Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-04-15 19:35:07Z | http://piczard.com | http://codecarvings.com

جريمة الحرس الثوري بفيضانات الأهواز أدت لإغراق 9 مدن و200 قرية وتهجير نصف مليون

جريمة الحرس الثوري بفيضانات الأهواز أدت لإغراق 9 مدن و200 قرية وتهجير نصف مليون
نداء الى المنظمات الدولية والحقوقية والاغاثية
أدت كارثة الفيضانات التي تجتاح إقليم الأهواز منذ أسبوعين الى إغراق 9 مدن و200 قرية وتهجير نصف مليون مواطن عربي، وتفاقم الأزمة بسبب جريمة الحرس الثوري في الامتناع من حرف المياه نحو الأهوار خشية أن تغرق منشآت النفط ومزارع قصب السكر التابعة لشركاته.
اشتدت الفيضانات منذ بداية شهر أبريل / نيسان 2019 في أغلب مناطق شمال وغرب إقليم الأهواز بشكل غير مسبوق حيث جعلت هذه الأمطار وخلال اقل من 48 ساعة عشرات الآلاف من المواطنين مشردين تاركين وراءهم كل ما يمتلكون، كما أن هناك العشرات من الأشخاص جرفتهم السيول ولم تمر ساعة او يوما الا وتظهر فيه الكثير من الجثث الطافية على جدول الأنهار .
يعتبر الحرس الثوري الإيراني شريكا للحكومة الايرانية في الجرائم ضد الشعب العربي الأهوازي حيث بعد ما فتحت الحكومة السدود التي أدت الى تفاقم الفيضانات وأغرقت القرى والبلدات والمدن والأراضي الزراعية، امتنعت قوات الحرس، من فتح قنوات أو عبارات نحو الاهوار مثل هور العظيم في الحويزة أو هور الدورق وذلك لحماية المنشآت النفطية القريبة ومشاريع قصب السكر التابعة لشركات الحرس الثوري في كل من هور العظيم وهور الدورق. بمعنى آخر، فإن حماية منشآت النفط ومزارع قصب السكر بالنسبة لحكام إيران أهم من حياة الإنسان.
لم يكتفي الحرس الثوري بهذا الحد بل أنه وبدعم من وحدات خاصة بالأمن الداخلي الإيراني اطلاق النار على الفلاحين الذين احتجوا على تفجير السواتر الترابية من قبل الحرس لمنع تقدم المياه لشركاتهم وأدى إطلاق الرصاص الى وفاة فلاح عربي وجرح العشرات واعتقال عشرات آخرين.
ويشكو المنكوبون من الفيضانات حاليا بمختلف مناطق الأهواز، من عدم اهتمام أجهزة النظام الإيراني بهم وبوضعهم ومصيرهم حيث اكتفى مسؤولوه بإطلاق الوعود التي لم يعد يصدقها المواطنين لأنهم يعلمون سلفا أنها وعود كاذبة. ورغم التنبؤات الجوية بوق فيضانات لم تتخذ اجهزة النظام أي إجراءات احتياطية من شأنها أن تحد من الأضرار البشرية والمادية.
كما إذا دققنا في طبيعة هذه السيول الناتجة عن الأمطار التي هطلت في أغلب الأقاليم الإيرانية ستوقفنا حالة على قدر كبير من الأهمية وهي ظهور حسن روحاني و بعض قادة الحرس قبل حدوث هذه الكارثة بأيام قليلة هو يخاطب المواطنين بأن حكومته توصل الى حل لتفادي قلة الأمطار وذلك من خلال عمليات الإستمطار الصناعي للغيوم، مما يجعلنا نتساءل كيف تزامن تصريح الرئيس وقادة الحرس مع هطول هذه الأمطار؟ وهل عدم معرفة حرس النظام بكيفية استمطار الغيوم هو الذي أدي هذه الكوارث ؟
من جهة أخرى، فإن الحكومة الإيرانية وخلال العقود الثلاث الماضية عملت على إيجا مجموعة من السدود التي تنبع من أعالي جبال زاغروس باتجاه السهول الاهوازية و التي شكلت تاريخيا روافد عظيمة مثل كارون ، الكرخة ، الدز ، الجراحي ، زهرة وغيرها من الروافد سعيا منها لنقل مياه هذه الأنهر إلى الأقاليم الفارسية كأصفهان ويزد وكرمان وقم وغيرها من المدن الإيرانية. وما يثير العجب وربما لا يعرفه الرأي العالم العالم والمنظمات الإنسانية أن هذه السدود سميت بسدود “عرب كش ” اي السدود القاتلة للعرب ( الأهوازيين والعراقيين) .
وبما ان هذه السدود بنيت لأغراض سياسية فقد شهدت الأنهر الأهوازية هبوط بمستوى منسوب مياه الأنهر حتى أن البعض منها جف و البعض الأخر بالكاد تجري فيه المياه كما أن مستوى أعماقها قد ارتفع واصبح يقترب من مستوى سطح الأرض وذلك بسبب إهماله وتجريفها لكي تحافظ على عمقها كي تكون قادرة على تصريف المياه في الحالات الطارئة .
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى وقوع مثل هذه الكوارث هو أن السلطات أخذت تحزن المياه خلف السدود دون الأخذ بعين الاعتبار تصريفها باتجاه الأراضي العربية او ابداء اي اهتمام منها تجاه الثورة الزراعية أو الحيوانية متسببة في جفاف الاهوار التي كانت بمثابة الفلتر الذي ينقي الهواء الأمر الذي نتح موجات الغبار التي تهب على المنطقة دون انقطاع ، بالإضافة إلى تدني مستوى الزراعة بسبب منع الفلاحين عن الزراعة بحجة قلة المياه .
وخلال العقود الثلاث الماضية عاش أبناء الشعب العربي الاهوازي وخاصة أبناء الريف منهم بين موجات غير مسبوقة من الجفاف والفيضان فكل ما ارتفع منسوب المياه خلف تلك السدود قامت القائمين عليها بفتحها غير آبهين بالنتائج الوخيمة المترتبة عليها.
لكن الآن رغم حجم كارثة الفيضانات يمتنع الحرس الثوري من حرف المياه نحو الأهوار. وفي نبأ مؤلم، توفي الخميس 4 أبريل (نيسان)، فلاح عربي يدعى “عبود جليزي”، الذي أصيب برصاص قوات الحرس الثوري عندما هاجمت أهالي قوات الحرس قرية الجليزي والقرى المجاورة لها وفتحت النار عليهم. ومع وصول دعم من خاصة تابعة للأمن الداخلي ارتفعت حدة قمع المحتجين وأفاد شهود عيان أن أكثر من 30 شخصًا من أهالي تلك القرى أصيبوا خلال هذه المواجهات برصاص قوات الامن والحرس التي قامت بتدمير الحواجز الترابية بواسطة متفجرات (TNT) مما أدى إلى إغراق أكثر من 450 هكتارًا من الأراضي الزراعية .
وتفيد آخر الأنباء التي تلقتها منظمة حقوق الإنسان الأهوازية أن قوات الحرس الثوري اعتقلت الشيخ خلف المرواني لأنه حاول منعهم من فتح بعض السدود الترابية الذي أقامها فلاحين قريته حول مزارعهم خوفا عليها من الفيضانات.
تدل سياسات الحرس الثوري والحكومة الايرانية على وجود خطة ممنهجة لاكتمال مخطط التغيير الديمغرافي في اقليم الاهواز والذي تعمل عليه منذ سنوات ولكن الآن باستغلال كارثة الفيضانات حيث أعلنت عن تقديم تسهيلات لمن يهاجرون إلى المحافظات الفارسية لتكمل بذلك خطة استبدال التركيبة السكانية في الإقليم العربي.
إن منظمة حقوق الإنسان الأهوازية في الوقت الذي تنشر فيه هذه الحقائق تطالب المنظمات الدولية والمجتمع الدولي ولاسيما مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لادانة ما تقوم به السلطات الإيرانية والحرس الثوري من جرائم وممارسات لا إنسانية ضد الشعب العرب الأهوازي والعمل مد يد العون لمنكوبي الفيضانات وإنقاذ ما يمكن انقاذه من هذه الكارثة عبر شتى السبل المتاحة.
منظمة حقوق الإنسان الأهوازية
السبت 6 أبريل / نيسان 2019

شاهد أيضاً

نظرة على مضمون معاهدات أرضروم  

نظرة على مضمون معاهدات أرضروم بقلم: د. عبد الله حویس (أستاذ التاريخ والاستشراق بجامعة بوخوم …