17/05/2024

لماذا اخترنا التضامن للعمل السياسي؟ سؤال يفرض نفسه بشدة كلما اشتدت الازمات و توالت الاحداث و تعالت الأصوات المطالبة بالحرية من نير الا ضطهاد و القمع الجاثم على صدور أبناء شعبنا، ويصير السؤال اكثر الحاحاً في الظروف الراهنة التي تتداخل فيها ما نحاول فعله نحن الاهوازيون لمواجهة سياسات النظام الإيراني و خططه التي تهدف الى تهميش واضطهاد شعبنا مع الدور الإقليمي الذي تحاول ان تلعبه ايران في المنطقة عبر التدخل في شؤون دول مثل العراق ولبنان و اليمن و جهود المعارضة الإيرانية تقديم بديل مناسب لنظام متمرد يسعى العالم للتخلص منه او على الأقل احتواءه!
وللإجابة على هذا السؤال لابد لنا من الرجوع الى الماضي، و تحديداٍ تلك الفترة التي شهدت تأسيس التضامن كحزب تلبية للظروف و المعطيات الموجودة آنذاك. وبعد تجربة نضالية للرفاق المؤسسين و دراسة واقع شعبنا من الناحية السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و التشاور مع نخب و ممثلي مختلف الفئات من أبناء شعبنا في المهجر و في الداخل، تم تدوين البرنامج السياسي للحزب ليكون اللبنة الأساسية للعمل السياسي للحزب و ليمثل اهداف و طموحات شعبناً لاستعادة وطننا و العيش في ربوعه بعزة وكرامة، مع الاخذ بنظر الاعتبار حجم امكانياتنا وما نستمده من دعم ومؤازرة من ابناءنا و بناتنا في داخل الاهواز.
واليوم و بعد تجربة نضالية طويلة خاضها الحزب بإيمان ثابت و عقيدة صلبة وفي خضم ما نشهده من تطورات على الساحتين الاهوازية و الدولية، صار من الضروري ان نكرر ما قلناه سابقاً، اننا اخترنا التضامن ليكون حاضنة لنضالات شعبنا عبر قرار مسؤول ومن منطلق الثوابت الوطنية لشعبنا التي لانفرط بها قيد انملة في التعامل مع أي جهة كانت من تكون و اهم تلك الثوابت هي الاعتراف بحق شعبنا كشعب له هويته و خصوصيته و سيادته على ارضه والحصول على كافة حقوق شعبنا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية.
كما أن اختيارنا للفيدرالية و التنسيق مع المعارضة الإيرانية و منظمات و أحزاب الشعوب الغير الفارسية، كان قرار توصلنا اليه بعد دراسة معمقة للوضع داخل ايران و الشرق الأوسط و العالم كله. إن هذا القرار ،الذي بدأت تتضح صحته اليوم، دفعنا للتنسيق مع كافة الجهات السياسية في المعارضة الإيرانية و في الأحزاب الكردية و الآذرية و البلوشية لبناء جبهة موحدة تستطيع الحصول على اعتبار وشرعية دولية لتقديم بديل مناسب لنظام الملالي الذي اتضحت ماهيته اكثر بعد ما صار يهدد الامن و السلم المحلي و الدولي. ومن هذا المنطلق يرى الحزب ان التعاون من اجل اسقاط النظام لابد و ان يتبعه تعاون و تكاتف كافة القوى السياسية الموجودة في جغرافية ايران للسيطرة على الوضع و الاتفاق على حل يستطيع ان يكون حلا مناسباً يضمن حقوق كافة الشعوب، وطبعاً في هذا المسار وضعنا حقوق شعبنا و الدفاع عنها في سلم اولوياتنا. كما أننا نرى ان هذا القرار مرحلي تحتم الاستمرار فيه او التخلي عنه، المعطيات و الظروف التي تشهدها الساحة.
حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي