مقابلة د.كريم عبديان بني سعيد مع صحيفة ” الأيام ” البحرينية

أجرى الكاتب في صحيفة ” الأيام” البحرينية الأستاذ بدر عبدالملك، حوارا مع السياسي العربي الأهوازي الدكتور كريم عبديان بني سعيد، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في ” مؤتمر شعوب إيران الفدرالية” الذي هو تحالف يضم 18 تنظيما من عرب الاهواز الأكراد والبلوش والأتراك الآذريين والتركمان واللور وغيرهم من القوميات في ايران والتي تطالب باسقاط نظام الملالي في طهران واستبداله بنظام ديمقراطي – فدرالي يضمن حقوق تقرير المصير للشعوب المضطهدة”.

وكريم بني سعيد هو مهندس صناعة الطيران، وحاصل أيضا على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي، من الجامعات الاميركية، هو نشاط سياسي مخضرم، بدأ نضاله منذ السبعينات في القرن الماضي، حيث ناهض نظام الشاه من خلال نشاطه كقيادي في صفوف الحركة الطلابية الايرانية ومسؤلا عن اتحاد الطلبة الايرانيين في الولايات المتحدة وقد تم سجنه بسجن إيفين، في طهران، في السبعينات لمدة عامين، بسبب نشاطاته المعارضة.

وبعد انتصار ثورة الشعوب الايرانية عام 1979 واستمرار اضطهاد وقمع عرب الأهواز من قبل نظام الملالي الجديد، بدأ بنشاط حقوقي ودبلوماسي في المحافل الدولية من أجل الدفاع عن قضية الشعب العربي الاهوازي، حيث أسس مع زملاءه منظمة حقوق الانسان الأهوازية عام 1998 ومركز دراسات الأهواز في عام 2000.

انتخب عضو الهيئة الرئاسية في منظمة الشعوب غير الممثلة UNPO منذ تأسيسها عام 2004 كما عمل مع المنتدى الدائم للأمم المتحدة للسكان الأصليين وكذلك المنتدى الدائم لشؤون الأقليات بالأمم المتحدة.

أصبح منذ العام 2002 المستشار الأعلى لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، بمجال حقوق الإنسان، وبنفس الوقت يرأس حاليا لجنة العلاقات الدولية في “مؤتمر شعوب إيران الفدرالية”.

يكتب بني سعيد مقالات رأي في الصحافة العربية والإنجليزية والفارسية حول قضايا إيران والشرق الأوسط وقضايا القوميات والأقليات وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران.

س ١: لماذا ظلت القضية الأهوازية بعيدة عن الأضواء العالمية والعربية؟

السبب الأساسي هو طبيعة تعامل الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة على الحكم في إيران والتي فرضت التعتيم على الشعب العربي الاهوازي وحالت دون طرح قضيته في المحافل الاقليمية والدولية. والسبب الثاني هو الاهمال والتجاهل الذي لاقته القضية الاهوازية من قبل العالم العربي سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي. أما السبب الثالث فهو عدم امتلاك الحركات الاهوازية منابر اعلامية أو امكانيات لنشر القضية.

س٢: كيف تعامل نظام الشاه مع القضية الأهوازية، ثم نظام الملالي مع الشعب الأهوازي؟

لقد حافظ الشعب العربي الأهوازي على عروبته في مواجهة التفريس وقام بثورات وانتفاضات منذ اسقاط الحكم العربي لامارة عربستان ( الأهواز) عام 1925 وأسر آخر حاكم عربي للاقليم الشيخ خزعل بن جابر الكعبي على يد الشاه رضا بهلوي الذي غزا الاقليم عسكريا.

وبدأ الشاه الأب ومن ثم الإبن ( محمد رضا بهلوي) بحملة تطهير عرقي وقاما بتفريس أسماء المدن والقرى ومنع الزي العربي واللغة العربية كل شيء يمت للعروبة بصلة؛ وللأسف استمر نظام الجمهورية الاسلامية في ايران منذ انتصار الثورة وتأسيسه عام 1979 على نفس النهج العنصري ضد عرب الأهواز.

