لقد أسفرت عملية عسكرية بطائرة مسيرة، قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية، فجر يوم الجمعة 3 يناير، عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس كتائب الحشد الشعبي، وما يمكن أن نستقرأ من هذا التطور الذي شكل صدمة لنظام ولاية الفقيه، بأنه تحصيل حاصل لما قام به النظام الإيراني من تدخلات إقليمية وإنشاء المليشيات، حيث كان سليماني مهندس لهذه السياسة التوسعية التي جلبت الويلات للمنطقة وأدت إلى الدمار والخراب في سوريا، واليمن، والعراق، ولبنان.
ومما لا شك فيه فأن مقتل قاسم سليماني شكل ضربة موجعة للنظام الحاكم في إيران، إلا أن ذلك لا يعني نهاية خطط ومشاريع هذا النظام، ومن غير المتوقع أن ترى المنطقة الأمن والاستقرار بهذا العملية التي تم من خلالها تصفية أحد أهم رموز إيران، فقط لأن العقيدة التي أنجبت سليماني والمشروع الذي تبناه نظام ولاية الفقيه منذ أربعة عقود لا يزالان قائمان، ولن تتوقف تدخلات إيران السافرة إلا بنهاية النظام نفسه.
لذا فأن مقتل سليماني لوحده لا ينهي مشروع ولاية الفقيه للتدخل والتوسع.
وتعقيبا على هذا الحدث، يرى حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي أن بقاء النظام نفسه هو الخطر الحقيقي، لأن ببقائه يستبدل رمز بآخر رغم أن عملية تصفية قاسم سليماني الراعي لميليشيات طهران في المنطقة وبالأخص في البلدان العربية، شكلت ضربة نوعية للمشروع التوسعي الإيراني، إلا إنها يجب أن تكون خطوة على الطريق لإنهاء وجود نظام ولاية الفقيه خدمة للسلام والأمن والاستقرار في منطقتنا التي تعاني من فوضى وحروب ميليشياوية كان سليماني مهندسها الأول الذي يدير شبكاتها الارهابية في كافة انحاء العالم.
أن التدخل الإيراني الذي قاده سليماني تسبب في قتل وجرح وتشريد الملايين من ابناء الشعب السوري والشعب العراقي والشعب اليمني ولعب دورا فعالا في إجهاض الثورة السورية ودعم الانقلاب في اليمن واستلام الحكم في العراق من قبل الاحزاب الطائفية المليشاوية، وفضلا عن ذلك كان سليماني يشكل العنصر الاساسي في بقاء وديمومة النظام الذي قتل واغتال المئات من ابناء الشعوب داخل إيران وخاصة الشعوب غير الفارسية التي تتعرض لطمس معالم وجودها والسعي للقضاء على هوياتها وخاصة شعبنا العربي الأهوازي.
عليه فأننا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي وانطلاقا من رؤيتنا السياسية وموقفنا الشفاف في نبذ العنف والتطرف ودراستنا للأحداث في السنوات الاخيرة ونتائجها ورصدنا لسياسة طهران وما خلفته من دمار وخراب في المنطقة والذي كان لقاسم سليماني والميلشيات التابعة له دوراً مباشراً فيها، نؤكد أن مقتل رموز التطرف والارهاب والتدخل بمختلف أشكالها قد تشكل ضربات نوعية لأصحاب هذه المشاريع التخريبية بكل مسمياتها وتوجهاتها من أبوبكر البغدادي إلى أسامه بن لادن وأبومصعب الزرقاوي وصولا إلى قاسم سليماني، إلا إننا نؤكد بأن بقاء المشاريع نفسها وبقاء الدول الحاضنة لها هي التي تشكل الخطر الحقيقي على شعوب المنطقة بمجملها والشعوب في إيران ومن ضمنها شعبنا العربي الأهوازي.
كما إننا في حزب التضامن الدمقراطي الأهوازي نطالب المجتمع الدولي والدول الكبرى المتمثلة بمجلس الأمن الدولي بنزع سلاح ميليشيات حزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن والحشد الشعبي العراقي ومنظماته بكل أشكالها من عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله العراق وغيرها من التنظيمات المرتبطة بالحرس الثوري الارهابي، إذ مثل هذا الإجراء من شأنه أن يكرس ثقافة الدولة المدنية بدلا من تكريس عبث الميلشيات المنفلتة والخارجة على الدولة والقانون والمجتمع.
كما نطالب دول المنطقة بعدم التعاطي مع هذه التنظيمات الإرهابية وقطع علاقاتها مع قيادتها بصفتها تنظيمات إرهابية تضر بالأمن والاستقرار في المنطقة.
حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي