17/05/2024

يدين حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي بأشد العبارات جريمة اغتيال الشاعر حسن الحيدري الذي توفي يوم الأحد 10 تشرين الثاني / نوفمبر في مستشفى كلستان وسط ظروف غامضة، بعد ثلاثة أسابيع من أطلاق سراحه من معتقل الامن الإيراني، و كانت السلطات الامنية الإيرانية قد اعتقلته قبل فترة ومارست ضده شتى انواع التعذيب النفسي والجسدي قبل أن تطلق سراحه بكفالة مالية باهظة.

ويستنكر حزب التضامن جريمة مسلسل الاغتيالات الجبانة التي استهدفت خيرة شبابنا المخلصين الاوفياء من الشعراء ويطالب الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية بفتح تحقيق في ملابسات هذه الاحداث و خاصة وفاة هذا الشاعر الوطني لكشف ملابسات الجريمة التي ارتكبتها ايادي المخابرات الإيرانية، التي تجردت من كافة قيم الإنسانية ونفذت العديد من عمليات القتل والاغتيالات المعقدة طيلة العقود الاربعة الماضية بحق ابناء شعبنا والشعوب الاخرى في ايران.
إن السلطات الامنية للنظام الإيراني هذه المرة، نفذت جريمة شنعاء استهدفت شاعراً عربياً وطنياً كرس حياته لخدمة قضيته العادلة وكان له دور كبير في عملية التنوير تجلت في اشعاره الحماسية التي كانت تعزز الروح الوطنية في أوساط و مختلف شرائح المجتمع الاهوازي، التي تواجه تحديات خطيرة جراء سياسات حكومة طهران العنصرية التي تستهدف هويتنا العربية..

ويتقدم حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي بخالص العزاء والمواساة لأسرة الشهيد وذويه، كما يعزي الحزب كوادره و اعضاءه وكافة أبناء شعبنا العربي الاهوازي البطل باستشهاد ابنهم البار الشاعر حسن الحيدري..

ويتابع الحزب بجدية واهتمام بالغ، قضية التهم الموجهة من قبل اهل الشاعر وأقاربه وكثير من النشطاء الاهوازيين ضد السلطات الامنية باغتيال الشاعر عبر عملية معقدة من خلال استخدام السموم البيولوجية التي تقتل الضحية بعد أسابيع، و ما حصل لعدد من النخبة من أبناء شعبنا مثل الشهيد ستار صياحي و حسن الحيدري حيث تم اعتقالهم على يد المخابرات الايرانية ومن ثمّ ماتوا فجأة اثر جلطة دماغية او نوبة قلبية بعد بضعة ايام او أسابيع من اطلاق سراحهم.

ويذكر أن الشاعر الشهيد حسن الحيدري، كان أحد أبرز الشعراء الأهوازيين الملتزمين المدافعين عن قضايا شعبهم وكان شعره يعبّر عن معاناة شعبه، ويعارض سياسات النظام الايراني واساليبه القمعية ضد ابناء شعبنا العربي الاهوازي. وتحدى الشاعر بكلماته النارية سياسات الاضطهاد و التنكيل التي تمارسها حكومة طهران ومحاولاتها لطمس هوية الشعب العربي الاهوازي. و كانت قصائد الشاعر لها اثر كبير على المظلومين و المهمشين و الفقراء لأنه كان الصوت الذي يصدح بما يعانون من الآم و حسرات! وكانت كلماته نابعة من القلب تغلغل الى اعماق القلوب وتحرك ما في الصدور والضمائر، خاصة عندما كان يلقي شعره بنبرته المميزة واحساسه الدافئ وشعوره بالوطنية الخالصة النزيهة. و كانت الجماهير تتعاطى معه وتنسجم مع شعره انسجاما بقدر الفحوى والموضوعية التي يحملها شعره الذي تميزه بالتزامه الكامل بالقضية الاهوازية واخلاصه للوطنية البحتة وشجاعته في طرح أفكاره.
.فمن الواضح أنه كان يشكل خطرا وتحدياً للنظام الفاشي لشجاعته و جراءته في طرح مطالب شعبه في اطار قصائده وأبياته الشعرية وانتقاداته اللاذعة للخرافات الطائفية البغيضة التي ينشرها النظام المتخلف في ايران. ولاشك أن ذلك كان سبب استهدافه من قبل حكومة طهران الجائرة..

و يجب أن نذكر أن عمليات اغتيال واعدام طالت في السنوات الأخيرة عدد من ابناء شعبنا العربي الاهوازي خاصة الشعراء، ومنهم حسن الحيدري و الشاعر ستار صياحي ابوسرور في عام 2012، و ثلاثة من الشعراء العرب البارزين في المحمرة وهم طاهر سلامي وعباس جعاولة وناظم هاشمي، الذين توفوا على اثر حادث مروري مشبوه في طريق عبادان-معشور من تدبير الامن الإيراني عام 2008.

وقبل ذلك تعرض الشاعر أيوب خنافرة من قبل مجهلون لعملية اغتيال فضيعة عام 2006 على طريق كوت عبدالله. وفي ديسمبر 2011 هاجمت مجموعة مسلحة مجهولة بيت الشاعر ناصر جبر الزرقاني بهدف قتله حيث نجى من الموت لكنه أصيب بشلل بسبب الاعتداء والعنف الذي مورس ضده في ذلك الاعتداء..

إن الحكومة الإيرانية تعتقل و تغتال و تشنق الشعراء والادباء والفنانين الاهوازيين للضغط عليهم لوقف نشاطهم وذلك لما لهم من تأثير ومكانة في وسط الجماهير الاهوازية لأنهم يصفون وينتقدون بحناجرهم وأقلامهم الحرة و النزيهة معاناة شعبهم وينقلونها الى العامة والخاصة في كل المناسبات. .

و رغم ذلك، بقي شعبنا الاصيل ينجب الكثير من الشعراء والفنانين، ويزداد عددهم يوم بعد يوم رغم كل المعاناة والحرمان والظلم الذي يمارس بحق ابناءنا من قبل الانظمة الايرانية المتعاقبة.

ويتمتع الشعراء الاهوازيين بشعبية كبيرة لدى شعبنا العربي الذي يهتم بتراثه الادبي ومورثه الثقافي رغم الاضطهاد الذي مورس ضده من قبل الحكومات المركزية على مدار السنين الطويلة، وحين سمع أبناء الاهواز نباء وفاة الشاعر حسن الحيدري، خرجوا محتجين ومنددين وجابوا الشوارع في كوت عبدالله والشكارة والزوية وحي علوي والكورة في معشور و مدن اخرى هاتفين بأعلى صوتهم :”بالروح بالدم نفديك يا اهواز” كما قاموا بإزالة العلم الايراني وحرقه احتجاجا على اغتيال الشاعر حسن الحيدري.

نحن في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي نعزي عائلة الشهيد حسن الحيدري وكافة ابناء شعبنا والامة العربية وأحرار العالم في استشهاد ابننا البار ونطلب من الأمم المتحدة و منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية تشكيل لجنة مستقلة لفتح تحقيق لمعرفة أسباب وفاة الشاعر و الضغط على نظام طهران للكف عن ممارسة هذه الأساليب الخبيثة ضد أبناء الاهواز. .

المجد والخلود لشهدائنا الابرار
حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي