرش الطاووس وعدم استعدادنا تنظيما للتعاطي معه من جهة أخرى، كل ذلك فقد جعلنا أن ندفع ثمنا غاليا نتيجة للمجازر التي تعرض لها شعبنا، ابتداءا منذ الأربعاء الأسود والإعدامات العشوائية في كافة أنحاء إقليمنا إلى يومنا هذا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد أعدم النظام الجديد 15 من أعز أعضاء أسرتي، واؤكد أن عائلتي ليست الوحيدة التي باتت ضحية النظام الجديد، حيث ثمة أسر أخرى فقدت فلذات أكبادها بإسم الثورة وبإسم الدين.
وبعد هذا السرد الموجز والمقتضب، أود أن أرد على جميع تلك الرسال بالقول بأننا في حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي ضمن التمسك بخاطبنا، ندعو جميع الأطراف الأهوازية الأخرى أن تجتمع حول الخطاب الذي تتمسك به ونحن على أهبة الإستعداد لمناقشتة خطابنا وبرنامجنا مع الجميع في جوء ديموقراطي وودي وأخوي خدمة لقضايا شعبنا العادلة.
نحن لا نرفض الحوار بتاتا ولن نغلق الأبواب بأي شكل من الأشكال على أي من إخوتنا حتى نناقش أفضل الخطط والبرامج بغية بلوغ طموحات شعبنا.
كما يعلم الجميع بأننا نرى في المطالبة بالإستقلال بأنها ليست جريمة، بل تعد مطلباً سياسياً يحق لأي تنظيم أن يتبناه، ولكن نحن متمسكون بحق تقرير المصير وفقاً لما نص عليه البرنامج السياسي للحزب، إيمانا منا بأن الشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.
وما تقديمنا الفيدرالية كمشروع، إلا كحل سياسي يؤدي لخلق كيان يحافظ على شعبنا في معركة الوجود، ويمهد لتحقيق طموحاته ضمن مراحل تفرضها الظروف الموضوعية من خلال عملية ديموقراطية توافقية، ونتأمل معها وبشكل براغماتي، أن يتحقق مشروعنا الذي نرى بأنه طور التكامل وفقا للمنهج الذي تبنيناه منذ تأسيس الحزب قبل 17 سنة، حتى يحقق ما يمكن تحقيقه مع بذل أقصى الجهود للغلبة على الظروف المعقدة والدقيقة، المعاكسة لقضيتنا.
وبهذه المناسبة أود أوضح لجميع الأخوة، نيابة عن رفاقي في الحزب، بأننا مع الوحدة ضمن البرامج السياسية الواضحة المعالم، والتنسيق حول الحد الأدنى على الساحة الأهوازية حول قضايا محددة تخدم قضيتنا، وندعو مرة أخرى جميع الأحزاب والفصائل الاهوازية والمثقفين والمستقلين للدخول في حوار جاد وممنهج، حول جميع المشاريع المطروحة وبكل إخلاص، خدمة للوطن ولقضية شعبنا العادلة، ‌وفی الأخیر نؤكد أن أصحاب جميع الخطابات إتفقنا أو إختلفنا معها، فإنهم يحملون نوايا صادقة لخدمة شعبنا المضطهد.
جليل الشرهاني
أمين عام حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي

Check Also

اعتقال وإيذاء رموز حراك الهوية يتنافى مع ميثاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

جابر احمد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 1948 زودا جميع …