بيان تضامني سوري مع ثورة الشعوب الإيرانية

بيان تضامني سوري مع ثورة الشعوب الإيرانية

نحن الموقعين على هذا البيان وباسم مثقفي وكتاب وأحرار سوريا جميعا نتضامن مع انتفاضة الشعوب الإيرانية الطامحة للتخلص من الحكم الثيوقراطي القروسطي الذي أدخل إيران والشرق كله في أتون حرب طائفية عنصرية أفقرت الإيرانيين وفتكت بحياة الملايين من شعوب المنطقة حتى الآن.
لم تشأ جماهير الشعوب الإيرانية أن تنهي أيام كانون الأول ـ ديسمبر هذا العام ٢٠١٧ إلا وهي تحتفل بنيروزها الخاص، رأس سنة للحرية. ولأننا ندرك أن مطالب هؤلاء المتظاهرين والمتظاهرات هي مطالب عادلة محقة، معيشية كانت أم إنسانية أم سياسية، فإننا نقف اليوم إلى جانب الأحرار الذين خرجوا إلى الشوارع في مظاهرات عارمة رفعت شعارات “أزادي” ونادت بحرية الأجيال الجديدة للخروج من زنازين نظام الولي الفقية والحرس الثوري الميليشيوي، هاتفين بمطالب تضمن لهم كرامتهم الإنسانية، وتشرح جوهر النزاع في المنطقة. فحين يهتف الإيرانيات والإيرانيون في وجه نظام المرشد: “اخرجوا من سوريا” فهذا يعني أن عبء المأساة السورية على رأس الأسباب التي أثقلت حركة المجتمع الإيراني وأصابته بالشلل.
التدخل الإيراني في سوريا زعزع اقتصاد إيران وأسهم في تدمير سوريا وتفكيك نسيجها السكاني، وخلق شرخآً هائلاً في توازن حضارات المنطقة، ما جعل المستقبل مفتوحاً على جحيم المجهول.
إن وعي شباب الثورة الإيرانية بخطورة ما اقترفه نظام الملالي في بلادهم وفي سوريا والعراق واليمن ولبنان، قد تجلى في شعارات انتفاضتهم، وعكس رغبتهم في طي تلك الصفحة السوداء من تاريخهم، وحماية ماتبقى من وئام إنساني وعلاقات جوار صنعت أفضل أشكال الإبداع والفكر، ما بين الثقافة العربية والثقافة الإيرانية عبر التاريخ، جسّدها عمر الخيّام والطوسي وسعدي الشيرازي وابن سينا وسواهم من العلماء والشعراء والمفكرين الذين كانوا نتاجاً لأرقى ما في حضارة الشرق.
إن متظاهري المدن الإيرانية يدركون النتائج الوخيمة التي ترتبت على مساندة النظام الإيراني لنظام بشار الأسد والذي حين حانت لحظة سقوطه على يد الشعب السوري، مدت له طهران يد المساعدة وأرسلت ميليشياتها ومقاتليها الذين ما لبثوا أن عادوا بالتوابيت إلى طهران.
الشعب السوري يقف مع الحناجر والصدور الإيرانية من عرب أحوازيين وفرس وأذريين وكرد ولوريين وبلوش وغيرهم ممن يواجهون رصاص الديكتاتورية، في ظل تعتيم إعلامي إقليمي وغربي من الجهات التي لا تريد لهذا التغيير الكبير في المنطقة أن يحدث.
لهذه الأسباب وغيرها نقف مع الروح الإيرانية الثائرة على الاستبداد ونوقع على هذا البيان وندعو الأحرار العرب إلى التوقيع عليه، متطلعين إلى مستقبل مشترك قائم على العدالة والإخاء والكرامة والتقدم والقانون وحقوق الإنسان مع كافة شعوب المنطقة والعالم.
عاشت سوريا حرة كريمة بلا نظام الأسد وعاشت إيران حرة كريمة بكل مكوناتها القومية والثقافية.

شاهد أيضاً

الإضربات ودورها في إسقاط الأنظمة الديكتاتورية

الإضربات ودورها في إسقاط الأنظمة الديكتاتورية علي شبيبي لعبت الاضرابات التي قام بها العاملون في …