ويعتبر عرب الأهواز من أولى ضحايا نظام الملالي حيث قمعت الحكومة المؤقتة التي شكلها الخميني – في بداية الثورة عام 1979 – انتفاضتهم السلمية التي طالبوا خلالها باقامة حكم ذاتي لاقليم عربستان (الأهواز). وقد ارتكب الجنرال أحمد مدني (حاكم الاقليم في حينه) مجزرة راح ضحيتها أكثر 817 قتيل وعلى ما يربو من 1500 جريح وآلاف من المعتقلين.

في العام 1980 ألغى صدام حسين اتفاقية الجزائر ومن ثم نشبت الحرب العراقية الايرانية بفعل التوجهات الجديد للنظام الايراني وتدخلاته في شؤون العراق. وفي هذه الفترة عادت الاوضاع في الأهواز لما كانت عليه في وزمن الشاه و تبني العراق قضية عربستان وتشكلت الجبهة العربية لتحرير الاحواز هناك، بالاضافة الى استضافة العراق لمنظمة مجاهدي خلق.

بعد سقوط نظام صدام عام 2003 جمدت الجبهة نشاطها في العراق وما تبقى من افرادها هاجر الى الخارج وقسم منهم تم تصفيته جسديا في العراق .

وقاوم الأهوازيون التفريس لتسعة عقود وكانت آخر انتفاضة عارمة لهم في أبريل 2005 ضد سياسات الحكومة الايرانية لتغيير النسيج السكاني وديمغرافيا الاقليم و تهجير العرب من أرض آباءهم وأجدادهم واستبدالهم بمهاجرين من الفرس وسائر القوميات وتحويل العرب في الاهواز من أكثرية إلى أقلية في وطنهم.

و رغم أن السلطات الإيرانية استطاعت إن تقمع هذه الانتفاضة عبر وسائل القهر والتنكيل إلا أن جذوتها بقيت مشتعلة ومازال المئات من الشباب الأهوازيين يقبعون في السجون اثر هذه الانتفاضات وقد تم اعدام العشرات من الناشطين سرا وعلنا.

وفي السنوات الأخيرة تأثرت قضيتنا بانتفاضات الربيع العربي وهو ظاهرة جديدة في تاريخ نضالات الشعوب العربية ، حيث ادى الى الاطاحة ببعض الانظمة العربية المستبدة، لكنه أدى أيضا الى تنامي التدخل الايراني في شؤون البلدان العربية مما ساعد في طرح قضية شعبنا العربي الاهوازي مرة أخرى وتناولت وسائل الاعلام شرح معاناة عرب الاهواز على ابناء الامة العربية.

مما لاشك فيه، أن الربيع العربي أعطى دروسا للأنظمة الديكتاتورية وأهمها انها غير باقية للأبد, وهذه الظاهرة رفعت من معنويات شعبنا وخاصة وان عقود مضت والاعلام العربي تجاهل قضيتنا كليا ، ويمكن القول ان الربيع العربي وما يحمله من مدلولات ترك بصمات ايجابية على الشارع الاهوازي.

وتأثر الأهوازيون عام 2011 بثورات الربيع العربي حيث قاموا بمطاظهرات سلمية واسعة تزامنا مع الثورة السورية ولكن التعتيم الاعلامي الشديد الذي يمارسه النظام الايراني والاهمال العربي والتجاهل الدولي لقضية الاهواز وعدم تغطيتها ودعمها، كلها أمور ساهمت في قمع طهران لهذه الانتفاضة بصمت.

وتعرض الأهوازيون إلى القمع والعنف المنظم بدءا من تصفية النشطاء السياسيين من خلال الاعدامات السرية أو على الملأ، وأحكام السجن الطويلة والتعذيب ضد نشطاء المجتمع المدني من الكتّاب والشعراء والمعلمين والمثقفين وحتى المواطنين العاديين ممن شاركوا في الاحتجاجات.

