عاصرنا الثورة الاسلامية (الاسلام السياسي) التي أتت بها ثورة الشعوب في ايران بقيادة الخميني وشاهدنا نتائجه طيلة هذه الفترة وما نتج منها من انتهاكات قل نظيرها في العالم حيث اصبح يعدم الناشط الايراني لاسيما الشاب الأهوازي باسم الدين ومحاربة الله والرسول وترجم النساء ويعتدي على السجناء، وتداهم البيوت، وتوضع مفارز ونقاط تفتيش في المدن وخارجها لمنع الحريات الفردية وتفتيش العقائد اضافة الى الضغط على الأقليات الدينية ومنعهم من ممارسة طقوسهم فكل هذا تأتي باسم الدين والمذهب والدين منه براء.
اما عن سورية وما يحدث فيها فحدث ولا حرج، فبعد سيطرة المجموعات الاسلامية المتشددة على الثورة وإجهاض الحركة الجماهيرية السلمية وتغير المسار من سلمية الثورة الى عسكرتها خلقت فكر متطرف لا يرحم من يختلف معه وسرعان ما يقوم بحز رغبته من الوريد الى الوريد وهذا أيضا يأتي باسم الشريعة والدين.
والنموذج الاخر هو العراق وما يحدث فيه منذ الغزو الامريكي والى يومنا هذا حيث أصبحت لغة السلاح هي سيد الموقف، فوجود مجاميع مسلحة من مليشيات سواء في المناطق الغربية او في المناطق الجنوبية تتخذ من الشريعة منهجاً للقيام بأعمال قتل بهدف تصفية حسابات طائفية من كلاء الجهتين واضعة حكم القانون خلف ظهرها متأثرة بفتوا المرجعيات في البلد التي تلعب دور الرئيس في إصدار الأوامر.
فبعد هذه النماذج علينا كأهوازيين أخذ العبر والدروس من التجارب المريرة التي تدور من حولنا وان نضعها في نصب أعيننا فظاهرة الترويج الطائفي بين مجتمعنا الاهوازي سيكون له عواقب خطيرة قد تؤدي بنا الى إيجاد تفرقة نحن بغنى عنها و قد يكون الخروج منها صعب للغاية، فبدلاً من أن نهتم بصغاير الأمور علينا ان نهتم بأمور اكثر ضرورة و اكثر الحاحاً في الوقت الحاضر وهي الوطنية فتمسكنا بها يفوق الدين والمذهب ، واتخاذ فكرة ” كن سنيا فستتحرر” خطاء كبير بدليل ان الأنتماء الديني لا يحرر وطن فالذي يحرر هو الانتماء الوطني فالوطن يجمع كل الشرائح بمختلف معتقداتهم الدينية والمذهبية.
فتأطير القضية الأهوازية وأعطائها طابع طائفي سواء كان شيعياً ام سنياً لا يخدمها بل العكس سيعرقلها وسيخلق أنشقاق كبير يصعب التئامه فعلى النخب وعقلاء القوم ان يتصدوا الى هذه الظاهرة الخطيرة، فتركها و إهمالها بهذا الشكل لا يجدي نفعا، فطالما هناك فرصة لمنعها فعلينا ان ننهض قبل فوات الأوان .
ناهي جمعه الساعدي