خاص بالموقع – اذا كان القائد الالماني في روميل قد استحق لقب ثعلب الصحراء، فان الجنرال قاسم سليماني قائد جيش القدس الإيراني يستحق أن نطلق عليه ثعلب اللعب القذرة، فهو ميكافيلي السلوك يستهوي مقولة الغاية تبرر الوسيلة وبالتالي فهو لن يتوانى من استخدام أي وسيلة ومهما كانت قذرة لتحقيق هدفه بدء من تزوير عملة البلدان إلى الإتجار بالمخدرات وبالجنس و إلى ممارسة اللصوصية بكافة أنواعها .
و الجنرال سليماني وأن كان ينجز أعماله بشكل سري وهاديْ، ألا أن هناك الكثيرون ممن تحدثوا عنه خارج حدود الجمهورية الإسلامية ووصفوا تدخلاته في شؤون العديد من البلدان العربية والإسلامية والشرق أوسطية على أنها تشكل خطرا داهما على هذه البلدان ، كما انه يعد من اقوى الشخصيات الإيرانية في مجال السياسة الخارجية الإيرانية .
أن الجنرال قاسم سليماني و بحكم موقعه كونه على رأس منظمة استخباراتية نادرا ما يظهر على وسائل الأعلام ، كما يعد من أوائل المحاربين في صفوف الحرس الثوري الإيراني ضد العراق وقد تعرض لنيران القوات العراقية و أصيب بإصابات قاتلة ألا انه نجى منها بأعجوبة ، ٍ كما يوصف داخليا من قبل أنصاره على انه الشهيد الحي لكثرة ما تعرض له من عمليات استهدفت حياته ، كما انه يرأس جيش القدس وهو بمثابة جهاز للاستخبارات الإيرانية على المستوى الخارجي وهو في عمله اكثر احترافا حتى من وزارة الاستخبارات الإيرانية ويقدر عدد أفراده من الإيرانيين فقط ما يقارب بين 30 إلى 50 الف مقاتل .
يعتقد الجنرال قاسم سليماني أن الشعب الإيراني هو الشعب الوحيد في العالم الجدير بهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية تاريخيا ، و عندما هدد في الأشهر القليلة الماضية من قبل الكونغرس الأمريكي بالاغتيال أجاب ” انه يعشق الشهادة “.
من هو الجنرال قاسم سليماني ؟ .
ولد الجنرال قاسم سليماني في قرية جبلية نائية تسمى رابرد تقع في مقاطعة كرمان في جنوب شرق ايران في بيئة اجتماعية قبلية و بعد أن اكمل المرحلة الابتدائية ترك قريته وهو في سن الثانية عشر من عمره ، بعدها عمل في مجال البناء في مدينة كرمان ثم استخدم كمقاول للبناء لدى منظمة الماء و الكهرباء في نفس المدينة ومن هناك بدأ نشاطه السياسي الثوري .
برز اسم اللواء قاسم في الفترة الواقعة ما بين شهري أغسطس – آب – ومن عام 1998 عندما عين قائدا لقوات جيش القدس وذلك مقارنة مع ظهور حركة طالبان على الساحة الأفغانية ، و لم يكن اختياره لهذا المنصب محض صدفة ، فقد ولد اللواء قاسم سليماني في منطقة جبيلة تقع في مقاطعة كرمان الإيرانية ، وهي منطقة سواء من الناحية الجغرافية أو الثقافية اكثر قرباً من أفغانستان ، مما يعتبر خلافاً للقول القائل انه من مواليد مدينة قم الإيرانية .
وعندما كان قاسم سليماني عضوا قياديا في الحرس الثوري ساهم مساهمة فعالة في قمع التحرك الكردي المطالب بحقوقه القومية بعد انتصار الثورة الإيرانية ، كما كان من ابرز قادة الحرس الثوري أثناء الحرب العراقية وكان يقود لواء عسكريا يسمى ” يا ثارات الله “ ، هنا لابد بان تعيين قاسم سليماني كقائد لقوات القدس هو بسبب الخبرة التي اكتسبها في معاركه ضد الأكراد ..
بمجرد عودة قاسمي من مهاباد عين قائدا لحا مية القدس في مدينة كرمان ، و أثناء الحرب العراقية الإيرانية قام بتدريب الكثير من كتائبه في مدينة كرمان و أرسالها إلى جبهات القتال مع العراق في الجنوب و بعد فترة توجه هو بنفسه على رأس كتيبة إلى مدينة” الخفاجية” في إقليم عربستان – الأهواز وذلك لمواجهة زحف القوات العراقية نحو العمق الإيراني و تحديدا في جبهة “المالكية “ لصد هجمات الجيش العراقي ويمكن القول انه اشترك في معظم العمليات العسكرية في الحرب مع . ولعل من اهمها العلميات العسكرية المشتركة التي شنها الجيش و الحرس والبسيج ” المليشيات “ لتحرير مدينة ” البسيستين “ وتحرير مناطق غرب “دسبول و”دهلران “ والدفاع المستميت عن مدن ” انديمشك او الصالحية “ ، و ” الشوش ” و شارك في عمليات فتح المبين عامي 1981 و 1983 و عمليات خيبر في نفس العام والتي كانت تستهدف احتلال مدينة البصرة وعمليات كربلاء 5 في أيار عام 1987ا ، لتي أدت إلى فتح الطريق لتحرك نحو مدينة السليمانية وتهديدها ، كما قاد عمليات نصر 5 في 9 آذار من عام 1987 ، كما قاد عمليات بيت المقدس لاحتلال مرتفعات وقمم شميران وعمليات الفاو ومجنون عام 1988 و التي أدت إلى قتل الكثير من الجنود الإيرانيين.
و بعد انتهاء الحرب العراقية عادت كتائب ثار الله 41 بقيادة سليماني إلى مدينة كرمان و أنيطت لها مهمة المواجهة الحركة البلوشية و التي طالب بإعادة حقوقها القومية و الدينية التي تسميهم الحكومة بالأشرار الذين يتحركون من المناطق الواقعة في جنوب شرق ايران . ،حيث أقلقت الدولة المركزية و ذلك بسبب بعدها عن المركز و ووجود أكثرية قومية ” بلوشية “ سنية في قلب الدولة الشيعية ، بالإضافة إلى البنية القبلية و تخلف هذه المنطقة و غرقها في الفقر و الأمية ، لذلك ازدهرت فيها تجارة التهريب وقد أعطيت سليماني مهمة السيطرة على مقاطعة بلوشستان و سيستان ( مقاطعة بلوشية سنية ) وذلك لمكافحة التهريب و استقرار الأمن في هذه المناطق ، وقد تمكن من النجاح في مهمته حيث شهد ت هذه المناطق في عهده هدوء نسبي الأمر الذي دفع رئيس الحرس الثوري آنذاك ( 1994 ) إلى توجيه كتاب شكر تقدير لجهوده ، كما حضي بالتشجيع نفسه من قبل اللواء يحيي رحيم صفوي القائد السابق للحرس الثوري ..
وترافق تعيين سليماني قائدا لقوات القدس مع تطورات على غاية كبيرة من الأهمية شهدها الجوار الإيراني ، من بينها الأحداث التي وقعت في أفغانستان ، تشديد الحصار على ايران من قبل أمريكا ، المنافسة مع السعودية وبلدان مجلس التعاون الخليجي المواجهة مع أمريكا و فشل سياسة ايران في البوسنة و الهرسك و عدم تمكنها من استثمار ما يجري في هذه البلدان لصالحها، ولكن بعد أن أيقنت ايران أن العراق لن يشكل خطرا عليها انصبت جهودها على تقوية نفوذها في أفغانستان وخاصة بين جماعة الهزاره الشيعية والناطقة بالفارسية و جماعة الطاجيك السنية الناطقة بالفارسية في شمال أفغانستان والنفوذ في بلدان الخليج والأشراف على توجيه الشخصيات و إدارة الأحزاب العراقية المرتبطة بالجمهورية الإسلامية .
ويمسك اليوم قاسمي الملف العراقي بيده وهو يرحب باي مسؤول عراقي يذهب لمقابلته، والجميع مسحور به ويعاملونه كملاك” وزار الجنرال قاسمي العراق سرا علنا وكل من استمع اليه ووصفه بانه رجل بسيط ولكن لا تعرف كم هو مؤثر، مشيرا إلى سلطته مطلقة ولا احد يستطيع مواجهة كلامه.
وكان سليماني قد زار العراق عام 2006 في ذروة الحرب الطائفية ولم يعرف فيما اذا يعرف الأمريكيون بوجوده في بغداد أم لا ، ألا بعد مغادرته ووصوله لطهران مما اثأر حنقهم. استطاع إقامة علاقات مع كل جماعة أو فصيل شيعي، وكان العام الماضي موجودا في دمشق إلى جانب مسؤولين سوريين واتراك ومن حزب الله للتباحث حول تشكيل الحكومة العراقية الحالية. وقال المسؤول أن سليماني اجبر الجميع على تغيير رأيهم واختيار المالكي لفترة ثانية. و أن كل مسؤولي حكومة المالكي استطاعوا الوصول إلى قادة ايران من خلاله ، حيث كان سليماني يقدمهم و يهيئ لهم الطرق بمن فيهم رئيس الدولة جلال طالباني الذي يلتقي مع سليماني بشكل.
أن سليماني و بحكم موقعه كونه على رأس منظمة استخباراتية نادرا ما يظهر على وسائل الأعلام و قد كان من بين المحاربين الأوائل في صفوف الحرس الثوري الإيراني وقد تعرض لنيران القوات العراقية و أصيب بإصابات قاتلة ألا انه نجى منها بأعجوبة حيث كان آنذاك قائدا لما يسمى بجيش ثار الله في ، كما أن قادة قوات هذا الجيش ورموزه هي الأخرى مخفية لا يعرفها احد وهي في عملها اكثر احترافا حتى من وزارة الاستخبارات الإيرانية ويقدر عدد أفراده من الإيرانيين فقط ما يقارب بين 30 إلى 50 الف مقاتل .
