يا أبناءَ شعبنا العربي في الأهواز
في هذه اللحظات الحرجة التي تواجه فيها مدننا وقرانا كارثة الفيضانات، لا يسعنا إلا أن نتوجه إليكم بندائنا هذا، تحسبًا مما يحاك، وسعيًا لما نراه مناسبًا للدفاع عن أرضنا وثقافتنا وهويتنا ولغتنا العربية.
إن ما رأيناه من فيضانات وسيول في الأيام الأخيرة، ليس مجرد تقصير حكومي إزاء كارثة طبيعية، ولكنه استغلال للكارثة بهدف التهجير القسري لشعبنا العربي، عبر مشروع خبيث تم الإعداد له بعناية منذ سنوات، للقضاء على شعبنا في الأهواز، وتهجيره إلى مناطق أخرى.
وحسب التقارير والأدلة الكثيرة المؤكدة، فإن أسلوب تعاطي نظام طهران مع السيول والفيضانات، ليس إلا مؤامرة تحاك خلف الكواليس. وهو ما يمكن رؤيته بجلاء عبر عدد من التساؤلات..
أولا: ألم تكن الزيادة المتصاعدة في الأمطار، مؤشرًا بضرورة تفريغ المياه خلف السدود خلال الفترى الماضية؟
ولماذا لم تقم الحكومة ببناء المتاريس والسواتر وتركت أهالي الأهواز وحدهم؟!
ثانيًا: ماذا فعل قاسم سليماني قائد ميليشيا فيلق القدس الإرهابية في زيارته للمنطقة؟ هل ذهب لإغاثة المنكوبين أم لإرهابهم؟ أم تراه يطالع على الأرض كيف يمكن لنظام طهران تهجير شعب أقسم على استعداده للشهادة من أجل ما تبقى له على أرضه..
ثالثًا: لماذا لم تصل التبرعات والمساعدات الإنسانية العربية والأجنبية لأهالينا المنكوبين؟ أم إن النظام فشل في توزيعها كما فشل في مواجهة الكارثة.. أم تراه تعمد الإهمال وترك أبناءنا للعراء والجوع؟!
رابعًا: ما دلالة قدرة النظام في حماية هور العظيم النفطية، وعجزه الكامل، عن تحويل.. مجرد تحويل مياه السدود إلى حقول قصب السكر؟!
خامسًا: ما أكثر علامات الاستفهام والتعجب حول سلوك النظام الإيراني تجاه شعبنا العربي في الأهواز، لكن كل علامات التعجب ستختفي إذا ما رأينا الحل السحري الذي يصرّ حكام طهران على فرضه علينا، وهو ما يرد عليه الشعب العربي الأهوازي بتمسكه بأرضه مدنًا وقرى، بيوتًا وشوارع، ترابًا وهواءً وماء..
وعلى شعبنا العربي أن يتأكد من أنه لن يستطيع التماسك أمام طغمة طهران ما لم يتمسك بوحدته ومواجهة “مؤامرة الفيضانات” عبر التعاون في بناء السواتر وجمع التبرعات حتى يمكننا تجاوز الأزمة.
كما نطالب أبناء الشعوب الإيرانية بالتساند أمام مخططات تستهدف الجميع، بمستويات مختلفة، وترتيبات متباينة، ولكن هدف حكام طهران هو في النهاية واحد، وهو القضاء على ثقافاتنا المحلية، ولغاتنا الأم، وحقوقنا في التاريخ والجغرافيا..
وأخيرًا على شرفاء العالم أن يعلنوا ليس فقط عن مساعدة شعبنا المنكوب في هذه الأزمة الإنسانية، بل العمل على استنكار المؤامرة الخبيثة ضد شعبنا بهدف تهجيره القسري من أرضه، ومطالبة النظام الإيراني بالكف عن هذه المؤامرات وتقديم الدعم والحماية اللازمين لمدننا وقرانا العربية في أرضنا ووطننا.
عاش الشعب العربي الأهوازي
حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي