ربما هناك تصور لدى البعض ،ان الانتفاضة الراهنة والتي قام بها المجتمع الإيراني قد تم قمعها من قبل النظام ،وعلينا النظر إلى التحولات الأخرى .ولكن الأمر ليس كذلك ،لان هذه الانتفاضة ما هي الا تمهيد لانتفاضة شاملة هدفها النهائي الإطاحة بالنظام الديكتاتوري الحاكم في إيران.ولهذا السبب لابد لنا من الاستعداد التام للانتفاضات القادمة التي تسير على نفس طريقة هذه الانتفاضة ومما لاشك فيه سوف تنطلق إلى الأمام حاملة الشعارات “الخبز والحرية “،الحرية من قيود النظام الديكتاتوري الطائفي الذي لم يقدم اي حل للمشاكل التي أوصلت البلاد إلى حافة الإفلاس في جميع المجالات،كما انه في المستقبل سوف يكون عاجزا عن حل اقل المسائل الاقتصادية والسياسية في هذه البلاد ،كما ان الشعوب الإيرانية أظهرت أنها سوف تدخل الساحة إذا ما توفرت لها اقل الإمكانيات وإنها على استعداد لكي تدفع ثمن ذلك ايضا .
مما لاشك فيه ان مثل هذه الانتفاضة يجب ان تجتاز مراحلها الخاصة بها ،فقد أظهرت الانتفاضة الراهنة إنها لعبت ” مناورات إسقاط النظام” بشكل جيد ، ان الجمهورية الإسلامية تواجه الكثير من الأزمات ، وهي ليس قادرة على حل إي منهما ،فالأزمات اقتصادية والمعيشية أوصلت الفئات المحرومة إلى حالة الانفجار،كما ان الأزمات الاجتماعية ،البيئية،الأزمة في مجال العلاقات الخارجية والتناقضات داخل الطبقة الحاكمة ومؤسسة الحكم ،فالمشاكل التي يعاني منها نظام الجمهورية الإسلامية ليس لها مجالا للهروب منها حتى إذا قام النظام بإجراء عملية جراحية أخرى وضحى بعدد من اقرب أصدقائه ،لان حل هذه الأزمات بجاحة إلى أموال ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات ولابد ان نعرف ان النظام كلما تخلص من أزمة سوف تظهر إمامه أزمة أخرى ،وانه في سبيل حل أزماته و الاستمرار بحياته الفاسدة ليس أمامه سوى اللجوء إلى العنف والقمع .
والسؤوال الهام الذي يطرح نفس هو إننا نعيش في أي مرحلة التحولات ؟
لقد شاركت في الانتفاضة جمهرة المحرومين والمهمشين ،فإذا وقفت الطبقة الوسطى موقف المتفرج ، وهذا لا يعني عدم تجاهلها لما يدور حولها ،ولكنها وانطلاقا من حساباتها كانت تراقب مدى اتساع واستمرار هذه الانتفاضة ،وقد أدركت ان الانتفاضة ليس بمقدورها في الوقت الراهن التوسع لتشمل جميع الفئات ،ولذلك لم تستطيع الاستمرار ،ولكن تتالي أزمات الحياة المعيشة و عدم إمكانية حلها سوف يدفع في نهاية المطاف جميع الفئات والطبقات الوقوف إلى جانب بعضهما البعض والنزول معا إلى الساحات العامة معا ، لقد استطاعت الانتفاضة الراهنة ،ان تجد وبسرعة شعاراتها الأساسية ،وان تبعد الشعارات الانحرافة ، هذا لذكاء للقوى التي تقود هذه الانتفاضة في الداخل جعلها ان تشق مسيرها بعيدا عن كل الأسماء أو المسميات . بالاضافة الى ما ورد فقد استطاعت هذا لانتفاضة ان تتجاوز الأعيب وخدع تيارات الإصلاحيين المخادعين وحراسهم السياسيين في داخل البلاد وتخرجهم من الساحة ،ولعل هذه من أهم انتصارات هذه المرحلة من الانتفاضة الراهنة . كما استطاعت هذه الانتفاضة تحظى بتأييد وتعاطف الرأي العام العالمي معها بسرعة وهذا الأمر من شانه ان يلعب دورا مهما في استمرارا لانتفاضة في المراحل اللاحقة .
إما مهمتنا في المرحلة الراهنة كقوى وطنية وديمقراطية هي الدفاع عن منجزات هذه الانتفاضة منجزات قد تم الحصول عليها عبر دماء العديد من الشهداء ،ولكن كيفية الحافظ على هذه المنجزات من اجل الاستفادة منها في الانتفاضة القادمة ،نرى من الضروري الإشارة الأمور التالية :
ألف :ان الجمهورية الإسلامية تسعى ومن خلال اعتقالها الآلاف من الأشخاص،ان تعيد الرعب والخوف المنهار إلى الحكم ،الأمر الذي يتطلب منا مساعدة المعتقلين ،ويجب علينا بالمرحلة الأولى تشجيع عوائل المعتقلين العمل على إنقاذ أبناءهم و ذلك من خلال مراجعة مراكز الاعتقال الجماعية والاستفسار عن أوضاع أبناءهم ،فالسجين الذي لم يراجعه احد ولم يسأل ذويه عنه سوف ينسى،كما ان قادة الجمهورية الإسلامية واقعين تحت ضغط المجتمع الدولي هم يسعى للحفاظ على أرواح المعتقلين ،وهذا ما يدفعنا وعوائل المعتقلين ان ندافع وبدون خوف وبشكل جماعي عن أبنائنا المعتقلين ، وان أي تباطؤ في هذا المجال يعرض حياة أبناءنا إلى خطر التعذيب والموت .
ب – ليكن البرنامج الأساسي لنشطاءنا في المرحلة الراهنة هو كتابة الشعارات وتوزيع البيانات، املئا جميع جدران المدينة والإحياء بالشعارات التي تطالب بإطلاق سراح السجناء السياسيين .
ج : وفي الختام فان الواجب الأساسي للنشطاء في الداخل ،هو تشكيل مجموعات وفرق للقيادة تمهيدا للدخول إلى ساحة المرحلة القادمة ،إذا ليس هناك واجب أهم من ذلك ،كما ان الانشغال بأي عمل آخر ما هو الا ضياعا للوقت .
عبدالخالق جرفي
الترجمة للعربية جابر احمد
شاهد أيضاً
رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي
تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …