تسعون عاماً ونيِّف ومازال الشعب العربي الأهوازي العظيم يقاوم سياسات الحكومات الإيرانية المركزية المتعاقبة المعادية لعروبته، وطوال هذه الفترة انتفض شعبنا العربي مراراً وتكراراً لرفض الخطط الرامية لمحو معالم وجوده وطمس هويته العربية الأصيلة، ويشهد التاريخ أن أطفالنا وشيوخنا ونساءنا ورجالنا قدموا ومازالوا يقدمون التضحيات بكل ما أوتوا من قوة، في أعظم ملاحمهم الأهوازية الخالصة على جبهة التصدي للهجمات الشرسة ضد لغتهم وثقافتهم، وقدَّم شعبنا كل مرة أفضل ما يمكن إبداعه لاستغلال الفرص للتعبير عن استنكاره للمؤامرات التي تحاك ضده.
وأخيرا وليس آخرا خرج شعبنا في الأيام القليلة الماضية وبطريقة ذكية، مستخدما سلاح المقاومة السلمية الماضي والمؤثر للاحتجاج على محاولات استبداله بشعب آخر. وبهذا بعث برسالة واضحة المعالم إلى طهران بأنه هو الصاحب الحقيقي والتاريخي لأرضه.
دون أدنى شك خروج الشارع الأهوازي الأخير لم يكن لمجرد الاحتجاج على عدم ذكره على البقعة الجغرافية، التي تمثل وطنه على الخارطة بل هذا الحدث كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير المحمل بتراكمات هائلة من الظلم الممارس ضده.
فشعبنا يرى أن ثروات أرضه تنهب وهو محروم منها، وتقوم لوبيات معروفة بجلب أبناء القوميات الأخرى لتوزع عليهم فرص العمل التي هو أولى بها من غيره.
وشعبنا العربي يرى أن دوره حتى في الإدارة السياسية الضيقة المسموح بها في الإقليم تمنح للمهاجرين وهو يبقى على الهامش.
وشعبنا يرى أن سياسات تغيير التركيبة السكانية مستمرة على قدم وساق لصالح غير العرب، ويتم استخدامه فقط في المسرحيات الانتخابية الرئاسية والبرلمانية وبعدها يتم تجاهله بشكل متعمد.
شعبنا يشاهد أن هويته وهوية مدنه وأرضه العربية يتم نكرانها، وهناك محاولات دؤوبة لاستبدالها بهوية مستوردة، وبشكل ممنهج لإظهار إقليمنا بمظهر غير عربي مزيف.
شعبنا يرى أن أبناءه يرسلون إلى أعواد المشانق وزنازين السجون وغياهب المعتقلات لاتهامات بسيطة.
ولكن رغم كل ذلك أثبت شعبنا ومازال يثبت للعدو قبل الصديق أنه يتحلى بأعلى درجات الذكاء، عبر التمسك بالنضال السلمي المدني، ليفوت على السلطات فرصة إلصاق التهم الجاهزة والاستفراد به، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تطور أدوات النضال المدني، وتطور مهاراته النضالية، والتي قد تتحول إلى عصيان مدني يتواصل مع نضالات سائر الشعوب المضطهدة في إيران في حال توافرت الفرصة المناسبة.
وبهذه المناسبة يؤكد حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي رفض سياسات السلطة المركزية المتأثرة بلوبيات معادية للعرب تحاول إقلاع شعبنا من جذوره، ونكرر لهؤلاء السذج المثل العربي القائل “يا جبل لا يهزك ريح”.
نحن نعلن اتباعنا لشعبنا ولنشطائه في الداخل، الذين يعلموننا جميعا الأساليب النضالية المنتجة والمثمرة، وفقاً لعلم النضال بهدف تحقيق أهداف مرحلية على طريق بلوغ طموحاتنا الوطنية.
وهنا نؤكد أن لا شيء يعلو فوق الوطن والإنسان، وسوف تستمر انتفاضات شعبنا العربي الأهوازي، وتهزم خصومها وتنقل تجاربها إلى الشعوب المضطهدة الأخرى في إيران للتخلص من الظلم والاستبداد.
المجد كل المجد لشهداء شعبنا، والحرية لكل أسراه، ونؤكد كما أكد شعبنا بنفسه أنه يستحق الحرية التي سوف ينتزعها، ويقرر مصيره بنفسه.
حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي