اختلف هذه المرة لدى بعض من نادوا الى مظاهرة 15 من نيسان او ” يوم الغضب” ‘ شعار الشعب واصبح حاله كحال باقي اخوته العرب في العالم العربي و لكن مع الفرق الشاسع بين ما يطلبه الشارع العربي في البلدان العربية و بين ما يطلبه الشعب العربي في اقليم الاهواز و الفرق يكمن هنا بأن الشعوب المطالبة بأسقاط أنظمتها و هي أساسا تتمتع بحكومات و دول مستقلة ذات سيادة منذ تأسيسها طالبت بتغيرر انظمتها و مجىء بانظمة ديمقراطي تحترم حقوق الانسان و العيش الكريم و توفر فرص عمل و مساوات بين فئات المجتمع و هذا ما رأيناه في تونس ومن ثم في مصر و الان في ليبيا و اليمن وكذلك سورية .
لكن فيما يتعلق بمطالبنا نحن ابناء الاهواز هي في واقع الامر شرعا و قانونا يجيز لنا أن نطالب بحقوقنا المغتصبة و التى حرمنا منها طيلة العقود الماضية و ليومنا هذا يحق لنا ايضا أن نخرج الى التظاهر و بشكل سلمي بعيدا عن العنف وما يسمى بالعمل المسلح و غيرة من الامور التى تفتح المجال للنظام أن يقمعنا في حين ليس لدينا الدعم الكافي او اعلام لتغطية الاحداث اذا حدثت و هذا ما شاهدناه في المظاهرة الاخيرة و النتيجة سقوط عدد من الشهداء و الجرحى و موجة من الاعدامات منها في السجون و منها على العلن و امام انظار المارة و الهدف منها ترعيب وتخويف الجماهير لدى خروجها الى الشوارع .
لذا جاءتني فكرة النقد وعن ما شاهدته او سمعته منذ الاعلان عن يوم الغضب كما أسماه البعض و قد يكون هذا النقد مكتوب اوفي بعض الاحيان منطوق عن سلبيات او ايجابيات او قرارات يتخذها شخص او مجموعة من البشر في مختلف المجالات سواء كانت سياسية او اجتماعية.
اذن ارى أن علينا أخذ الدروس و العبر ومحاولة العمل بها في حياتنا السياسية منها او الاجتماعية و أن يتم أعادة النظر بالشعارات التى نرددها او رددها البعض سواء كانت عبر الفضائيات او من خلال صفحات الفيس بوك او اليوتيوب و تضخيمها بشكل غير طبيعي و تحت شعار “يوم الغضب الاحوازي” المسمى (الشعب يريد اسقاط الاحتلال) مستخدمين العواطف و الاحاسيس مستغلين التعاطف مع الثورات العربية و مقارنتها مع الوضع الاهوازي ثم عسكرة المظاهرة و اصدار بيانات و كأنما هناك جبهات قتال يتبنون ما يحدث من عمليات مسلحة قد تكون من صنع النظام نفسه او ردت فعل من قبل بعض الشباب المتحمسين بدافع أخذ ثارلما يحصل لابناء شعبهم و نشرها على المواقع دون دراسة لعواقب هذه الاعمال التى من شأنها أن تقضي على استمرار الخروج و التظاهر في المستقبل.
لذا علينا أن نكون واقعين و أن نفرق بين الطموح و بين الواقع ، نعم الكل يطمح أن يكون له وطن يعيش فيه حرا سيد نفسه حاله حال باقي شعوب في المنطقة والعالم و لكن يا ترى هل درسنا خصوصية شعبنا تاريخيا و ثقافيا و اجتماعيا ؟ ثم هل هناك مؤشر يدل على نية المجتمع الدولي لتقسيم الشرق الاوسط و تحديدا ايران ؟ ثم هل درسنا الوضوع الاقليمي و الوضع الداخلي في خارطة ما تسمى بأيران؟ ثم هل هناك مؤشر من دولة عربية واحدة وعلى المستوى الرسمي و ليس الشعبي لدعم قضيتنا سواء كان ماديا او لوجيستيا؟ ثم هل نحن الاهوازيين نمتلك القدرة و بمفردنا لتحقيق ما نطمح اليه ؟ اذن يستوجب علينا ايجاد حل للاسئلة المطروحة بعيدا عن الراديكالية الهدامة والتعصب مستخدمين العقل و المنطق لنحقق هدفنا المطلوب والمقبول دوليا و قابل للتحقيق و هو حق تقرير المصير و طبعا لم يأتي هذا الا اذا كان هناك تحالف و تنسيق بين شركائنا في النضال من الشعوب الغير فارسية لتشكيل نظام تعددي و ديمقراطي يضمن حقوق الجميع .
ناهي الساعدي