س٣: كيف ترون المسألة الأهوازية في ظل تغيرات المنطقة و الصراع الأقليمي؟

منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي برزت القضية الاهوازية ايضا على الساحة الاقليمية وبعد أعوام من التدخل الايراني في المنطقة اصبحت القضية الاهوازية معروفة الى حد ما لدى الرأي العام العربي، ولكن مازالت القضية لم تأخذ مكانتها كما يجب.

وبرأيي لا بد من لنا كاهوازيين الاستفادة من کسب هذا التعاطف وتوظيفه لصالح قضية الشعب العربي الأهوازي.

على الصعيد الدولي ايضا لقد حققنا بعض النجاحات في طرح قضيتنا على المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان، كقضية إنسانية وقضية شعب يعاني الاضطهاد بكل أشكاله. وقمنا بفضح النظام الإيراني على ارتكابه الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في إيران عموما وضد الشعب الأهوازي وباقي الأقليات العرقية والدينية خصوصا، وذلك على أعلى المستويات العالمية وفي الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، والمنظمات الدولية غير الحكومية والحكومات. وقدمنا تقارير موثقة حول انتهاكات حقوق الإنسان للمواطن العربي الأهوازي والانتهاكات التي تمارس في مجال انتهاك العقيدة للأقليات الأخرى، كأهل السنة والجماعات الدينية الأخری کالیهود والبهائیين والمندائيين. وقدمنا أبحاثا إلى هيئات الأمم المتحدة مختصة بحقوق الإنسان، عن معاناة الأقليات الإثنية والدینیة التي يتعرض أتباعها للاضطهاد والتمييز والمعاناة، وكذلك الاضطهاد المزدوج ضد مجمل الشعوب الإيرانية على يد النظام الإيراني منذ ما يزيد على ثلاثة عقود. تتمتع اليوم الشعوب التي تمارس السلطة الحاكمة، الاضطهاد القومي ضدها، بوعي كبير نتيجة للثورة المعلوماتية وزيادة انتشار استخدام القنوات الفضائية والإنترنت، وهي تقف في الصف الأول للنضال ضد النظام.

للأسف الشديد لا تزال قضیتنا في الدول الغربية وبعض الدول العربیة موضوعة على الرف، وذلك بسبب اللوبي الإيراني القوي جدا.

س٤: ما مدى تعاونكم واختلافكم السياسي مع المعارضة الايرانية عموما ومع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بشكل خاص؟

نحن في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي والأحزاب المعارضة المنضوية في “مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية” عبرنا عن أهدافنا المعلنة، حول اقامة دولة فدرالية ونظام تعددي ديمقراطي لايران المستقبل حيث تتمتع الشعوب والقوميات بالسيادة على أقاليمها وتشارك في الحكومة المركزية أيضا بشكل تطوعي.

ومن هذه المنطلقات، نحن مستعدون للتعاون والتنسيق والنضال المشترك مع القوى والتيارات الايرانية التي تعترف بحقوق القوميات وحقها في تقرير المصير، وتشجع التصريحات الاخيرة التي أطلقها قياديون في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق حول تضمن برنامجهم السياسي اقرار الحكم الذاتي للقوميات. هذه أرضية مناسبة للعمل المشترك وتوحيد كافة القوى الايرانية المركزية واللامركزية في سبيل اسقاط نظام الملالي واحلال نظام تعددي ديمقراطي على أنقاضه.

واتجهت الشعوب غير الفارسية خلال السنوات الاخيرة نحو تشكيل أحزاب ومنظمات قومية تتبنى خطابات وشعارات تتحمور حول تحقيق الديمقراطية التي لا يمكنها أن تتحقق إلا بإزالة التمييز الثقافي والديني واللغوي والقومي والتمييز ضد النساء.

من جهة أخرى، هناك قوى كثيرة تخشى الحل الفدرالي في احزاب المعارضة خاصة ذات الطابع القومي الفارسي حيث صرح العديد منالقيادات القومية المعارضة الفارسية بأنهم سيرتمون في أحضان النظام، اذا تمت تحركات لتفكيك الدولة المركزية، إذ يساورهم هاجس تفكك إيران وتجزئتها. وهذا ما دفع بالكثير منهم للوقوف ضد حقوق وتطلعات الشعوب غير الفارسية وتخلوا عن مبادئهم لصالح الجمهورية الإسلامية وذلك من أجل الحافظ على هوية إيران الفارسية وسيطرة الفرس وهيمنتهم على إيران.

س٥: ما هو مشروعكم وبرنامجكم السياسي كحركة أهوازية لما بعد سقوط نظام الملالي؟

نحن نعتقد بأن المشوار طویل وللنضال مراحل؛ الآن المرحلة لا تناسب استخدام الکفاح المسلح الذي تنادي به بعض المنظمات الاهوازية، وفي نفس الوقت لا نمنع الشعب من استخدام کل الوسائل للدفاع عن نفسه، لکن ليس هناك توازن في القوى على الارض بين نظام مدجج بالسلاح والإمكانيات وشعب أعزل، لذا فإن الطرق السياسية للنضال السلمي والتحالف مع باقي الشعوب في إيران، والتي تعاني نفس الضغط من النظام هي السبيل الافضل والأنجع لتحقيق المطالب.

من جهة أخرى، فإن الاعتقاد بانهیار ایران بشكل مفاجئ في المدی القریب، أمر غیر محتمل، واعتقد انّ الحل الانسب، والذي له أذن صاغية في الاوساط الدولية، وحتى بين بعض المعارضة الإيرانية وبعض من القوى الفارسیة، وهو طرح شعار تأسيس نظام فيدرالي لا مركزي کحد ادنی لمطالبنا، حيث يمكن لنا من خلال النظام الفدرالي بناء المؤسسات المدنية وانتخاب برلمان محلي لديه صلاحية التكلم باسم الشعب في تقرير مصيره، كما سيکون لدینا جيش وشرطة محلية وتعيين ميزانيات من نسبة الدخل الاقتصادي للأقاليم وحق الملكية للمصادر الاقتصادية في الاراضي، التي يعيش عليها العرب، وهذا یسهل عملية حق تقرير المصير بعد بناء حكم وطني مقبول دولیًا.

س٦: ما الذي يمكن أن تقدمه لكم شعوب دول الخليج العربي وأنظمتها للقضية الأهوازية وشعبها؟ وكيف تنظرون الى الاهتمام الاعلامي العربي بالقضية الأهوازية مؤخرا؟

نحن نعتبر العروبة هويتنا وعمقنا التاريخي وامتدادنا الحضاري؛ والعالم العربي كعمق استراتيجي لشعبنا؛ لکن يجب أن ننتبه ان تحويل العروبة إلى ايديولوجية يدخلنا في مطب الشوفينية والعنصرية وسنصبح تمامًا صورة أخری للشوفينية والعنصریه الفارسية في إيران.

بدأ الاشقاء العرب وخاصة في بلدان مجلس التعاون الخليجي بابداء اهتمام كبير بالقضية الأهوازية وهذه حالة جيدة تستحق منا نحن ابناء الأهواز ( عربستان) كل التقدير والاحترام والاهتمام ، واذا اردنا التدقيق في الدوافع التي كانت وراء اتخاذ مثل هذه المواقف تستوقفنا عدة عوامل نذكر على سبيل المثال منها لا الحصر التالي : الدور المتعاظم للتدخل الايراني السافر في شؤون المنطقة العربية خاصة بعد الاحداث المؤلمة التي جرت في البحرين و الاعلان عن وجود شبكات ايرانية للتجسس في الكويت وغيرها من الامور ، الحراك السياسي الذي شهدته وتشهده بعض البلدان العربية و الذي ادى الى فتح نافذة من الحرية الاعلامية للتعامل مع بعض القضايا القومية الكبرى بما فيها قضية الشعب العربي الاهوازي ، النضال المستمر للشعب العربي الاهوازي ولمنظماته واحزابه السياسيةعلى المستوى الداخلي والخارجي .واخيرا وليس اخرا الاهتمام المتزايد بالقضية الاهوازية من قبل الرأي العام العالمي والبرلمانات الاوروبية والاتحاد الاوروبي والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان وخاصة تلك المنظوية تحت لواء هيئة الامم المتحدة .

