شهدت مدينة #الأهواز مساء الاثنين إلى الثلاثاء، حادثا توفي على إثره 11 شخصاً حرقاً بالنار، وجرح 14 شخصا آخرون يمر بعضهم بوضع حرج، ما قد يزيد من عدد القتلى، حسب مصادر طبية.
وتتحدث مصادر أمنية عن اعتقال المتهم بالحادثة، حيث تؤكد المصادر أن الحريق “مفتعل”.
ووقع الحادث في مقهى في حي عربي بالأهواز، المدينة التي تشهد منذ أيام احتجاجات شعبية عارمة على سياسات النظام يقول المحتجون تستهدف الهوية العربية للمنطقة الواقعة جنوب غرب #إيران.
ووصف مسؤول العلاقات العامة في مديرية إطفائية الأهواز مقصود حق شناس #الحريق الذي التهم مقهى “نوراس” الواقع في “حي العلوي” في سوق “كيان” بـ”الحريق الكبير”.
وفي حديثه لوكالة “إيسنا” أضاف حق شناس أن رجال الإطفاء وجدوا نيرانا تلتهم المقهى بشكل كامل بعد وصولهم إليه.
وأردف المسؤول في إطفائية الأهواز قائلاً: “وقع الحريق الساعة واحدة من صباح الثلاثاء 3 أبريل. إضافة إلى القتلى جرح 14 شخصا، ثلاثة منهم من رجال الإطفاء”.
وقال المتحدث باسم منظمة الإسعاف الإيراني، مجتبى خالدي في حديثه لوكالة “فارس”، إن الجرحى نقلوا إلى المستشفى “ولكن وضع بعضهم حرج”.
المتهم
اعتقال المتهم
ونقلت قناة صحيفة “إيران” الحكومية على موقع تليغرام للتواصل الاجتماعي عن “شهود عيان”، أن الحادث “مفتعل على يد شاب” حيث أضرم النار في المقهى بعد أن قام برش البترول داخل المحل.
وقال قائد شرطة الأهواز محمد صفري إن “المتهم اعتقل حوالي 4 ساعات بعد الحادث واعترف بحرق المقهى بعد اعتقاله”.
وأضاف صفري: “المتهم شاب عمره 17 عاما قام بفعلته نتيجة لخلافات مع زوج خالته صاحب المقهى”.
وحسب مصادر محلية، معظم القتلى في الحريق من عرب الأهواز، والمتهم أيضا عربي.
بالتزامن مع الاحتجاجات
وتزامن الحريق مع الاحتجاجات العارمة التي تشهدها الأهواز، والتي أنتجت تكهنات في بعض وسائل التواصل حول احتمالية وجود رابط بين الأمرين، رغم أن الناشطين أكدوا عدم وجود دليل يثبت هذا الترابط حتى الآن.
في الأيام السابقة، انطلقت الكثير من الاحتجاجات من “حي العلوي” الذي حدث فيه الحريق.
وتقول الشرطة في محافظة الأهواز إن حافز المتهم كان “الانتقام” من صاحب المقهى الذي طرده من العمل، وفق ما جاء على لسان النائب الاجتماعي في شرطة محافظة الأهواز علي قاسم بور.
وتشهد المناطق العربية في إيران، أعلى نسبة بطالة. ويتهم العرب في إيران الحكومة بإجراء سياسة للتغيير الديموغرافي في المنطقة، حيث تستقدم عمالة غير عرب من خارج المنطقة. هذه السياسة تضع العرب في إيران تحت ضغوط اجتماعية ونفسية كبيرة ينتجها الفقر
وكان برنامج تلفزيوني خاص للأطفال تحت عنوان “كلاه قرمزي”، بثته القناة التلفزيونية الثانية الرسمية بمناسبة أعياد رأس السنة الإيرانية “النوروز”، تضمن فقرة استعراضية دعائية تتجاهل الوجود العربي بشكل كامل في منطقة الأهواز ذات الأغلبية السكانية العربية، وعرض دمية ترتدي زيا تتبع للقومية اللورية المهاجرة إلى الإقليم، بينما تم تعريف كافة الأقاليم القومية الأخرى بأزيائها المحلية.
ويقول ناشطون إن الحكومة الإيرانية تتعمد ممارسة سياسات التمييز والتهميش الممنهج ضد عرب الأهواز، وتستمر في مخطط التغيير الديموغرافي للمنطقة، بهدف طمس هويتهم وإنكار وجودهم في مناطقهم العربية في الجنوب الغربي، والتي تتميز بشكل كامل من حيث المكون البشري والجغرافيا والثقافة واللغة والتاريخ عن سائر مناطق إيران.
وأثارت هذه السياسات حفيظة النشطاء العرب الأهوازيين وغضبهم، حيث أطلقوا حملة للاحتجاج عبر شبكات التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ #أنا_عربي بالإضافة إلى توجيه رسائل احتجاجية تلقي باللوم والمسؤولية على الجهات المعنية، وذلك للتأكيد على الوجود العربي في منطقة الأهواز والاحتجاج على أداء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية التي تخضع للإشراف المباشر من قبل المرشد علي خامنئي، مطالبين بمحاسبة المقصرين والاعتذار الرسمي للشعب العربي في الأهواز.