ورغم ان الحكومة الإيرانية وخشية تعرضها للانتقاد من قبل الرأي الدولي و الإسلامي تنفي بشكل مباشر تدخلها في الأزمة السورية ألا أن إسماعيل قاءني مساعد سليماني اعترف بهذا التدخل وان هذا الاعتراف أوجد حرجا لسلطات الجمهورية الإسلامية التي حذفت تصريحه من الشبكة العنكبوتية بعد ساعات من نشره ,
نبذة عن جيش القدس “
ترجع البدايات الأولى لتأسيس جيش القدس إلى عام 1979 وذلك عند ما اعلن الخميني وعقب انتصار الثورة الإيرانية عن عزمه على تحرير فلسطين وعلى اثرها تم تشكيل لجنة للدفاع عن حركات التحرر في العالم حيث دعت هذه اللجنة و التي كان يرأسها الدكتور إبراهيم يزدي أول وزير خارجية في حكومة بازركان التي تشكلت بعد انتصار الثورة إلى عقد مؤتمر في طهران دعت له آنذاك مجموعة من التنظيمات المسلحة يسارية ويمينية و ووسط شيعة وسنة و شيوعيين من العراق و فلسطين ولبنان وبعض من بلدان مجلس التعاون لاسيما الشيعة منهم و اعلن خلاله عن تأسيس النواة الأولى لقوات القدس ، ولم تمر ألا عدة سنوات حتى انتقلت قوات القدس والذي عرفت فيما بعد جيش القدس من إشراف وزارة الخارجية إلى إشراف الحرس الثوري وفي السنة الرابعة من الحرب العراقية الإيرانية تبدلت مهام هذا الجيش هذا الجيش وتحول إلى جهاز استخباراتي داخلي وعالمي ومنذ ذلك الحين انقطعت أي ارتباطات لجيش القدس مع وزارة الخارجية الإيرانية. هذا و يستمد جيش القدس سلطته السياسية و المعنوية من الولي الفقيه المرشد الأعلى علي خامنه و لا يتدخل أي احد في شؤونه و لا نغالي اذا قلنا أن سلطة قائد جيش القدس اقوى سلطة من رئس الجمهورية نفسه .
أن جيش القدس شأنه كشأن الحرس الثوري تطور واكتسب على مدار ثمان سنوات من الحرب الإيرانية وان خليته الأولى تكونت في البدايات الأولى لاندلاع هذه الحرب فقد جاء على لسان قاسم سليماني أن الخلية البدائية الأولى من لهذا الجيش تكونت في بداية الثمانينات على يد مليشيات كانت تقاتل في جبهة الحرب العراقية الإيرانية وهي على النحو التالي :
1- قاسم سليماني ، رئيسا
2- همايون فرد مساعدا
3- مهدي كازروني مسؤول العمليات الحربية
4- الحاج رحيمي ، المنسق العام
5- هندو زاده ، مسؤول الاستخبارات
6- بهرامي مسؤول العمليات التخريب
أن المهمة الرئيسية لجيش القدس في الوقت الراهن هي تحمل المسؤولية في توجيه استراتيجية السياسة الخارجية الإيرانية و التجسس لصالح ايران عبر تنظيم وتطوير واستثمار الحركات الثورية الإسلامية في العالم ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة إلى مهام داخلية أخرى هو رصد الأحداث الجارية في ايران وكيفية التصدي لها ، واختصار فان نشاطا جيش القدس تشمل ثماني بلدان وهي كل من العراق أفغانستان ، باكستان ، الهند ،إسرائيل ، لبنان ،الأردن ، تركيا ، شمال أفريقيا ، شبه الجزيرة العربية بالإضافة جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وخاصة الإسلامية منها ، كما أن لدى جيش القدس الإمكانيات التي مما تجعله ذا تأثير كبير جدا على سير الأحداث في كل من العراق و سوريا و لبنان وعموم الشرق الأوسط كما ان زعيمه سليماني يخطط لمحاربة المملكة العربية السعودية عبر استنفار الطائفة الشيعية في هذا البلد . وقد رسم مرشد الثورة الإيرانية ثلاث مهام أساسية لهذه المؤسسة و هي :
الف : الدفاع المسلح عن الثورة و النظام الإسلامي
ب : تنظيم و تدريب جيش أل 20 مليون
ج : تأسيس خلايا شيعية لحزب الله في جميع أنحاء العالم .
كما هو واضح أن المهمتان الف وباء هما من اجل توسع الثورة و انتصارها أما المهمة الثالثة ، تأتي ضمن اطار التوجيهات الأولى للأمام الخميني و بصراحة فان هذه المهمة هي من الواجبات الأساسية لجيش القدس وفي توضح هذه المهمة يقول المرشد علي خامنه ا ي ” .. واليوم فان الأمل يراود الجميع بان تكون تشكيل خلايا لقوات جيش القدس أو الحرس وفي قالب حزب الله في جميع أنحاء العالم من احد البرامج المستقبلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية .