17/05/2024

يعقد حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي ممثل الأهواز-عربستان في منظمة الشعوب  بلا تمثيل والعضو المؤسس في مؤتمر شعوب إيران الفیدرالية مؤتمره العام الرابع في ظل ظروف ومتغيرات داخلية واقليمية ودولية في غاية الدقة والتعقيد والحساسية تُلقي بظلالها على القضية الأهوازية وعلى سائر قضايا الشعوب في إيران بشكل خاص وعلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. حيث بات مصيرنا مرتبط عضويا بالتطورات التي تشهدها المنطقة وبما أن قضية الشعب العربي الأهوازي أصبحت بفعل تفاني أبنائها ومقاومتهم البطولية الباسلة تحظى بحيوية منقطعة النظير مقارنة بعقود مضت وإنها تتفاعل بقوة مع كل ما يجري على الساحتين الدولية والإقليمية وذلك بجهود احزابها وتنظيماتها ونشطائها وشخصياتها، فمن الضروري لا وبل من الطبيعي أن يناقش مؤتمرنا الحزبي الرابع هذه القضايا مسترشدا باقتراحات ومساهمات السادة الضيوف بغية الخروج بتوصيات وقرارات صائبة من شأنها أن تساهم في إنارة نظرتنا إلى القضايا الراهنة  ومنحنا رؤية موضوعية وواقعية في فهم العلاقة المركبة بين قضية شعبنا العادلة وسائر قضايا الشعوب العربية والاحرار في العالم من جهة وقضايا الشعوب في إيران من جهة أخرى.

وكما ان انعقاد المؤتمر الرابع للحزب يأتي في ظل غياب أمينه العام وأبرز مؤسسيه، المناضل الراحل عدنان سلمان، الذي ترك فقدانه فراغا ملحوظا يضعنا أمام مهام ومستجدات ومسؤوليات تفرض علينا معالجتها بموضوعية لتذليل كافة العوائق وتجاوز العقبات ومواجهة التحديات، وهنا نعاهد فقيدنا الذي رفع السلاح في عنفوان شبابه دفاعا عن شعبه ثم إنتقل إلى الكفاح السلمي لنفس الهدف، نعاهده باننا باقون على طريق النضال من أجل احقاق حقوق شعبنا العربي الاهوازي المشروعة وفي مقدمتها دائما وابدا، حق تقرير المصير.

على الصعيد الداخلي :

تواجهة قضية شعبنا في الداخل كسائر قضايا الشعوب المضطهدة بموقف متصلب من نظام ولاية الفقيه المتمثلة في رفض أبسط الحقوق المشروعة، فالنظام الذي عطل ثلاثة عقود ونيّف المواد الدستورية التي تشير بشكل خجول إلى بعض الحقوق ومنها حق تعليم لغة الأم، لا يمكنه أن يرتقي إلى التعاطي مع أي تحول ديموقراطي مهما كان شكله ومضمونه، وخير دليل على ذلك فشل الحركة الإصلاحية التي عرفت بإسم «الحركة الخضراء» والتي خرجت من هيكلية النظام، فشلها في احداث تحول ولو بسيط في توجهات النظام الاستبدادية، فرأينا نتائج احتجاجات عام 2009 التي أدت إلى قمع المتظاهرين بشكل دموي وزج قادة الحركة في السجن أو اخضاعهم إلى الاقامة الجبرية ومعلوم أن تعامل هذا النظام مع نشطاء الشعوب غير الفارسية أكثر عنفا وقمعا وتنكيلا. ونستشهد هنا بالاعدامات المستندة إلى اعترافات قسرية اخذت تحت التعذيب من شهداء شعبنا الأبرار والمحاكمات الصورية لنشطاء شعبنا والحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة. كما يقوم النظام وبشكل ممنهج بتغيير التركيبة السكانية لصالح غير العرب ويصادر الاراضي ويحرف الأنهر ويجفف الأهوار، الأمر الذي من شأنه تدمير الزراعة في اقليم يضم افضل الاراضي الزراعية الخصبة، وعلى صعيد متصل يتعمد النظام في تفشي البطالة عبر جلب موظفين وعمال من اقاليم أخرى للعمل في قطاع النفط والغاز والصناعات والدوائر والمؤسسات الحكومية، في حين يعاني ابناء الاقليم وخاصة الخريجين منهم البطالة في اقليم يؤمن أهم مصدر دخل لإيران بمجملها وهو النفط والغاز ويتم كل ذلك في إطار محو الهوية العربية ومحو معالم الوجود الأهوازي، عليه لم يبق أمام شعبنا والشعوب المضطهدة إلا اسقاط النظام بحركة جماهيرية واسعة تبلغ مرحلة العصيان المدني بهدف شل هذا النظام القمعي الذي اثبت للجميع بالضرس القاطع بأنه يسير خلافا لحركة التاريخ ولتحقيق هذه الغاية ساهم حزبنا وبشكل مبكر مع أبرز وأهم احزاب في تشكيل مؤتمر شعوب إيران الفدرالية الذي يضم حاليا 16 تنضيما للكورد والآذربيجانيين الترك والتركمان والبلوش واللور.

