02/05/2024

تفاجأ العالم في الثاني من يناير 2020 ببشرة مقتل مهندس الإرهاب الإيراني في المنطقة قاسم سليماني الذي تلطخت يداه بدماء الإيرانيين بكافة أطيافهم وشعوب البلدان المجاورة لهذا البلد الذي أصبح بؤرة للمرتزقة الذين لا يكفون عن شن هجمات إرهابية ضد المدنيين ومصالح الدول في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. أن مصرع هذا المجرم الذي ساهم في قمع الثوار السوريين الأحرار عبر دعمه اللامحدود لبشار أسد من خلال مده بمرتزقة من إيران وأفغانستان وإنشائه لمجموعات مقاتلة أخرى مبنية على أسس طائفية بحته، وقيادته للحشد الشعبي العراقي الذي هو بدوره أصبح نسخة أخرى من قوات التعبئة (الباسيج) في إيران ومساهمته بشكل كبير في عدم استقرار عراق ما بعد نظام البعث، قد يكون بداية نهاية أنشطة فيلق القدس الإرهابي في الشرق الأوسط.

ألا أن يجب عدم الاكتفاء بتصفية قاسم سليماني، إذ فيلق القدس والحرس الثوري سوف لن يكفوا عن محاولاتهم بتصدير ما تسمى بالثورة الإسلامية عبر زعزعة استقرار البلدان المجاورة وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربي. لذلك نحذر المجتمع الدولي وتحديداً الدول العربية بالحذر مما قد يرتكبه هذا الفيلق الإرهابي خلال الفترة القادمة في الدول المجاورة، تحت ذريعة الانتقام من مقتل قائدهم السابق سليماني، عبر شن هجمات مباشرة أو غير مباشرة ضد مصالح الولايات المتحدة ألأمريكية في هذه البلدان.

أن التجارب السابقة تبين بوضوح قيام هذا الذراع الإيراني الإرهابي باستخدامه لكافة الأساليب الإجرامية الوقحة لضرب مصالح الدول الأخرى في البلدان المجاورة وتحويلها لساحة معارك بينه والدول الغربية، بهدف أشغال الرأي العام الإيراني عما يجري من مساوئ في إيران وأبعاد شبح المواجهة المباشرة مع خصومه، من خلال استخدامه لمرتزقته في اليمن والعراق ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية وحتى دول جنوب أمريكا.

لذلك فأن خيار المواجهة الاستباقية الشجاع الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يجب ألا يكون محدودا فقط على سليماني وقادة مرتزقته في العراق، بل يجب ان يستمر ويشمل باقي قادة الحرس الثوري وفيلق القدس الذين لا شك سوف يقومون بالاستمرار في أنشطتهم الإرهابية في المنطقة.

كما يجب أن تتحرك الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية عبر توجيه ضربات لقواعد هذا الفيلق المصنف إرهابيا والذي استخدمها مؤخرا لشن هجمات على منشآت النفط السعودية وكذلك السفن التجارية وحاملات النفط في مضيق هرمز، إذ خيار الصمت والاعتماد على الدول الكبرى لصد هجمات النظام الإيراني لم يكن ولم يعد فعالا بتاتا. للدول الغربية مصالحها وظروفها الداخلية المتغيرة والتي غالباً ما تأثر على سياساتها الخارجية وكيفية تعاطيها مع الأحداث حول العالم، وهذا الواقع يحتم على دول المنطقة التي تعاني من تجاوزات إيران المتسمرة منذ ما تسمى بالثورة الإسلامية ومجيئ نظام الملالي، الكف عن الاعتماد على الأخرين لحماية مصالحها والتحرك بجدية لوقف تصرفات إيران المرفوضة في كافة القوانين السماوية والوضعية.

لذلك كما ضرب الأمريكان مثالا في كيفية التصدي لهجمات فيلق القدس ومرتزقته عبر شن ضربات استباقية، يجب ان تتخذ الدول العربية المعنية خطوات مماثلة للحد من أي أنشطة إرهابية إيرانية على أراضيها في المستقبل.

عقيل منيعاوي

لندن