17/05/2024

يا أبناء شعبنا العربي الاهوازي
يستعد النظام الإيراني هذه الأيام لتكرار مسرحية انتخابات مجلس الشوري والمقرر اجراءها في 21 فبراير/ شباط (2 اسفند 1998)، ولكي يتمكن من إخراج هذه المسرحية بشكل تضفي عليه الشرعية والشعبية المفقودتين بدأ يحشد إمكانياته الإعلامية والدعائية التي يحتكرها بالمطلق في البلاد لحث الجماهير على المشاركة في الانتخبات والتوجه إلى صناديق الاقتراع ليحول نتائج الإقتراع المعروفة مسبقا إلى وسيلة لتبرير اغتصابه للسلطة ولذلك صار من الضروري أن ننوه إلى ما يلي:
إن الانتخابات التي يسعي النظام الإيراني تنظيمها، تفتقر إلى الشروط الأساسية المطلوبة للانتخابات الحرة والديمقراطية لاختيار ممثلين للشعب، لأن المواطن عليه أن ينتخب من بين الذين سبق وأن إختارهم من خلال مجلس صيانة الدستور وبهذا تكون الانتخابات أشبه إلى مسرحية يتم من خلالها اختيار من يريد النظام وصوله إلى البرلمان، مستخدماً لتحقيق هذه الغاية كافة الطرق للالتفاف على حرية الاختيار حيث يعبر المرشحين العابرين من صافي صيانة الدستور من الموالين للنظام فقط وليس الشعب خاصة بعد أن رفض صيانة الدستور تأييد أهلية 90 بالمائة من مرشحي الإصلاحيين الذين لا يختلفون كثيرا عن منافسيهم الأصوليين في ترسيخ أسس هذا النظام الديكتاتوري.
في واقع الأمر فأن قادة النظام الإيراني ومنذ الايام الأولى لثورة الشعوب التي تمت مصادرتها بغير وجه حق سعوا إلى مصادرة حق الشعوب الإيرانية بالتمتع بنظام حكم ديمقراطي يتميز بالشفافية والنزاهة و يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والرخاء الاقتصادي والتداول السلمي للسلطة ويمثل كافة فئات الشعب وخاصة الطبقات المسحوقة والمحرومة كالعمال والفلاحين والمعليمن والموظفين الصغار.
ولمنع وصول الممثلين الحقيقيين للجماهير إلى مؤسسات الدولة لم يتورع النظام في قمع وقتل وتعذيب المعارضين وزجهم في السجون من جهة والقضاء على جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية المستقلة التي ساهمت في إنتصار ثورة الشعوب المضطهدة ومنها شعبنا العربي الأهوازي من جهة أخرى.
وبذلك لقد سقطت شرعية النظام لحكم البلاد ولهذا هو يبحث عن غطاء شرعي لتغطية إستمراره في سلطته المستبدة، وهنا يأتي دور مسرحياته الإنتخابية المخادعة.
ولكن الشعوب كشفت حقيقة النظام الديكتاتوري المبني على الفساد والمحسوبية وذلك من خلال الإحتجاجات الواسعة التي تنفجر بين الحين والآخر كبراكين غضب جماهيرية رافضة للنظام بمجمل تياراته وأجنحته وكان آخرها الاحتجاجات التي شهدتها معظم المدن والقرى في ايران وخاصة في الأهواز على خلفية رفع أسعار الوقود في منتصف نوفمبر 2019، وإسقاط طائرة الركاب بواسطة الحرس الثوري في يناير 2020، كما لم يتوان النظام القمعي في استخدام الاسلحة الثقيلة خلال مجزرة معشور الأخيرة.
ومن هذا المنطلق ولرفض استمرار نظام ولاية الفقيه في اغتصاب السلطة وممارسة سياساته الظالمة ضد كافة فئات الشعب وخاصة المحرومين والبؤساء منهم، ولإدانة جرائمه بحق أبناء شعبنا الأهوازي وكافة الشعوب في إيران، يدعو حزب التضامن الاهوازي شعبنا إلى مقاطعة مسرحية الانتخابات وعدم المشاركة فيها.
حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي
11 فبراير/ شباط 2020