نحن في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي نجزم انطلاقا من التجربة المريرة التي اكتسبها وتعايشها شعبنا العربي تحت حكم الأنظمة الإيرانية المتعاقبة أنه لا يمكن اصلاح نظام ولاية الفقيه كما أن طبيعته الشمولية المؤدلجة الممزوجة بالطائفية والشوفينية المعادية للعرب لن تسمح له بقبول أي حل للقضية الأهوازية بشكل خاص والمسألة القومية بشكل عام. كما نؤمن أن الظروف الموضوعية هي التي قد تبقي إيران موحدة أو تؤدي إلى تفكيكها، ففي حال ظلت إيران متماسكة بفعل الظروف الاقليمية والدولية صبيحة أي تغيير مقبل، لايمكن للنظام القادم الذي من المفروض يبنى على انقاض النظام السابق أن يكون شموليا وممثلا لشعب وقومية واحدة، عليه نرى أن الحل الفیدرالي هو الانسب لهذه الحالة وبالرغم من هذا نريد التأكيد هنا أن الفدرالية ليست استراتيجيتنا النهائية، بل حق تقرير المصير هي غايتنا وضمان ديمومتنا كشعب عربي له هويته المستقلة وحضارته العربية المميزة وامتداده التاريخي العريق.

وبالرغم من مطالبتنا بـ”الفیدرالية” كحل مقترح وذلك حسب قرائتنا التي نعتقد بأنها موضوعية وتأخذ موازنة القوى الداخلية والاقليمية والدولية بعين الاعتبار بشأن أي تحول في إيران ومستقبله ومصير الشعوب فيه، فإننا نؤكد أن المطالبة بالإستقلال ليست جريمة كما يروج لها النظام الإيراني والكثير من تيارات المعارضة الإيرانية، بينما المطالبة بالاستقلال مطلب سياسي لا يتعارض والديمقراطية بل هو في صلبها والنماذج المماثلة في البلدان الديمقراطية كثيرة من كندا إلى إنجلترا وبلجيكا وإسبانيا، عليه فإن أي نظام اتحادي مستقبلي ينبغي أن يكون نظاما طوعيا لا سيما وأن النظام الفدرالي لا يمنح لأي شعب من الشعوب أي افضلية مميزة فحسب بل يحول دون تمركز السلطة والقوة العسكرية والمال في يد شعب دون غيره.

وفي نفس الوقت نشدد على ضرورة الابتعاد عن الكثير من الشعارات الوهيمة والعاطفية التي تثار حول قضيتنا العادلة رغم إنها تأتي من حناجر صادقة ومخلصة في الكثير من الاحيان وغير مسؤولة ومشوشة في بعض الاحيان، بل ينبغي الأخذ بعين الاعتبار متطلبات المرحلة والظروف الاقليمية المحيطة بقضيتنا لذا من الضروري أن تكون خياراتنا قابلة للتنفيذ وإلا ستؤدي إلى تفشي روح اليأس والاحباط في صفوفنا.

کما نود التأكيد هنا على أن الشعب هو المرجعية الوحيدة لكافة القضايا الخلافية بين التيارات والاحزاب السياسية الفاعلة على الساحة الأهوازية فنحن ابناء شعب مناضل حي لذا من الطبيعي أن نختلف ولكن لا يحق لأي منا أن يخول نفسه حق الوصاية على الشعب ويحاول مصادرة قرار الشعب وحصرها في الأطر التنظيمية والفئوية الضيقة، حيث نرى بين الحين والآخر رفع شعارات من قبل بعض التنظيمات أو الشخصيات وكأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الأهوازي، وللتخلص من هذه المعضلة يكمن الحل في ايجاد مؤسسة وطنية تضم كافة الاطراف الأهوازية بغية التعاون والتنسيق على مستوى الحد الأدنى بدلا من محاولة البعض الرامية إلى اقصاء الآخر دون الانتباه إلى العواقب الوخيمة لمثل هذه المحاولات التي لن تؤدي سوى إلى التشتت والفرقة بين أبناء الشعب الواحد. لذا على كافة الأطراف الأهوازية التحلي بسعة الأفق وقبول الخلاف حول كل شيء، فنحن لا نختلف عن أي حركة تحرر في العالم، قد نختلف أو نتفق حول تحقيق طموحات شعبنا النبيلة ولكن علينا أن لا نخلط بينها وبين طوحاتنا الخاصة ونعلم إننا بحاجة إلى سعة صدر مثلنا مثل سائر الشعوب التي تعيش ظروف مماثلة لظروف شعبنا وبهذا يبقى الحوار هو الطريق الوحيد والأمثل الذي من شأنه أن يضمن التوصل إلى تعاون الحد الأدنى بيننا بدلا من التخوين والقاء التهم جزافا ضد بعضنا .

الاتفاق النووي:

رغم ترحيب غالبية الشعوب في إيران لاسيما الطبقة الوسطى والفقيرة بتوقيع الاتفاقية النووية بين طهران ومجموعة 1+5 وذلك للتخلص من تأثير العقوبات الدولية على الوضع الاقتصادي أملا في أن يؤدي ذلك إلى تحسين الحياة المعيشية، ولكن توجهات النظام الحالية لا تبشر بأي تحول اقتصادي لصالح المواطن العادي، حيث نعتقد جازمين طبقا لمعلومات مؤكدة ان حكومة الملالي في طهران ستقوم باستخدام الاموال المجمدة بعد الافراج عنها والعوائد المالية بعد رفع الحصار الاقتصادي المتوقع، لدعم مليشياته وعملائه في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين وهذا ما ثبت خلال الايام الاولى التي تلت ابرام الاتفاقية حيث ازدات وتيرة تصريحات رموز النظام العدائية تجاه الدول العربية لاسيما الخليجية مما يعد مؤشرا خطيرا يكشف عن نوايا النظام الرامية إلى المزيد من التدخل في شؤون الدول الاخرى وهو قرار استراتيجي بالنسبة لنظام ولاية الفقيه خدمة لمشاريعه وخططه التوسعية على حساب دول الجوار الجاور مستخدما كافة الوسائل العسكرية والاعلامية والمالية .

المعارضة الإيرانية:
من المؤسف أن نكون الجهة الأهوازية الوحيدة التي تحاول الاتصال بمختلف اطياف المعارضة الإيرانية وهنا نقصد جهات تعترف بحقوق الشعوب أو إنها لا تعاديها وذلك بهدف خلق جبهة واسعة يكون للشعوب غير الفارسية الذين يشكلون الأغلبية في إيران التأثير الأكبر والملائم لحجمها على أي تغيير مستقبلي يطرأ في إيران، وللأسف نشاهد أن نزعة الابتعاد عن المعارضة الإيرانية وعدم السعي للحوار معها لدى بعض الجهات الأهوازية بلغت مستوى السذاجة لا وبل وسيلة بيد البعض للتهجم علينا حيث نسمع كيف البعض على الساحة الأهوازية يبسط الأمور فيقول “لا شيء يربطنا بهؤلاء فهم فرس ونحن عرب”، إن مقولات من هذه القبيل شكلها جميل ومضمونها مأساوي، لأنه لا توجد حركة نضالية في العالم تفرض بيدها طوق العزلة على نفسها بهذه الطريقة وهذا ما يريده النظام الإيراني حتى ينفرد بنا ويتمكن من قمعنا والقضاء على نضالنا دون أن تتعاطف معنا القوى التقدمية الإيرانية. فمن هذا المنطلق نحن مستمرون في الاتصال بالقوى المعارضة الإيرانية على أعلى مستوياتها في اطار الحد الأدنى وهو إسقاط النظام وبما أننا نؤمن أن قضية شعبنا هي قضية عادلة لن نتردد في الجلوس على الطاولة مع أي طرف يعترف بحقوق شعبنا أو لديه إمكانية الإعتراف بهذه الحقوق، كما تعمل كوادرنا في الداخل والخارج في هذا الإطار. يا اخوتنا في النضال إعلموا أن خصمنا يتميز بالذكاء الخبيث، وأن صراعنا معه يعد صراعا مركبا ومريرا للغاية، فكفوا عن الشعارات الساذجة اللامسؤولة التي نسمعها هنا وهناك وخاصة على وسائل الاعلام العربية وتوقفوا عن إيهام العرب بالنسبة للقضية الأهوازية عبر اعطائهم معلومات خاطئة أو مبالغ فيها وتذكروا المثل العربي الذي يقول :”الرائد لا يخون قومه” وابتعدوا عن اقحام قضيتنا في الصراع الطائفي لأن نظام ولاية الفقيه هو المستفيد الأول من هذه اللعبة التي يعرف قوانينها أفضل من غيره، لأنه هو الذي اطلقها في المنطقة ووضع قوانينها ومولها وروج لها، بالمقابل نؤكد أن صراعنا مع النظام هو صراع قومي إنطلاقا من مشروعية قضيتنا العادلة بعيدا عن الشوفينية التي قد تقضي على شرعيتنا .