ورغم اهمية ما حدث وسوف يحدث في المستقبل الا ان الخطاب السياسي و الاعلامي الذي رافق طرح القضية الاهوازية هذه الايام لا يزال يشوبه الكثير من النواقص،من بنيها وكانما الذي يجري الاهواز – هو صراع بين اقلية دينية ” سنية “و اكثرية ” شيعية “؛ ومع الاسف الشديد فان مثل هذه الاطروحات قد روج لها نفر من ابناء شعبنا حيث اننا نشاهد ولاول مرة منظمة سياسية اسلامية تبني سياساتها لا على مرتكزات اسلامية وانما على مرتكزات طائفية ظنا منها ان الشعب العربي الاهوازي اذا تبنى نهجا مذهبيا بعينيه فانه سوف يحضى بدعم الدول التي تتبنى هذا النهج و سوف يقطع صلته في ايران وهذا ما يجعل عقارب الساعة تعود الى الوراء لتذكرنا بمعاهدة ارض روم التي ابرمت بين الدولة القاجارية و السلطنة العثمانية وذلك اثر الهجوم التي تعرضت له المحمرة عام 1837 من قبل والي بغداد علي رضا باشا والذى ادى الى تدميرها ،حيث لم يعترض الشيخ جابر امير عربستان انذاك على هذه الاتفاقية ضنا منه ان دولة ايران” الشيعية” سوف تحمي امارة عربستان “الشيعية ” من الاعتداء “السني ” العثماني واذا جاز للتاريخ ان يعيد نفسه بتبني مذهب آخر فانه سيعود هذه المرة ولكن على” شكل مهزلة ” ، فما ان ضعفت شوكة كعب البو كاسب حتى ادارت ايران الشيعية ظهرها الى اخوانهم في العقيدة العرب واخذوا ينكلوا بهم ايما تنكيل وقد ازداد هذا التنكيل بعد قيام ما يسمى بجمهورية ايران الاسلامية التي اعلنت مساندتها لكل شيعة العالم ما عدى شيعة عربستان.

اما موقف الخليجيين الداعم لقضية عرب الاهواز، فهو موقف جديد، لكنه اقتصر للأسف، اقتصر على الدعم الاعلامي وتقديم بعض المساعدات المالية من قبل بعض التيارات الاسلامية الى بعض الجماعات بعينها والتي تتبنى موقف هذا التيار الاسلامي او ذاك دون مراعاة الشروط الموضوعية والذاتية التي تخيط بقضيتها ما يترتب عليها من مواقف مستقبلا، بينما تم تجاهل القوى الوطنية والديمقراطية التي تقود النضال السياسي والمدني لعرب الاهواز في المحافل الدولية.

من جهة أخرى، نحن نعوّل كثيرا على الشعوب العربية والمنظمات الأهلية والمثقفين العرب ووسائل اعلام ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني ان تطرح المظالم والقمع الذي يتعرض له اشقاءهم في الاهواز كقضية انسانية وقضية حقوق مسلوبة وشعب عربي له الحق في تقرير مصيره كسائر شعوب العالم.

س٧: ماذا يمكن للحكومات العربية ان تقدم لأبناء الاهواز؟

دعم قضية الاهواز في المؤسسات الحقوقية والمحافل الدولية هو أفضل ما يمكن للدول العربية أن تقدمه للقفز بالقضية للساحة الدولية خاصة الآن وهو أفضل توقيت لطرح هذا الملف، حيث ان هناك ثلاث دول عربية أعضاء في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهي السعودية والإمارات والجزائر، لا سيما أن المملكة العربية السعودية ترأس حاليًا لجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، كما أن مصر الآن عضو في مجلس الأمن.

كما انه بالامكان مساعدة ودعم الحركة الأهوازية من خلال قبول وتوفير مقعد بصفة مراقب لها في جامعة الدول العربية، وفي منظمة اليونيسكو والمجلس الاقتصادي الاجتماعي (ECOSOC)، وتوفير المنح الدراسية للطلبة الأهوازيين في جامعات البلدان العربية، وفرص العمل للخريجين العرب الذين جرى حرمانهم من فرص مهنية من قبل النظام، کجزء من تلك الوسائل وأدوات القوة الناعمة.

وتعتبر مقارعة النظام الإيراني في المحافل الدولية، خاصة في ملف حقوق الإنسان، الذي يشكل «كعب أخيل» للنظام الإيراني في المحافل الدولية، حيث للنظام الإيراني سجل أسود في الانتهاكات ضد مختلف مكونات الشعب الإيراني من الشعوب غير الفارسية أو الأقليات العرقية والدينية، وهو ملف مطروح بقوة على أجندة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.

إن هذه الانتهاكات موثقة لدى المنظمة الدولية، لكن النشاط الإيراني وحلفاءه ولوبياته ونشاطهم الحثيث والذكي من جهة، وغياب التحرك العربي من جهة أخرى، حالا دون إرسال الملف إلى مجلس الأمن رغم صدور قرارات إدانة أممية عديدة ضد إيران.

لذا بإمكان الدول العربية، خاصة تلك التي لديها العضوية في مجلس حقوق الإنسان، أو المنظمات واللجان والمجالس الأخرى التابعة للأمم المتحدة، أن تدعم قرارات الإدانة التي تصدر بشأن انتهاك طهران لحقوق الأقليات الإثنية والدينية والشعوب غير الفارسية وأن تتبنى قضايا الشعوب المضطهدة خاصة قضية أشقائهم عرب الأهواز والأكراد والبلوش والأذريين والتركمان وأهل السنة والأقليات والشعوب المضطهدة الأخرى في إيران.

وللأسف تعامل الدبلوماسيون والسفراء والبعثات التابعة للدول العربية وكأن شيئًا لم يكن تجاه هذه القضية، رغم أنني كرئيس منظمة حقوق الإنسان الأهوازية وزملائي من الأهوازيين وكذلك نشطاء الأقليات والشعوب غير الفارسية تحدثنا مرارًا وتكرارًا خلال الدورات الاعتيادية لمجلس حقوق الإنسان أو الاجتماعات الأخرى في الأمم المتحدة عن اضطهاد ومعاناة الشعب العرب الأهواز والشعوب غر الفارسة الأخرى على د هذا النظام المارق، أمام السفراء ومندوبي الدول والمنظمات الدولية.

بالمقابل يستخدم النظام الإيراني الدول الحليفة له ويجند كل الطاقات لإخفاء جرائمه ويحاول منع طرحها أمام المنظمة الدولية. لكننا ورغم إمكانياتنا المتواضعة استطعنا أن نقض مضاجع هذا النظام. غير أننا لحد الآن دون إسناد أو دعم حقوقي أو سياسي من جانب أشقائنا الذين التقينا بعدد من سفرائهم طيلة سنوات نشاطنا على هامش اجتماعات الأمم المتحدة والذين كانوا يجيبوننا بأنهم لا يريدون التدخل بشؤون إيران الداخلية، رغم أن قضية انتهاكات حقوق الإنسان هي شأن دولي يلزم الدول الأعضاء باتخاذ مواقف واضحة وشفافة تجاه الانتهاكات، خاصة انتهاك حقوق الأقليات.

من هنا نرى أنه بإمكان العرب أن يدعموا قضية عرب الأهواز في ما يخص ملف «الإبادة الثقافية» الذي طرحناه منذ سنين في الأمم المتحدة موثقًا بالأدلة والبراهين عن محاولة طمس هوية الشعب العربي الأهوازي والقضاء على وجوده بشتى الطرق والأساليب والسياسات التعسفية من قبيل التفريس والتهجير ومحاولة التغيير الديموغرافي والتلويث المتعمد للبيئة وحرف مياه الأنهر وغيرها من السياسات العدوانية للحكومة المركزية الإيرانية ضد عرب الأهواز.

http://www.alayam.com/epaper/2016/07/19

نسخة PDF

Check Also

دكتورة أهوازية تفوز بمهرجان علمي عالمي وتحصل على جائزتين

دكتورة أهوازية تفوز بمهرجان علمي عالمي وتحصل على جائزتين جابر احمد فازت الدكتورة الأهوازية زينب …