ومن جهته، قال أمين مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران يوسف عزيزي إن العرب في عربستان يعانون من اضطهاد متواصل منذ سقوط حكم الشيخ خزعل، يتمثل بالتمييز العنصري واللغوي والاقتصادي والسياسي.
تغيير أسماء المدن
وذكر أن الحكومات الإيرانية المتعاقبة قامت بتغيير أسماء المدن العربية، كما أن بعض النخبة والكتاب والمثقفين الإيرانيين يروجون للعنصرية ضد العرب من خلال كتاباتهم وعبر وسائل الإعلام.
وأضاف أن الموسيقى والمسرح والجرائد شبه ممنوعة عن العرب، وأن 100% من أصحاب وسائل الإعلام في إقليم عربستان هم من غير العرب، كما أن النظام يعتقل المثقفين.
وأكد أن الإقليم يقع في مقدمة المناطق التي تنفذ فيها السلطات أحاكم الإعدام ويضم أسوأ سجن في البلد وهو سجن كارون، ويعاني غالبية الأطفال فيه من سوء التغذية، مشيرا إلى أن 20% من الوفيات في الإقليم هي بين الأطفال بسبب تفشي الأمراض والحرمان طبقا للإحصاءات الرسمية.
وذكر أنه وبسبب منع المواطنين العرب من الدراسة بلغة الأم فإن 33% من الطلاب يتركون الدراسة في المراحل الابتدائية و50% في المراحل المتوسطة و70% في الإعدادية كما إن النظام الإيراني يمنع حتى معاهد تعليم القرآن من تدريس اللغة العربية.
اضطهاد مزدوج ضد النساء
ومن جهتها تطرقت الناشطة في مجال حقوق المرأة إلهام الساعدي إلى معاناة النساء في الأهواز قائلة إن المرأة الأهوازية تعاني من اضطهاد مزدوج من النظام الإيراني، وإذا ما اعتبرنا العربي الأهوازي مواطنا من الدرجة الثانية في البلد فالمرأة تعد من الدرجة الثالثة بسبب الحجم الهائل للاضطهاد الذي تعاني منه بشكل يومي، حسب تعبيرها.
وأكدت أن المرأة الأهوازية رغم المشاكل التي تعاني منها فإنها قد أثبتت كفاءتها السياسية والاجتماعية، حيث فازت ثلاث نساء في انتخابات مجالس البلدية في فترة حكم محمد خاتمي عندما كان يسود الانفتاح السياسي النسبي البلد، لكنها تعيش وضعا مزريا في الوقت الراهن.
وشددت على أن النظام الإيراني يتعامل مع الناشطات الأهوازيات كرهائن من خلال زجهن في السجون للضغط على أزواجهن، وتشمل هذه الانتهاكات حتى أطفال النشطاء السياسيين.
الكوارث البيئية
ومن جهته تطرق إبراهيم العربي الناشط في مجال حقوق الإنسان إلى الانتهاكات التي يمارسها النظام الإيراني قائلا إن الإعدامات أصبحت أمرا طبيعيا في الإقليم وإن السجناء السياسيين هم أكثر عرضة للتعذيب والاغتصاب والقتل.
وكشف أن الاستخبارات الإيرانية تنتزع اعترافات كاذبة من السجناء العرب للترويج بأنهم يبنون علاقات مع المجموعات الأهوازية خارج الإقليم وكذلك البلدان الغربية وإسرائيل، في حين أن أنشطة غالبيتهم تركز على الحقوق المدنية واللغوية والثقافية.
أما الناشطة الأهوازية هيفاء الأسدي فتطرقت إلى الكوارث البيئية في الأهواز ومن ضمنها تغيير مجرى الأنهر وتجفيف الأهواز وتدمير زراعة النخيل وتصحير الأراضي الزراعية.
وذكرت أن النظام الايراني ومن خلال مخططاته لنقل مياه الأنهر الأهوازية إلى أقاليم أخرى وسط البلد والتخطيط لبناء أكثر من 69 سدا جلب الكثير من المشاكل الاقتصادية والبيئية للسكان الأصليين، كما تسبب في هجرة أبناء أكثر من 40 قرية.