علي الصعيد الاقليمي:

لا يختلف أثنان أن النظام الإيراني المؤدلج لم يتردد في استغلال أي فرصة للتوسع في المنطقة على حساب دولها وشعوبها بذرائع طائفية مفتعلة، إن نظام ولاية الفقيه الرجعي ومنذ مصادرته ثورة الشعوب لعام 1979 بدأ يشكل خلايا إرهابية هنا وهناك تحت شعار تصدير الثورة وبدلا من الثورة صار يصدر الإرهاب، عليه شهدت المنطقة انفجار المارينز في بيروت وإنفجار الخبر في المملكة العربية السعودية والتحريض الطائفي المسلح في البحرين وتعريض الأمن القومي الكويتي للخطر أما بالنسبة للعراق وسوريا حدث ولا حرج وبالنسبة لليمن لو لا التمويل والدعم الإيراني لما تجرأ الحوثيون على القيام بالانقلاب ضد الشرعية .

وهنا من الضروري القاء نظرة سريعة على المناطق التي شهدت التدخل الإيراني بغية القضاء على أمن واستقرارها:

سوريا: عندما انطلقت الثورة السورية قبل ثلاثة اعوام ونيّف كانت سلمية بامتياز ولكن النظام السوري وبعد أن نقل نظام ولاية الفقيه اليه تجربة قمع احتجاجات 2009 في إيران شجعه على التمادي في رفض مطالب الشعب السوري فرد على الاحتجاجات والمطالبات الشرعية بالحديد والنار وقمع الشعب الاعزل دون رحمة أو شفقة فقتل مايزيد عن مئتين الف وجرح الاضعاف المضاعفة وشرد الملايين حفاظا على مصالحه الأسرية والطائفية التي التقت بمصلحة النظام الإيراني الذي يبحث عن الوصول إلى مياه البحر الابيض المتوسط وما العراق وسوريا ولبنان إلا محطات لهذا الزحف الذي يريد خدمة اهداف ولي الفقيه التوسعية.

وعلى صعيد متصل نرى اليوم تدخل روسيا المباشر في سوريا بعد التنسيق مع طهران في اطار مصلحة روسية – ايرانية مشتركة تقضي بإبقاء بشار الاسد في الحكم ووأد جنيف-1 الذي كان يشكل بصيص أمل في نهاية النفق المظلم. أن إيران وبعد أن تخلصت من الضغوط الناجمة عن الملف النووي تفرغت تماما للوضع في سوريا وتريد اليوم نقل تجربة التفاوض حول النووي مع الغرب إلى التفاوض حول سوريا ايضا ولكي تتمكن من تحقيق غايتها كان ينبغي عليها تغيير المعادلة الميدانية وإخراج الاسد شبه منتصر وبطل محاربة الارهاب الداعشي ثم الدخول في تفاوض مع الغرب بهذا الشأن وهذا ما يفسر حشد إيران لقواتها وقوات اتباعها في حزب الله والمليشيات الافغانية والعراقية والباكستانية على الاراضي السورية لضرب الثوار الذين كادوا أن يسقطوا الاسد لو لا التدخل الروسي الإيراني المباشر.

هذا الوضع يضع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة للشعب السوري أمام مسؤولات جسام فالمصير المشترك يفرض علينا جميعا أن ندعم الشعب السوري بكافة الامكانيات قبل فوات الأوان لأن التاريخ سوف لن يسامح من يتلكأ أو يتردد في الوقوف الحقيقي إلى جانب الثوار في سوريا ونؤكد هنا بأن الشعب العربي الأهوازي يتعاطف مع اشقائه السوريين قلبا وقالبا ويعارض ضلوع نظام الإيراني في تقتيل وتشريد اشقاؤنا هناك كما أن سائر الشعوب المضطهدة في إيران ترفض تدخل طهران في الشأن السوري جملة وتفصيلا.

اليمن: رأينا جميعا بأم اعيننا التدخل الإيراني السافر في اليمن من خلال الحوثيين الذين فضلوا أن يكونوا ورقة بيد إيران فحاولوا القضاء على الشرعية عبر انقلابهم الذي افشلته إرادة الشعب اليمني بدعم الائتلاف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي لبت نداء الاشقاء في اليمن عبر عاصفة الحزم وأعادت الأمل إلى هذا البلد العربي الجريح. لقد فشلت إيران في النيل من الشرعية في اليمن بفعل الإرادة المشتركة السعودية والاماراتية والكويتية والبحرينية والقطرية ونؤكد هنا أن الشعب العربي الأهوازي وبكافة قواه ومن ضمنها حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي أعلنت مرارا تأييدها لحزم الائتلاف العربي من خلال عاصفته التي أعادت الأمل إلى العرب من المحيط إلى الخليج العربي.

البحرين: ليس سرا أن إيران تحاول بشتى الطرق والوسائل العبث بأمن واستقرار هذا البلد الشقيق من خلال ضربها على وتر الطائفية البغيضة. في حين الحكومة البحرينية خلقت اجواء ملائمة للحوار والتفاهم بين كافة فئات الشعب ودعت القوى المؤمنة بالعمل السلمي أن تنضم إلى العملية السياسية دون عوائق في حين لا مكان في نظام ولاية الفقيه الذي يذرف دموع التماسيح على البحرينيين، لا مكان لأي مساحة حتى لو كانت ضيقة لأي نشاط سياسي أو إجتماعي أو ثقافي للشعوب المضطهدة، فمن باب أولى أن يمنح النظام الإيراني الشعوب التي يتحكم فيها بالحديد والنار شيء مما يطلبه زورا للشعب البحريني. على النظام الإيراني أن يعلم أن البحرين بلد مستقل وتربطه وشائج الدم مع محيطه الخليجي والعربي. ومنذ بداية احداث البحرين المفتعلة من قبل طهران فقد عبر الشعب العربي الأهوازي عن تعاطفة وتضامنه مع اشقائه في البحرين وهذا ما يؤكده حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي وحلفائه في مؤتمر شعوب إيران الفدرالية ايضا.

العراق: تعامل نظام ولاية الفقيه منذ الاحتلال الأميركي للعراق وكأنه وصي على هذا البلد العربي الاصيل الذي كان دائما يخلق مع إيران توازنا استراتيجيا لصالح الامة العربية بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم فيه وبما أن طهران تعرف أهمية العراق الإقليمي والدولي فإنها حاولت ابتلاعه عبر مليشيات شكلتها وسلحتها لهذه الغاية ونحن على يقين أن النظام الإيراني لن يهدأ له بال حتى يضعف العراق إلا درجة يصبح النظام فيه ورقة من اوراق طهران مثله مثل نظام بشار الأسد ولكن أملنا في الشعب العراقي الشقيق الذي تربطنا به وشائج الدم والاصول المشتركة كبيرة جدا وخير دليل على ذلك الانتفاضة الشعبية العارمة الأخيرة في العراق ضد المفسدين المدعومين من قبل طهران. نحن في حزب التضامن الديمقراطي وتجسديا لموقف شعبنا العربي نشد على ايدي اشقاؤنا في العراق في رفضهم للوصاية الإيرانية على هذا البلد الاصيل الذي يتمتع بكافة الإمكانيات لاستعادة توازن استراتيجي حقيقي لصالح الأمن والاستقرار في المنطقة.

فلسطين: تغنت إيران كثيرا بإسم القضية الفلسطينية وحاولت التوغل من خلال بعض الاوساط في هذه القضية المصيرية للأمة العربية وعملت ضد الشهيد ياسر عرفات الذي كان اول زعيم عربي أيد ثورة الشعوب في إيران، على إيران أن تكف عن التدخل السلبي في الشأن الفلسطيني وعن المحاولة لإملاء تعليماتها على الثورة الفلسطينية، ونحن في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي واتباعا لشعبنا العربي، عبرنا ونعبر دائما عن تضامننا مع القضية الفلسطينية وندين الاحتلال الإسرائيلي وقمعه لاشقاؤنا وفي الوقت نفسه نؤيد أي حل يقبل به الشعب الفلسطيني لإعادة سيادته على الاراضي المحتلة وتشكيل دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

لبنان: إن التدخل الإيراني في لبنان من خلال حزب الله جعل هذا البلد العربي شبه محتل، الأمر الذي عطل اختيار رئيسا للجمهورية في هذا البلد من جهة ومن جهة أخرى عمق بهذا التدخل الهوة الطائفية الخطيرة في لبنان الذي يتميز بالتعددية وذلك من خلال إشراك حزب الله في القتال الدائر في سوريا تحت شعارات طائفية واليوم يحشد حزب الله قواه لتدخل اوسع من السابق في سوريا تنفيذا لتعليمات ولي الفقيه في الدفاع عن بشار الاسد، أن الشعب العربي الأهوازي مثله مثل سائر الشعوب المضطهدة في إيران يندد بمحاولات طهران للتحكم في هذا البلد العربي الشقيق من خلال حزب الله الذي فضل نزعته الطائفية على انتمائه الوطني والقومي.

المملكة العربية السعودية: تعرف إيران جيدا أن المملكة العربية السعودية وشقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي هي الوحيدة التي لديها القرار والمال والقوة لوضع حد لتوسع النظام الإيراني في المنطقة، هذه الدول كانت دائما تأمل حل مشاكلها مع إيران بطريقة ودية إلا أن نظام ولاية الفقيه الذي يفتقر إلى النية الصادقة بهذا الخصوص، ظل يتدخل في شؤون هذه الدول محاولا استغلال أي حادث ضدها وآخرها حادث منى المأساوي حيث شن الاعلام الإيراني حملة شعواء ضد الرياض وجاء المرشد الأعلى ليكمل هذه الحملة عبر اللجوء إلى لغة التهديد والوعيد التي تعودنا على سماعها، نحن في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي نؤكد على أن هذه المحاولات تصب في خانة تسييس حادث منى على خلفية فشل النظام الإيراني في اليمن وغضبه تجاه موقف المملكة من الثورة في سوريا ورفضها للتدخل الإيراني في البحرين. إن دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة هي القوة العربية الوحيدة التي بإمكانها إفشال مخططات نظام ولاية الفقيه في المنطقة وأن كافة الشعوب في إيران وفي مقدمتها الشعب العربي الأهوازي تدين تدخلات نظام ولي الفقيه بإسمها في شؤون دول الجوار وتأمل إقامة علاقات أخوية مع الشعوب المجاورة بعد التخلص من النظام الذي يتحكم في مصائرها.

الإمارات العربية المتحدة: وقفت الإمارات العربية المتحدة باقصى إمكانياتها ضد التدخل الإيراني في اليمن من خلال الائتلاف العربي وإمتزج دماء أبنائها الأشاوس مع دماء المقاومة اليمينة بغية اعادة الشرعية إلى هذا البلد العربي كما سبق وأن وقفت إلى جانب البحرين من خلال قوات درع الجزيرة ضد الاخطار المحدقة بالبحرين وتحاول إيران قدر الإمكان تجنب الاصطدام المباشر مع الامارات بسبب مصالحها الاقتصادية إلا أن الموقف الإماراتي من الجزر الثلاث ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى تشكل دائما ذريعة للتهجم على الامارات من قبل نظام ولاية الفقيه وبهذا الشأن نحن مع الاقتراح الاماراتي الداعي إلى حلق قضية الجزر إما بالتفاوض المباشر أو بإحالة هذا الملف إلى مرجعية دولية.

الكويت: حاولت دولة الكويت مرارا وتكرارا تحسين علاقاتها مع إيران إلا أن نظام ولاية الفقيه ظل يرسل الجواسيس ردا على رسائل الصداقة الكويتية إلى أن بلغ التدخل الإيراني مرحلة خطيرة للغاية من خلال تشكيل خلايا تخزن الاسلحة والمتفجرات في الكويت عبر عملائها والهدف هو دائما أمن الكويت واستقرارها عليه نحن ندد وبشدة هذا العمل العدائي ونعلن تضامننا مع دولة الكويت الشقيقة .

المجد والخلود لشهدئنا الابرار
الحرية لأسرانا الابطال
عاش الشعب العربي الأهوازي
الأمن والإستقرار والسلام لكافة شعوب العالم