01/05/2024
دبي – موسى الشريفي – استهدف تفجير انتحاري، اليوم الجمعة 9 رمضان الموافق 26 يونيو، مسجداً شيعياً في الكويت أثناء صلاة الجمعة، ما أدى لمقتل 27 شخصاً وجرح أكثر من 200.

وبحسب معلومات “العربية.نت” فإن مسجد الإمام الصادق الذي استُهدف هو مسجد شيعي يقع في منطقة الصوابر في الكويت. كان اسمه في السابق مسجد الحاكة، وقيل إنّه تابع للمرجع الديني “عبدالله الحائري الإحقاقي”. وبعد تثمينه من قبل الحكومة الكويتية واستبدال الأرض بمنطقة أخرى سُمي بمسجد “الإمام الصادق” تيمناً بالإمام جعفر بن محمد الصادق. وتبلغ مساحة المسجد بعد التثمين 1800 متر مكعب، وهو مبني بالطريقة الإسلامية.

إيران أول من قامت بتفجير الأماكن المقدسة

التنظيمات الإرهابية، مثل “داعش” و”القاعدة” وغيرهما ليس الجهة الوحيدة التي تقوم بالتفجيرات لأغراض سياسية وطائفية، حيث هناك دول معروفة بنشرها ثقافة النعرات الطائفية في المنطقة، مثل إيران التي لها دور في الوقوف وراء بعض التفجيرات التي استهدفت أماكن مقدسة، وبالذات الشيعة منها في إيران والعراق ومساجد في السعودية، وذلك لأهداف سياسية خاصة في المنطقة العربية.

في هذا السياق، يقول وجدان عبدالراحمن العفراوي، المختص في الشأن الإيراني: “لا ننسى أن أول عمل إرهابي ضد الأماكن المقدسة بغية أهداف سياسة، والذي استهدف ضريح الإمام علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد يوم 20 يناير عام 1994 حيث قُتل 26 زائراً وجُرح المئات، قامت به المخابرات الإيرانية والتي يُشرف عليها آية الله خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني. وحدث ذلك قبل أن تشتهر القاعدة بأنشطتها الإرهابية وقبل ظهور داعش بسنوات طويلة”.

تفجيرات مشهد

تفجيرات مشهد

تفجيرات مشهد

وكان خامنئي قد اتهم منظمة “مجاهدي خلق”، التي كانت تخوض كفاحاً مسلحا ضد الجمهورية الإسلامية آنذاك، بالوقوف وراء التفجير. وكان الهدف من هذه العملية والجريمة البشعة تشوية صورة وسمعة المنظمة، إلا أن القضية انكشفت في ما بعد.
حيث إن وزارة المخابرات التي كان يترأسها سعيد إمامي، المقرب من المرشد آنذاك، هي التي قامت بالتفجير، وبعدها جاءت بسجين يدعى مهدي نحوي، وهو من أعضاء منظمة “مجاهدي خلق” وكان محكوم عليه بالإعدام، فانتزعت منه اعترافا كاذبا أمام شاشة التلفزيون بأنّه هو من قام بالتفجير.

وحتى تكتمل القصة والسيناريو، قام أحد عناصر المخابرات بالتقرب من مهدي نحوي، وأقنعه بالفرار عند نقله للمستشفى، ولكن في نفس الوقت نصب له كمين ليقتله في أحد الميادين المزدحمة في طهران.

ولكن، بعد خمس سنوات، انكشفت الفضيحة عندما تمّ القبض على سعيد إمامي، رئيس المخابرات، على خلفية سلسلة الاغتيالات التي طالت السياسيين والمفكرين والصحافيين والشعراء أيام خاتمي، حيث اعترف سعيد إمامي بالتفجيرات في مرقد الرضا؛ بغية الإضرار بسمعة “مجاهدي خلق”. ونشرت حينها هذه الاعترافات عدة صحف إيرانية، مشيرةً أيضاً إلى تفجير مساجد أهل السنة في بلوشستان وضريح الرضا على يد المخابرات.

ونشرت جريدة “كار وكاركر” في 4 ديسمبر 1998 تصريحات لبهزاد نبوي، النائب السابق في البرلمان الإيراني، قال فيها إن “تفجير ضريح الإمام الرضا له حكاية لا أريد الدخول في تفاصيلها لأنّ القضية تختلف تماما”.

وبتاريخ 22 فبراير 2006، تم تفجير ضريحي الإمامين العاشر والحادي عشر السيد علي الهادي والسيد حسن العسكري. واستنكر كل العراقيين في وقتها هذا العمل الإجرامي، وما تبعه من جرائم بربرية ووحشية طالت مئات مساجد أهل السنة وقتل المئات من المواطنين الأبرياء.
وتبين عبر تصريحات مسؤولين أميركيين وأجهزة المخابرات أن إيران هي من كانت تقف وراء تفجير أضرحة الإمامين في العراق، علما أن السفير الأميركي في بغداد حينها كان قد حذر الجعفري قبل يومين من عملية التفجير، قائلا: “لا توكلوا الأمن إلى طائفيين”، حسب ما نقلته صحيفة “القدس العربي” في 21 فبراير 2006.

تفجير سامراء

تفجير سامراء

تفجير سامراء

تفجير سامراء

دوافع التفجير والاتهامات

وكانت الدوافع وراء التفجير في العراق واضحة وهي اتهام السنة بأنهم وراء هذه العملية، ليتم تهديم مساجدهم وقتل المزيد منهم، بعد أن قامت “قوات بدر” و”مغاوير صولاغ” بقتل الآلاف منهم سابقا. وهذا ما حدث فعلا بعد التفجير حيث حُرق العشرات من مساجد بغداد وقُتل المئات من الخطباء السنة.

أما الدوافع والهدف من وراء التفجيرات في الدول الخليجية فهو خلق فتنة بين أبنائها لتفكيك اللحمة الوطنية في هذه البلدان من أجل النيل منها بعد أن تفتت العراق وكرست الطائفية فيه عمليا، مما يصب في مصلحة “إيران” و”داعش” فقط.

العربية نت