قضية الاهواز تفقد مكافحًا لانتزاع حقوق العرب في إيران

أسامة مهدي – إيلاف: فقدت الحركة القومية لشعب الأهواز العربي في إيران شخصية مناضلة هو عدنان سلمان الامين العام لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي الذي رحل اليوم في لندن بعد صراع مع مرض السرطان مخلفا فراغا كبيرا على ساحة الحركة الأهوازية المكافحة من اجل الحصول على الحقوق القومية للشعب العربي في إيران.

وقد نعى حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي اليوم الجمعة أمينه العام والمربي والمكافح الكبير عدنان سلمان  الذي توفي في العاصمة البريطانية لندن. واكد انه برحيل سلمان فقد فقدت الحركة الوطنية الأهوازية بمجملها علما من أعلامها المكافحين الذين رفعوا السلاح دفاعا عن شعبها حيث بدأ النضال منذ شبابه وقبل الانتقال إلى الحراك السلمي وبموته يكون النضال الوطني والقومي الأهوازي قد خسر مناضلاً عربياً وفياً نذر حياته لقضية شعبه العادلة وسخّر  كل ما يملك من قوة وإمكانيات خدمة للأهواز شعبا وقضية ونضالا”.

وأشار إلى ان عدنان سلمان كان مناضلا صلبا لم يتلوث بمغريات الأنظمة فقارع الشاهنشاهي بالسلاح هو ورفاقه الأوائل من المناضلين في الجبهة الشعبية لتحرير عربستان وأخذ من الحواضن العربية ملجأ وقاعدة له ابتداء من العراق وصولا إلى اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين وبعد مصادرة ثورة الشعوب بواسطة نظام خميني قاوم جميع أشكال الاستسلام والخنوع لهذا النظام الطاغي مؤمناً بحتمية انتصار قضية الشعب العربي الأهوازي النهضوية والتحررية فساهم بقوة في تأسيس حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي حاملا معه تاريخه النضالي الشامخ والمشرق الذي قل نظيره على الساحة الأهوازية.

وإلى جانب مواقفه الوطنية الصلبة الراسخة كان عدنان سلمان كما عرفته شخصيا الإنسان المثقف والعروبي القومي الصلب المدافع عن قضية شعبه مجسدا نموذجاً للعربي الأهوازي المؤمن بضرورة تحرير المواطن قبل تحرر الوطن. فقد كان عدنان سلمان واحداً من رواد الثورة الأهوازية العادلة بلا منازع وظل طيلة حياته داخل الأهواز وخارجها له مساهمات حقيقية وملموسة على درب النضال من اجل قضية شعبه العادلة.

فقد رحل بعد صراع مع السرطان الذي أصابه منذ عدة أشهر غريبا عن وطنه الذي ضحى من أجله.. لكن قضية شعبه ستظل راسخة يحمل لواءها رفاقه من المناضلين العرب في الأهواز.

عدنان سلمان.. سيرة كفاح من أجل قضية شعب

وهو من مواليد عام 1955 في مدينة الأهواز جنوب غرب إيران وبعد 5 سنوات من عمره انتقل مع ابويه إلى مدينة عبادان وذلك بسبب انتقال عمل والده الذي كان عامل في شركة النفط الوطنية الإيرانية. وفي مدينة الأهواز عند دراسته في الاعدادية تعرف على بعض الشباب العرب الذين كان لهم نشاطات سياسية ضد النظام الشاهنشاهي الذي كان يضطهد العرب فاصبح عضوا في احد الخلايا التي كان بعض اعضائها ينتمون إلى الحركة الثورية العربية التي اسسها الشهيد سيد حميد الموسوي المعروف بسيد فهد وكان يطلق عليها جبهة تحرير الأهواز.

وفي شباط فبراير عام 1974 تمكن من الافلات من قبضة منظمة السافاك الإيرانية متسللا إلى الاراضي العراقية برفقة اثنين من رفاقه عندما اصبح  وجوده  معرضا للخطر حيث ترك  إقليم الأهواز بأمر من مسؤوله  التنظيمي والتحق  في صفوف  الجبهة الشعبية  لتحرير الأحواز (عربستان) التي كانت  متواجدة  على الأراضي العراقية.

وبدأ يعمل في صفوفها ومكث اكثر من ثلاثة شهور في قواعد الهور منها منطقة الزورة المعروفة في هور العظيم القريبة من الشيب  وبعدها طلبت قيادة الجبهة منه ان يترك الهور منتقلا إلى بغداد حيث دخل دورة عسكرية في معسكر التاجي شمال غرب بغداد لمدة شهرين وكانت من اهم الدورات التدريبية التي نظمتها الجبهة للمناضلين الأهوازيين. وكلف لمرتين بمهام بالدخول إلى قرى مدينة البسيتين في إيران وذلك للالتقاء بالشباب العرب ليضمهم إلى صفوف الجبهة.

وبعد عقد اتفاقية الجزائر بين  إيران  والعراق في مارس عام 1975 والتي على اثرها توقف نشاط الأهوازيين  السياسي واعلامي بأمر من السلطات العراقية خرج من العراق مع  مجموعة من رفاقه  أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز (عربستان)  إلى  بلاد  الشام فاستقر في سورية ومن ثم لبنان.

وبعدها اصبح عدنان سلمان عضوا  في  لجنة العلاقات الخارجية للجبهة الشعبية مكلفا بالتنسيق مع المنظمات الإيرانية التي كانت تناضل آنذاك ضد النظام  الشاهنشاهي.

وقد تدرج  في صفوف  الجبهة  حتى اصبح  فيما بعد  احد  قياديها  البارزين.. ثم عين من قبل الجبهة عضو  في لجنة التنسيق للعمل مع المنظمات الفلسطينية وعلى راسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مما جعله يسافر إلى عدة بلدان عربية وأجنبية.

وفي الفترة بين عامي  1976 و 1988 استقر في اليمن وتحديدا في مدينة عدن ممثلا للجبهة  الشعبية لتحرير الأحواز حيث اقام علاقات مع قادة ورموز جمهورية  اليمين الديمقراطية الشعبية آنذاك بالاضافة كما دخل الاكاديمية العلوم السياسية وتخرج منها بعد سنتين من الدراسة.

وبعد سقوط  نظام الشاه عام 1979 رجع ومع مجموعة من رفاقه  إلى اقليم الأهوازحيث قام بنقل  تجاربه إلى الشباب  الأهوازي  الذي انخرط بكثافة  بالعمل السياسي. واسس هناك مع مجاميع من النشطاء الشباب العربي منظمة كادحي الشعب العربي في إيران حيث ساهم في  صياغة أفكار وأطروحات  الشعب العربي الأهوازي بعد سقوط  نظام الشام  وبروز النظام  الجديد، حيث  طرح الشعب  العربي الأهوازي  مطالبه  على شكل وثيقة تضمنت  12  مادة  تنص على  منح  الشعب العربي  حكم ذاتيا في المنطقة التي  كانت تعرف تاريخيا باسم عربستان.

وبعد انحراف  الثورة الإيرانية عن  نهجها الصحيح وتعرض الشعب العربي الأهوازي إلى عمليات الإبادة على  يد النظام الإيراني الجديد آثر العمل السري داخل الوطن.. وفي أوائل عام 2001  ضاقت به الأمور فهاجر إلى بريطانيا طالبا اللجوء السياسي في عاصمتها لندنحيث منح اللجوء بعد وصوله لها.

وفي لندن باشر اتصالات مع رفاقه  القدماء والجدد في الداخل والخارج وأسس حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي عام 2003 واصبح عضوا في مكتبه السياسي ولجنته المركزية.. ثم انتخب أمينا عام  للحزب بعد اربع سنوات على تأسيس الحزب أي عام  2009 حضر الكثير من المؤتمرات والندوات التي عقدت على المستوى الإقليمي والدولي  ممثلا للحزب منها حضوره في قصر المؤتمرات في جنيف عام 2004 حيث القى كلمة عبر من خلالها عن السياسات الاجرامية للنظام الإيراني بحق شعبه العربي الأهوازي.

كما مثل الحزب  في مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية الذي كان له دور اساسي في تشكيله مع باقي قيادات التنظيمات غير الفارسية وهو في الوقت الحاضر ائتلاف مكون من  14 تنظيم يطالب بالفيدرالیة في إيران بغية منح الشعوب الإيرانية من كرد وعرب وبلوش وأتراك وتركمان حقهم  في تقرير مصيرهم عبر نظام لا مركزي ديمقراطي.

نقلاً عن إيلاف

http://elaph.com/Web/News/2015/8/1029507.html

شاهد أيضاً

دكتورة أهوازية تفوز بمهرجان علمي عالمي وتحصل على جائزتين

دكتورة أهوازية تفوز بمهرجان علمي عالمي وتحصل على جائزتين جابر احمد فازت الدكتورة الأهوازية زينب …