الخلافات القائمة حاليا بين ايران والدول العربية خاصة الخليجية منها، لم تكن وليدة الساعة إنما تعود الى عقود سابقة علی اقل تقدیر منذ العهد الشاهنشاهي الذي احتل اجزاء كبيرة من الوطن العربي، من الأهواز إلى الجزر العربية في الخليج العربي.
بعد مجئ الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الخميني في اوائل الثمانينيات، استبشرت الدول العربية وخاصة الخليجية منها خيراً، ظنا منها ان العلاقات تتحسن وترفع الشبهات وتحل الخلافات القائمة أصلا، لكن سرعان ما تبخرت هذه الآمال بعد دخول إيران، حرب الثمان سنوات مع العراق وتدخلات النظام في دول الجوار ومحاولاته تصدير الثورة الخمينية إلى دول الجوار ما ادى الى شكوك تلك الدول بعدم مصداقية إيران ببناء علاقات حسنة او احترام سيادة الدول او الاتفاقيات الدولية المتعارف عليها.
اعتبر البعض بما ان إيران كانت في مرحلة حرب مع بعض الدول العربية لذلک قد يكون مبررا تدخلاتها وهذا ما جعل دول الجوار ان لا تقطع الأمل من تحسين العلاقات مع ايران ولذا استبشرت تلك الدول خيرا بمجئ الإصلاحيين بقیادة محمد خاتمي ولكن تبين في ما بعد انه لا فرق بين إصلاحي او متشدد مثل احمدي او معتدل مثل حسن روحاني الرئیس الحالي للنظام، كون ان سياسة الامن القومي الإيراني التي يديرها المرشد خامنئي لا تزال مبنية على تصدير مبادئ الثورة الخمينية، وبذلك اثبتت التجارب ان السياسية الإيرانية قائمة على زعزعة الاستقرار في المنطقة وتستمد بقائها من خلال هذا المشروع التوسعي.
الدول العربية كانت وما زالت تبحث عن الاستقرار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وذلك يعود لعدة أسباب منها داخلية وأخرى إقلیمة مثل القضية الفلسطينية وتحديات الربيع العربي الذي اصبح خنجرا في خاصرة الأمة العربية، مما يثبت بأن الدول العربية لا تريد استفزاز اي دولة من دول الجوار بما ذلك دولة كبيرة مثل ايران وحتى في مرحلة شدة الخلافات مازالت الدول العربية لم تمس بالسيادة الإيرانية او ان تدعم معارضيها على غرار ما تفعل إيران في سوریا والعراق والیمن ولبنان والبحرین.
وجدان عفراوي