09/05/2024

الطاقة المحركة في الانتفاضة الاحوازية :
في نظرية الشيوعية للثورة الطبقة العمالية هي أساس الثورة بسبب اضطهادها من قبل الرأسمالية ، و لكن في الاحواز توجد طبقة أخرى وضعها أسوء من طبقة العمال اوجدتها سیاسات التعسفية للاحتلال الفارسي تسمى لمپوئن(lumpen ) . هذه الطبقة هم سكان العشوائيات و المناطق الفقيرة و المزارعين الذين حرموا من الزراعة و دمرت قراهم بالإضافة إلى الذين تهجروا بسبب الحرب الإيرانية- العراقية. حسب بعض الإحصائيات 25% من سکان محافظة خوزستان في شمال غربي الاحواز من هذه الطبقة . فهذه الطبقة ليس لها راتب أو دخل محدد و لا عمل دائم تخاف عليه مثل طبقة العمال أو لها نقابات عمالية تتعامل مع الحكومة لرفع مستوى الرواتب و الخدمات . تعمل بكل السبل لكسب لقمة العيش نعم بكل السبل و لا تخاف على أشياء كثيرة لا تملكها حتى
تخسرها. نعم انهم مغامرون

حسب الإحصائيات الرسمية للدولة الفارسية يوجد 11مليون نسمة يعيشون في العشوائيات في المدن الكبرى فقط و البعض يقدر عددهم بثلث سكان المدن في جغرافيا ما تسمى إيران و أكبر نسبة منهم في مدينة الاحواز . و هذه الطبقة كانت اساس كل الانتفاضات الأخيرة في الاحواز من انتفاضة الكرامة الأولى التي كانت على إثر إهانة العرب من قبل رفسنجاني المقبور عام 1985 الى الانتفاضة النيسانية 2005 إلى انتفاضة الكرامة الثانية 2018
الاستفادة الصحيحة من طاقة هذه الطبقة هي سر نجاح الثورة الاحوازية و لكن و مع الأسف استغلال الفقر المفجع و الحالة المزرية لهذه الطبقة من قبل بعض أصحاب المشاريع الانتخابية للوصول إلى بعض الكراسي و المناصب الدونية في الداخل و كذلك بعض التنظيمات الاحوازية في الخارج استخدمت هذه الطبقة لأعمال بسيطة دعائية لا تغير شئ على أرض الواقع .

لا شك ان نسبة الوعي القومي الوطني و الإصلاح الديني في هذه الطبقة مرتفع جدا لان الانسان و بطبيعته يبحث عن أسباب حرمانه و الدفع بإتجاه تحسين حاله و المطالبة بحقوقه و لكن عندما تتغير أحوال بعضهم و الدخول في الطبقة الوسطى تجدهم يتناسوا ما كانوا عليه من بئس و حرمان و يتخذوا سبيل الراحة و السلامة و العيش النعيم محتفظين ببعض الشعارات الوطنية القومية لاراحة ضميرهم و عدم نشاط سكان الاحياء الراقية و الوسطى رغم أن اغلبهم من العرب خير دليل على هذا. مازلنا نحتاج العمل الدؤوب لترسيخ الوعي القومي الوطني .
سياسات الاحتلال أوجدت هذه الطبقة فصارت وبالا عليها و لكن مازلنا لم ندرك الوضع . يجب أن لا نجعل كل أعباء الثورة على هذه الطبقة البائسة و الآخرون يكتفون بالشعارات و النظريات . اعطيكم نموذجا ؛ هل تعلمون اذا اعتقل احد ابناء هذه المناطق الفقيرة لا يملك اهله المال الكافي لتوكيل محامي في حال يخرج رفاقهم من أبناء الطبقة الوسطى و المرفهة ، ان وجدوا ، عبر اتخاذ محامين و إعطاء الرشاوى لمسؤلي الأمن و المحاكم الفاسدين . اما حياة عوائلهم بعد اعتقال و سجن المعيل(الكادود) فأنها مأساة حقيقية.

ليس لدينا أحزاب فاعلة و منتشرة على الأرض تمسك بزمام المبادرة و لا ميليشيات قوية و منظمة و لا طبقة عمالية احوازية تمسك بمفاصل الاقتصادية للاحتلال ، أما قبائلنا و عشائرنا فإنهم سيف ذو حدين ، يبقى اهم طاقة ثورية و فاعلة هي هذه الطبقة و علينا أن لا نخسرها و نخسر ثقتها بالمشروع الوطني القومي من حيث لا ندري.
W.J