هاشمي رفسنجاني وسياسة غِض الِنظر المتعمد عن أساس المشكلة – ياسين الأهوازي

بعد ان تم تنصيب حسن روحاني في مايو 2014 قام جميع النقاد المحافظين والاصلاحيين بالتغافل عمداً عن حقيقة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلد. ومن أجل التحدي والتكبر بدؤوا بتوجيه سيل من التهم إلى حكومة أحمدي نجاد واعتبروها السبب الوحيد للأزمات والمشاكل المحيطة بالنظام والبلد.

وأبرز هؤلاء، هاشمي رفسنجاني الذي يعتبر أحد كبار قادة النظام والذي بذاته تعرض في الأوقات السابقة لحملات شرسة من قبل أنصار المحافظين والإصلاحين لبيت المرشد (بيت رهبري) بسبب مصالحهم غير الشرعية. حيث فتح فمه كالأعمى مثله كمثل مطيعي المرشد والحرس الثوري ليهاجم حكومة أحمدي نجاد التي هي بالحق أفسد حكومة في تاريخ النظام الإيراني الحالي، وبدل أن يتحدث بشكل مباشر عن أساس المشكلة ويوجه أصبعه للمرشد وبيته الذي قام بتنصيبه الآخر رئيساً للجمهورية لثمان سنوات من خلال التزوير وقمع الاحتجاجات المناهضة له، قام بتوجيه نقده لشخص وحكومة أحمدي نجاد حصراً، يا تُرى لماذا؟

لا زال لم ينسى أحد خطاب خامنئي بعد يوم الانتخابات في 2009 حيث أعلن صراحتاً على أن رأي أحمدي نجاد بالنسبة له أقرب من هاشمي رفسنجاني ودافع عنه بكل قوى حيث قام بتكليف أبنه مجتبى على رأس فريق أمني من قادة الحرس الثوري والباسيج والشبيحة (لباس شخصي ها) لسحق وقمع المحتجين على تزوير الانتخابات.

فالثورة والنظام بالنسبة لـ هاشمي رفسنجاني أهم بكثير من حياة البشر ويقال انهم الأبن السادس له ويفعل كل شيء من أجل أنجادهم حسب حديث سابق له. وفي الحقيقة فعل ذلك، والأمثلة كثيرة، منهم الهجوم والسب الذي تعرضت له أبنته فائزة، حيث صور وعُرض تسجيله عبر اليوتيوب، أو الحملات الأخرى التي تعرض أليها أبنائه محسن ومهدي واتهامهم برؤوس الفتنة والخيانة والخ… كل هذه الأمثلة لم تحزن او تعكر حاجبي هاشمي رفسنجاني. ورغم كل ذلك يعلم الجميع بأن الحرس الثوري وبيت المرشد لا يتجرؤون على القاء القبض أو مضايقته سياسياً بسبب الكم الهائل من الوثائق التي يمتلكها وتدينهم بشكل مباشر.

فالمسألة الأساسية بالنسبة لرفسنجاني عدم الأضرار بالنظام او أبنه السادس، وليس اعلان الحرب ضد المحافظين او بيت المرشد، خصوصاً في ضل الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين من غلاء وبطالة إلى التفكك الاجتماعي اللواتي يقوما بتسهيل سقوط النظام مما سوف يسبب ضرر كبير لمصالحه وعائلته الاقتصادية او حتى تفكك إيران. هذا ما يسمح له بالاستمرار في سياسة الصبر وغِض النظر عن بيت المرشد والحرس الثوري بالعلن. ولتجنب اهتزاز هذا النظام، يقوم بالهجوم على حكومة شخص منتهي الصلاحية كـ أحمدي نجاد. متناسياً بذلك علم المواطنين بأسباب بؤسهم، وهم، بيت المرشد والحرس الثوري الذي يُعتبر جزء منهم.

وكما ورد في وكالة إيسنا الإخبارية، ذكر هاشمي رفسنجاني خلال زيارته لجمع من العلماء والمثقفين والجامعيين لعدد من محافظات غرب وشمال غرب إيران: الأشخاص الذين كانوا يقومون بتقديس الحكومة السابقة رغم كل الفساد والفضائح، اليوم يصرخون وا إسلاماه في وجه الحكومة الجديدة.

رئيس مركز تشخيص مصلحة النظام أضاف، إحصائيات التخلف والفساد لدى الحكومة السابقة مخيبة للآمال وبإشارة لغضب المواطنين الإيرانيين من المتطرفين والراديكاليين قال، يقوم هؤلاء بسوء الاستفادة من صبر الناس والانتقام من حكومتهم المنتخبة. وأشار كذلك لوضع البلد في ضل حكومة نجاد قائلاً: بذات النفسية التي قاموا من خلالها باعتبار القرارات الدولية ليست ألا حبر على ورق، كذلك قاموا بالتخلف والتعدي على قوانين البلد الداخلية مما تركوا لنا إحصائيات مؤسفة جداً.

 

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …